متى يجب إجراء فحص PCR مقابل فحص المستضد السريع؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غالبًا ما يُعتبر فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، المعيار الذهبي للكشف عن عدوى فيروس كورونا.

وهذا الفحص الذي يريد بعض أصحاب العمل من الموظفين إجراؤه قبل العودة إلى المكاتب بعد الإصابة بـ"كوفيد-19"، والفحص الذي يتبارى بعض الأشخاص لتحديد موعده لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم السفر أو التوقف عن العزلة.

لكن الخبراء يقولون إن اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لا يُعد الأفضل لكل حالة.

ويمكن لفحوصات PCR الكشف عن كميات صغيرة من المادة الوراثية لفيروس كورونا من عينة مأخوذة من الشخص. ويعمل الفحص بعد ذلك عن طريق تضخيم هذه المادة الوراثية أو نسخها إن وجدت في عينة الشخص، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وتمكّن خاصية التضخيم في الفحص من اكتشاف كميات صغيرة جدًا من فيروس كورونا في العينة، "مما يجعل هذه الفحوصات حساسة للغاية لتشخيص كوفيد-19"، وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وبينما أن هذه الحساسية قد تكون مفيدة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا بعد تعرّض مؤخر للفيروس، إلا أنها تعني أيضًا أن نتائج فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل يمكن أن تظهر إيجابية حتى بعد أن تجتاز مرحلة نقل العدوى.

وقد يشير فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) إلى إصابتك بفيروس كورونا لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع بعد تعافيك لأنه لا يزال "يلتقط عدوى سابقة ولا تزال الأجزاء الصغيرة (من الفيروس) تتضخم"، حسبما ذكرته المحللة الطبية لدى CNN الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن.

وبعد مرور سبعة إلى 10 أيام، "لا يُعد فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل الفحص المناسب".

فيما يلي إليك ما تحتاج لمعرفته حول الاختلافات بين فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل وفحوصات المستضد ومتى يجب عليك استخدامها.

متى يكون فحص PCR ضروريًا

وأوضح اختصاصي الأمراض المعدية في كلية ييل للصحة العامة، ألبرت كو، أن الوقت الأنسب لإجراء فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل هو عندما تشتبه في التعرّض لشخص مصاب بـ"كوفيد-19" أو إذا كنت تعاني من أعراض، وتريد معرفة ما إذا كان لديك عدوى فيروس كورونا.

ويمكن أن تساعدك معرفة حالة "كوفيد-19" الخاصة بك في وقت مبكر من الإصابة على معرفة ما إذا كنت معديًا لأشخاص آخرين، وما الذي يجب أن تخبر به الأشخاص المخالطين لك مؤخرًا من أجل سلامتهم، وما الذي يجب أن تشاركه مع طبيبك حتى يتمكن من التحدث معك عن الأعراض التي تعاني منها ووصف أي رعاية طبية إذا لزم الأمر، وفقًا لما ذكرته لعالمة الأوبئة في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ميتشيغان.

وقال كو إنه أمر مهم لأنه "قبل يومين من ظهور الأعراض، أو بعد يوم أو يومين من (بدء) ظهور الأعراض، يمكن أن يكون الأشخاص أكثر عرضة لنقل العدوى للآخرين".

وأوضح كو أنه عندما يتعرض الأشخاص للفيروس لأول مرة، فإن الفيروس يستغرق وقتًا حتى يتكاثر بما يكفي لكشف العدوى من خلال الفحص.

وتكتشف فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) الفيروس في وقت مبكر أثناء الإصابة بعد التعرض، مقارنةً بفحص المستضد السريع الأقل حساسية، والذي يعمل عن طريق الكشف عن بروتين معين على أحد النتوءات على سطح فيروس كورونا.

وسمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل وفحوصات المستضدات السريعة في المعامل أو أماكن الرعاية. وتتوفر فحوصات المستضد أيضًا بشكل شائع كفحوصات ذاتية.

متى يكون فحص المستضد ضروريًا؟

وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن فحص المستضد السريع هو ما يجب أن تجريه بعد إصابتك بـ"كوفيد-19" لعدة أيام، وتريد التأكد أنك ربما لم تعد معديًا لأشخاص آخرين.

وأشار كو إلى أن كلمة "مصاب" تعني أن الفيروس موجود بداخل الشخص. أما كلمة معدي فتعني أن المصاب يمكنه إطلاق ما يكفي من الفيروس لإصابة شخص آخر.

وتتمثل إرشادات العزلة الحالية لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أنه إذا كان لدى الأشخاص إمكانية الوصول إلى فحص فيروس كورونا وأرادوا الخضوع له، فإن أفضل نهج هو إجراء فحص سريع في نهاية فترة العزل ومدتها خمسة أيام.

وإذا ظهرت نتيجة الفحص إيجابية في تلك المرحلة، فيجب على الأشخاص الاستمرار في العزل حتى 10 أيام بعد بدء ظهور الأعراض، بينما يمكن للأشخاص الذين أظهروا نتيجة فحص سلبية التوقف عن العزل، ولكن يجب عليهم ارتداء الكمامات حول الآخرين حتى اليوم العاشر.

ولفت كو إلى أنه "على الرغم من أن فحص (المستضد) السريع لديه حساسية منخفضة وهو أدنى من فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل ليخبرك ما إذا كنت مصابًا، إلا أنه يلتقط الفيروسات ذات المستوى الأعلى، وربما المستويات المعدية أكثر".

وأضاف كو أنه "في هذه المرحلة، ليس لدينا فحص مصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يمكن أن يخبرنا بالضبط ما هو مقدار الفيروس المطلوب ليكون الشخص معديًا للآخرين".

وقال إن الأدلة المتطورة دفعت خبراء الصحة العامة إلى الاعتقاد بأن الفحوصات السريعة تعمل بشكل أفضل من فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل في التقاط خروج الأشخاص من فترة العدوى القصوى، نظرًا لأن فحوصات تفاعل البوليميراز المتسلسل حساسة للغاية.

ومن حانبها لفتت وين إلى أنه "لدينا بيانات أخرى للإشارة إلى أي مرحلة لم يعد شخص ما معديا".

ووجدت دراسة ما قبل الطباعة في المملكة المتحدة نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2021 أنه بعد مرور خمسة أيام من الإصابة بفيروس كورونا، لا تزال نسبة 31% من الأشخاص معديين. وفي اليوم الثامن، انخفضت هذه النسبة إلى 11%، واستمرت في الانخفاض خلال الأيام العديدة التالية.

وهذا لا يعني أن كونك معديًا في هذه المرحلة أمر مستحيل تمامًا، بل يعني فقط أنه بمجرد إصابتك بـ"كوفيد-19" لعدة أيام ثم إجراء فحص مستضد سريع سلبي، فمن المحتمل أن يكون الحمض النووي الريبي الفيروسي عند مستويات منخفضة بحيث لا تكفي لتجعل الشخص المصاب ناقلًا للعدوى (حتى لو ظهرت نتيجة إيجابية بفحص PCR).