الكلية ذات التصنيف الأعلى قد لا تكون الأفضل لأولادكم..لماذا؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
الكلية "الأفضل" تصنيفًا قد لا تكون الأفضل لطفلك.. لماذا؟
Credit: Justin Sullivan/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدأ الأمر بفريق كرة القدم الذي سينضوي الأولاد في صفوفه، ثم قائمة الشرف، وصولًا إلى المدرسة الثانوية المصنفة "الأفضل" التي سيقصدها الأولاد، ويتباهى الأهل بهذه المؤسسة العلمية.

وقالت كيمبرلي سبيكتور، والدة طالبة بمدرسة ثانوية في جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إنه من الصعب ألا تدع ضغط الأقران ومشاعرك تقف في طريقك، بينما يتخذ طفلك قرارًا يبدو علنيًا ومهمًا لمستقبله.

وأضافت: "تشعر، عندما تختبر ذلك، أن هذا هو أبرز قرار وأهم عامل حاسم لمستقبلهم"، مضيفة أنها تسعى جاهدة لإبقاء تجربة ابنتها الفردية أولوية على الدخول بمنافسة مع الأهالي الآخرين.

وأشار جون دافي، عالم النفس المقيم في مدينة شيكاغو الأمريكية، إلى أنًّ الالتحاق بمدرسة من الدرجة الأولى أصبح أكثر صعوبة، وأكثر أهمية، بالنسبة لدفتر العلامات المجازي الخاص بالعائلة، الذي يرمز على ما يبدو، إلى مدى جودة تربيتنا لأطفالنا.

لكن، بالنسبة للطلاب المعنيين، ثمة تداعيات لهذه التطلعات، وفقًا لما ذكرته ديفوراه هيتنر، مؤسسة "Raising Digital Natives"، ومؤلفة كتاب "Screenwise: Helping Kids Thrive (and Survive) in their Digital World".

وقالت: "بالنسبة لبعض (الشباب)، سيحدّ هذا الأمر من تصوّرهم لذاتهم، وبالنسبة لبعض الناس، سيشعرون بأن الحياة هي نوع من تخطي أسئلة اختبار للنجاح، بدلًا من أن تكون مقالًا تكتبه باستمرار".

وتصاعد الضغط الذي يمارسه الأهل بشأن اختيارات الكلية في السنوات العشرين الأخيرة، وللأسف ترافق ذلك مع ازدياد التوق للكمال بين الأطفال، بحسب ما جاء في بحث نشرته جمعية علم النفس الأمريكية، الأسبوع الماضي.

وأوضح مؤلف الدراسة توماس كوران، الأستاذ المساعد بقسم العلوم النفسية والسلوكية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن السعي إلى الكمال يمكن أن يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب.

ولفتت هيتنر إلى أنّ ممارسة الضغط بهدف منح طفلك أفضل تعليم أمر واقعي، لكن أفضل تعليم لا تحصل عليه دومًا من مؤسسة لديها سمعة واسعة.

لذلك، وبهدف مساعدة عائلتك على تخطي مرحلة اتخاذ قرارات الكلية على نحو يقلّل من التوتر ويعزّز قدرة الطلاب القصوى كي يتخذوا قرارات جيدة لأنفسهم، فقد أوصى الخبراء الأهل بتقديم هذه الهدايا لأطفالهم:

العودة إلى قيمك

وقال دافي، مؤلف كتاب "Parenting the New Teen in the Age of Anxiety"، إن آلية القبول في الكلية مليئة بالضوضاء، بدءًا من المستشارين والمدارس ومنشورات الأهل الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي. لذا برأيه من المهم، من أجل صالح طفلك وصالحك، أن تأخذ نفسًا وتفكر فيما تريده حقًا لطفلك.

وأضاف دافي: "سيجيب الأهل أنهم يريدونهم حتمًا سعداء، ويتمتعون بمهارات شاملة، وأن يكونوا عبارة عن مواطنين صالحين"، لافتًا إلى أنّه ما أن يتجاوزوا دافعهم الأولي بمواكبة جيرانهم فإنه "من النادر أن أسمعهم يقولون إنني أريدهم الذهاب إلى أفضل كلية، وجني الكثير من المال".

