كوفيد طويل الأمد.. هل يسهل اكتشافه لدى كبار السن وكيف يجب التعامل معه؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعتبر كبار السن الذين تعافوا من الإصابة بـ"كوفيد-19"، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بعوارض مستمرة مثل التعب، وضيق النفس، وآلام في العضلات، وخفقان القلب، والصداع، وآلام المفاصل، وصعوبة التذكر والتركيز، وهي مشاكل تتصل بعوارض "كوفيد طويل الأمد".

ولكن قد يكون من الصعب التمييز بين الآثار اللاحقة لفيروس كورونا المستجد والحالات الشائعة لدى كبار السن مثل أمراض الرئة، وأمراض القلب، والضعف الإدراكي المعتدل.

لا توجد فحوص تشخيصية أو علاجات موصى بها لحالة كوفيد طويل الأمد، وما برحت الآليات البيولوجية التي تكشف آثاره ضعيفة.

من جانبه، أوضح الدكتور ناثان إردمان، الأستاذ المساعد للأمراض المعدية بكلية هيرسينك للطب في جامعة ألاباما ببرمنغهام، أن "التعرف على مرض كوفيد طويل الأمد لدى كبار السن الذين يعانون من حالات طبية أخرى أمر صعب".

وعدم القيام بذلك يعني أن المتعافين الأكبر سنًا من كوفيد-19 لن يتلقوا الرعاية المناسبة، على الأرجح.

فما الذي يجب أن يفعله كبار السن إذا لم يشعروا بصحة جيدة بعد مرور أسابيع على إصابتهم بالفيروس؟ إليكم ما يقترحه الخبراء.

التماس العناية الطبية

وقال الدكتور ليرون سينفاني، مدير خدمة مستشفيات الشيخوخة في نورثويل هيلث، وهو نظام صحي كبير في نيويورك، إنه "إذا لاحظ شخص متقدم في السن أو مقدم الرعاية، أنه يعاني من آثار ما بعد التعافي بعد مرور شهر أو شهرين من الإصابة بكوفيد-19، مثل فقد الكثير من الوزن، أو الشعور بالضعف الشديد، أو النسيان، فإن الأمر يستحق الخضوع للتقييم".

البقاء حذرًا

العديد من أطباء الرعاية الأولية في حيرة من أمرهم بشأن كيفية تحديد وإدارة كوفيد طويل الأمد. وإذا كنت لا تحصل على الكثير من المساعدة من طبيبك، ففكر بالتوجه إلى عيادة اختصاصية بعلاج كوفيد طويل الأمد، أو إلى اختصاصي يعالج مرضى كوفيد طويل الأمد.

وكن مستعدًا أيضًا للتحلي بالصبر، فانتظار المواعيد قد يطول.

متابعة الرعاية الشاملة

في عيادة التعافي من كوفيد-19 التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا، يبدأ الأطباء بالتأكد من أن أي حالات طبية أساسية يعاني منها المرضى الأكبر سنًا، مثل قصور القلب، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، تحت السيطرة.

ويفحصون العوارض الجديدة التي ربما ظهرت بعد الإصابة بكوفيد-19.

وإذا تمت إدارة العوارض الموجودة مسبقًا، وتلك الجديدة بشكل صحيح، وأتت نتائج الاختبارات الإضافية سلبية، "فمن المحتمل أن يكون هناك حالة كوفيد طويل الأمد"، وفقًا لما ذكرته الدكتورة كايتلين ماكولي، الطبيبة في مدرسة كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية

 في هذه المرحلة، يصبح التركيز على مساعدة كبار السن لاستعادة القدرة على إدارة المهام اليومية مثل الاستحمام، وارتداء الملابس، والتنقل في المنزل، والتسوق.

عادًة، يوصى بالخضوع لأشهر عدة من العلاج الطبيعي أو إعادة التأهيل المعرفي.

وتبحث الدكتورة إيريكا سباتز، الأستاذة المساعدة في طب القلب بكلية الطب في جامعة ييل، عن أدلة على تلف الأعضاء، مثل التغيرات في عضلة القلب، لدى المرضى الأكبر سنًا.

