تقرير: أعراض الإصابة بمتحوّر أوميكرون خفيفة على المحصّنين بالكامل

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – معظم من أصيبوا بمتحوّر "أوميكرون"، والبالغ عددهم 43، في الولايات المتحدة الأمريكية، ظهرت عليهم أعراض خفيفة، لكنّ غالبيتهم ملقحين، وحصل 14 شخصًا بينهم على جرعات معززة، وفق ما جاء في تقرير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الجمعة.

وأظهر أول تقرير حول متحوّر "أوميكرون، صادر عن الوكالة، أنّ اللقاح لا يحمي الأشخاص من الإصابة بالعدوى. ويشير أيضًا إلى أنّ الحالات الأولى المرصودة تراوحت عوارضها بين الخفيفة والمعتدلة.

ووفق فريق الاستجابة لكوفيد-19 التابع للوكالة "فإن مريضًا واحدّا أدخل إلى المستشفى ليومين، وأنه لم تسجّل أي حالات وفاة حتى اللحظة". وتابع أنّ "التحقيقات بينّت أنّ الحالات المرصودة ارتبطت برحلات دولية ومحلية، أو شارك المصابون بتجمعات عامة واسعة، أو ضمن العائلة".

وأضاف الباحثون أنّ "العوارض الأولى التي رصدت تعود إلى 15 نوفمبر/تشرين الثاني، وظهرت على شخص قام برحلة دولية". وتابعوا أنّ "14 شخص (33%) عادوا من رحلات دولية قبل 14 يومًا من ظهور الأعراض الأولى، أو الحصول على نتيجة اختبار موجبة".

وجاء في التقرير أنّ 79% من المصابين كانوا محصّنين بالكامل بجرعتين من لقاحي "فايزر-بيونتك" أو "مودرنا"، أو بجرعة واحدة من لقاح "جونسون آند جونسون". وأنّ خمسة من أصل 14 شخصًا حصلوا على الجرعة المعزّزة قبل أسبوعين في الحد الأدنى، وكان يفترض أن يتمتعوا بالحد الأقصى من مستويات الحماية المناعية.

وكتب الباحثون أنّ "الأعراض الأكثر شيوعًا بين المصابين كانت السعال، والاحتقان، والتعب، وسيلان الأنف".

ولفتوا إلى متحوّر "دلتا" ما برح المسيطر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكتب الباحثون أيضًا أنه "منذ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تمّ جمع العيّنات بهدف الحصول على بيانات التسلسل وإخضاعها للتحليل، ويرجّح أن يتم رصد إصابات إضافية بمتحور أوميكرون تعود إلى أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني في الأيام المقبلة".

وأضافوا أنّ "العلماء حول العالم يسعون لمعرفة المزيد عن متحور أوميكرون بسرعة، ليفهموا على نحو أفضل مقدار سهولة انتقاله وفعاليته، مع الفحوص التشخيصية الحالية، واللقاحات والعلاجات المتوافرة لمكافحة هذا المتحور".

وتابعوا أن "العديد من الإصابات الأولى بأوميكرون المسجلة تبدو عوارضها خفيفة، رغم أنه إسوة بالمتحورات الأخرى، هناك فارق بين العدوى والنتائج الأكثر خطورة، كما يُتَوقّع أن تكون العوارض خفيفة لدى الفئة المحصنة من الناس، ولدى من أصيبوا بعدوى SARS-coV-2 مقارنة مع الأشخاص غير المحصّنين".

وأشار كاتبو التقرير إلى أن الأشخاص الذي قاموا برحلات دولية في الآونة الأخيرة، كانوا أصغر في السن، أو يتمتعون بصحة جيدة أو الاثنين معًا، وهؤلاء قد لا يمثلون مجمل السكان.

01:29
عالم أوبئة: العدوى الطبيعية السابقة بفيروس كورونا لا تحمي من إعادة العدوى بمتغير أوميكرون

إذا تفشى متحور أوميكرون على نطاق واسع، فإنّ الأعداد الكبيرة قد تكشف عن حالات شديدة الخطورة. وكتبوا "حتى لو أنّ معظم الإصابات عوارضها خفيفة، قد ينتج عن متحوّر سريع الانتشار حالات كافية كب تثقل على النظام الصحي. شدة الإصابة السريرية بأوميكرون سنفهمها على نحو أفضل مع تحديد حالات إضافية مشخصة ومحلّلة".

وأوضح واضعوا التقرير أنّ " العلماء في جنوب أفريقيا وفي مناطق أخرى أنشأوا أنظمة تسمح لهم بإجراء دراسة مخبرية وسريرية، وتحديد الخصائص الوبائية. وتتعاون الوكالة مع مسؤولين في قطاع الصحة حول العالم لمعرفة المزيد عن خصائص المصابين بمتحور أوميكرون".

على نحو منفصل، لفت فريق من الباحثين الحكوميين والأكاديميين في المملكة المتحدة، إلى أن العديد من الناس الذين انتقلت إليهم عدوى أوميكرون كانوا محصّنين وحصلوا على الجرعة المعززة.

ورأى الفريق الذي يرأسه نيك أندروز من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، في نسخة أولية نشرت على الانترنت، أنّ "النتائج التي توصّلنا إليها تُبيّن فعالية اللقاح على المرض جراء الإصابة بأوميكرون يتبدى بعوارض أخف بكثير من تلك المسجلة لدى المصابين بمتحور دلتا".

فقد درسوا بيانات 581 شخص، أصيبوا بمتحور أوميكرون، وراجعوا سجلات التلقيح الخاصة بهم، وقارنوها مع مئات الأشخاص الذين تمّ تلقيحهم حين كانت متحور دلتا مسيطرًا.

وكتبوا أنّ جرعتين من لقاح أسترازينيكا، المستخدم على نطاق واسع في بريطانيا لكن غير مسموح به في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يقدم حماية بعد 15 أسبوعًا. أما من تلقوا جرعتين من لقاح "فايزر/بيو إن تك" في الآونة الأخيرة، يبدو أنهم أكثر حماية ضد أوميكرون، لكن الفعالية تراجعت إلى نحو 37%، إن تلقوا اللقاح قبل أربعة أشهر أو أكثر.

أما الجرعة المعززة من فايزر فتساعد اللقاح إلى استعادة فعاليته حتى تصل إلى نسبة 75% ضد أوميكرون. لكن هذه النتائج شملت عددًا قليلًا من الناس.

وكتبوا "لا يمكننا تحديد مدى الحماية ضد أشكال المرض الشديد، بسبب عدد حالات الإصابة بأوميكرون الضئيل، والفارق الطبيعي بين العدوى والنتائج الشديدة".

وشدد الفريقان الأمريكي والبريطاني على تلقي الجرعات المعززة من اللقاح.

وكتب الفريق التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن "الجرعات المعززة ضرورية جدًا لمن هم عرضة لخطر الإصابة الأعلى بالمرض الشديد، مثل الأشخاص الذين يقيمون في دور رعاية للمسنين، أو في مرافق رعاية صحية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك توصي الوكالة كل من يبلغ عمر سنتين وما فوق بارتداء الكمامة الواقية بين الناس في الأماكن المغلقة، في المناطق حيث نسبة التفشي كبيرة ومرتفعة".