كيف ننقل هذه الذهنية لأطفالنا؟ ورأت هيتنر أنه من المهم تركيز النقاش معهم على الحياة التي يريدون عيشها، والطرق العديدة التي يمكنهم من خلالها تحقيق ذلك، وليس من خلال كيفية الالتحاق بكلية النخبة.

ثغرة وسائل التواصل الاجتماعي

وقالت هيتنر إنّ وسائل التواصل الاجتماعي وسّعت نطاق من يحصلون على تحديثات حول أطفالنا، وهناك الكثير من الاستعراض الذي نقع عليه في هذه المنصات.

وأضافت أن مشاعر التفوق على الإنترنت تزيد الضغط، موضحة: "بل وتقوّض أحيانًا فرصة مشاركة الأطفال لأخبارهم وفقًا لجدول زمني خاص بهم".

ونصحت هيتنر بأنه لا ينبغي أبدًا نشر أخبار عن الأطفال من دون الحصول على إذنهم، وأنه خلال آلية القبول في الكلية "على الأشخاص التفكير بأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يرغب أطفالهم بذلك أيضًا، لأن هذه المنشورات تضغط عليهم".

الحب غير المشروط يطمئنهم

ولفت كوران إلى أنّ ثمة حقيقة مؤسفة أن الكثير من الضغوطات بشأن الكلية تكون خارجة عن سيطرة العائلات، وهناك توق لدى الأهل لأن يبذل أطفالهم قصارى جهدهم أكاديميًا، بالتوازي مع ازدياد المنافسة على الفرص.

وأضاف أنه من الضروري تمرير هذه التطلعات بحب ودعم غير مشروط لأطفالكم، مشيرًا إلى أنّ ما يحتاجون سماعه يتمثل بـ: "لا تكترث للنتيجة.. مهما حصل، فأنت محبوب".

متعة التعلم

وأوضح كوران أنه يمكننا أيضًا مساعدة أطفالنا على إحياء متعة التعلّم التي غالبًا ما تضيع في معمعة التركيز على علامات الامتحان، والتصنيفات، ومعدلات القبول، قبل انتقالهم إلى المرحلة التالية من حياتهم.

واقترح دافي أخذ قسطًا من الراحة الدراسية مع أطفالك للقيام بشيء تستمتعون به معًا، مثل مشاهدة برنامجكم التلفزيوني المفضل بدلاً من التركيز على التصنيف المدرسي.

وأضاف كوران أنه يمكنكم أيضًا تلقينهم الدراسة على نحو ممتع من خلال إعطاء أمثلة، وإشراكهم مثلًا بأمور ممتعة يقومون بها، مثل الطهي، أو الموسيقى، أو اللغة. إنها هدية يمكن أن تجعل حياتكم الأكاديمية أكثر متعة ونجاحًا.

ثق بخيارات طفلك

وبدلاً من تحديد مستوى نجاحهم، يمكن أن يساعد التفكير بالتعليم العالي على أنه أول قرار يتخذه طفلك كشخص بالغ، وكلما أظهرت له ثقتك بقدرته على القيام بذلك، سيكون أكثر نجاحًا، وفقًا لما ذكره دافي.

وأوضح أنه سيكون عليهم اتخاذ الكثير من الخيارات، والسماح لهم بالشعور بهويتهم الخاصة، وإظهار أنك تثق بحدسهم ما سيعطيهم القوة في المستقبل.

الأنسب قد لا يكون هو المصنّف "الأفضل"

وقالت هيتنر إن ما أظهرته الأبحاث أنّ مكانة الكلية التي سيقصدها الطالب ليست بالضرورة مؤشرًا مباشرًا على نجاحهم في الحياة، لكن غرورنا ومخاوفنا يمكن أن تحجب فهمنا لهذه الحقيقة.

واقترح دافي الخروج من دائرة التصنيفات والتركيز على ما هو ملائم، لأن موقع المدرسة أحيانًا يحدث فرقًا كبيرًا، أو حجمها، أو البرامج الأكاديمية التي تقدمها، وغالبًا ما يكون ذلك ناتجًا عن الأشخاص الذين يحيطون بك إن كانوا يلهمونك ويتواصلون معك.

وقالت هيتنر إنه مهما كان الخيار المتخذ، على العائلات والطلاب أن يتذكروا أن هناك دائمًا فرصة لتغيير الخطط أو اختبار ما هو جديد.