وإذا تم اكتشاف ذلك، فهناك علاجات راسخة يمكن اختبارها، وقالت سباتز: "كلما تقدم الشخص في السن، زاد احتمال اكتشاف إصابة في الأعضاء".

بالنسبة لكبار السن القلقين بشأن إدراكهم المعرفي بعد التعافي من "كوفيد-19"، توصي ماكولي بإجراء فحص نفسي عصبي.

وأوضحت أنّ "الكثير من المرضى الأكبر سنًا الذين أصيبوا بكوفيد-19 يشعرون بأنهم مصابون الآن بالخرف. لكن عندما يجرون الفحص، يكشتفون أنّ جميع وظائفهم المعرفية عالية المستوى سليمة، بينما يضعف الانتباه مثلًا أو الطلاقة المعرفية".

وأكدت أنه "من المهم أن نفهم مكان العجز حتى نتمكن من توجيه العلاج بشكل مناسب".

استعادة النشاط بشكل تدريجي

أشارت سباتز إلى أن المرضى الأكبر سنًا يميلون إلى فقدان القوة واللياقة البدنية بعد المعاناة من مرض شديد، وهي ظاهرة تُعرف باسم "عدم التكييف"، وسيبدأ حجم الدم وعضلات القلب بالتقلص خلال أسابيع قليلة إذا بقوا في السرير أو لم يمارسوا نشاطًا ما.

يمكن أن يسبب هذا الأمر الدوار أو تسارع في ضربات القلب عند الوقوف.

وتماشيا مع التوصيات الأخيرة من الكلية الأمريكية لأمراض القلب، تنصح سباتز المرضى الذين ظهرت عليهم هذه العوارض بعد التعافي من كوفيد بشرب المزيد من السوائل، واستهلاك المزيد من الملح، وارتداء الجوارب الضاغطة ورباط البطن.

وعند العودة إلى التمرين، تنصح سباتز بالبدء بخمس إلى 10 دقائق على دراجة ثابتة، وإضافة بضع دقائق أخرى كل أسبوع.

وتنطبق نصيحة "التباطؤ" هذه أيضًا على كبار السن الذين يعانون من مخاوف معرفية بعد التعافي من "كوفيد-19".

وقال فرانز إنه غالبًا ما يوصي بتقليص الوقت المخصص للمهام المعرفية المتطلبة، إلى جانب التمارين، من أجل صحة الدماغ والذاكرة.

وأشار إلى أنه في وقت مبكر على الأقل، "يحتاج الناس إلى نشاط أقل والمزيد من الراحة المعرفية".

إعادة ترتيب التوقعات

عادة ما يواجه كبار السن وقتًا أكثر صعوبة في التعافي من مرض خطير، ضمنًا "كوفيد-19". لكن حتى كبار السن الذين أصيبوا بردات فعل خفيفة أو معتدلة تجاه الفيروس قد يجدون أنفسهم يعانون بعد أسابيع أو أشهر.

وأكد الدكتور غريغ فانيشكاتورن، مدير برنامج إعادة تأهيل نشاط كوفيد التابع لمجموعة مايو كلينك الطبية في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا الأمريكية، أن أهم رسالة يحتاج المرضى الأكبر سنًا إلى سماعها هي "امنح نفسك وقتًا للتعافي".

وبشكل عام، يبدو أن كبار السن يستغرقون وقتًا أطول للتعافي من مرض "كوفيد طويل الأمد" مقارنة مع البالغين الأصغر سنًا أو في منتصف العمر.

من الضروري تعلم كيفية تحديد الأولويات وعدم القيام بالكثير بسرعة كبيرة.

وبدلاً من ذلك، يحتاج الناس إلى تعلم كيفية تنظيم أنفسهم.

وقالت جيمي ويلكوكس، الأستاذة المشاركة في العلاج المهني السريري بكلية كيك للطب، إن "أي حدث صحي مهم يجبر الناس على إعادة النظر بتوقعاتهم وأولوياتهم، وقد عمل كوفيد طويل الأمد على تسريع ذلك".