ما الاحتياطات التي ينبغي للعائلات اتخاذها عند عودة الأطفال إلى المدارس؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعود الكثير من الأطفال إلى المدارس أثناء ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في معظم أنحاء الولايات المتحدة.

ولدى الآباء ومقدمي الرعاية الكثير من الأسئلة حول الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها من أجل أطفالهم، فهل يحتاج الأطفال إلى ارتداء الكمامات مرّة أخرى؟ وكم مرة يجب عليهم إجراء اختبار "كوفيد-19"؟ هل يحتاجون إلى تجنّب الأنشطة اللاصفية؟

وماذا يحدث إذا أصيب أطفالهم بكورونا؟ وإلى متى يجب عليهم الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة؟ وهل يجب على العائلات تحصين أطفالها إذا لم يتم تطعيمهم بالفعل؟

وتُجيب المحلّلة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة في كلية معهد "ميلكن" للصحة العامة بجامعة "جورج واشنطن"، وأيضا أم لطفلين سيعودان إلى المدرسة قريبًا، عن بعض الأسئلة المتعلّقة بعودة الأطفال للمدارس.

السؤال: يتمحور السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من الآباء، والأمهات، ومقدمي الرعاية حول الكمامات، هل ستُعيدين أطفالك إلى المدرسة بالكمامات؟

الدكتورة لينا وين: لا، مع أنني أحترم الآباء الآخرين، ومقدمي الرعاية الذين يتخذون قرارًا مختلفًا عنّا بناءً على كيفية رؤيتهم لخطر "كوفيد-19"، مقابل الجانب السلبي لجعل أطفالهم يرتدون الكمامات.

ويمكن للكمامات، وخاصّةً الكمامات عالية الجودة، التقليل من انتقال فيروس كورونا.

وأعتقد أنه من المنطقي أن يتّبع الآباء ومقدمي الرعاية إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، وجعل أطفالهم يرتدون الكمامات في مناطق المدرسة الداخلية إذا كان مستوى "كوفيد-19" مرتفعًا في منطقتهم.

وسيُقلل ارتداء الكمامات من خطر إصابة أطفالهم بفيروس كورونا، وهو مُستحسن للعائلات التي يمثّل تجنّب "كوفيد-19" أولوية قصوى بالنسبة لها، مثل أولئك الذين يعانون من نقص المناعة.

وأعتقد أيضًا أنه من المعقول للآباء ومقدمي الرعاية إجراء حسابات مختلفة بشأن المخاطر.

والأطفال بالفعل معرّضون لخطر منخفض للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة "كوفيد-19"، كما يقلّل التطعيم من هذا الخطر.

وإلى جانب ذلك، تُعد فإن المتغيرات المنتشرة حاليًا معدية للغاية بحيث يصعب تجنب العدوى.

وقد تقرّر بعض العائلات أنها لم تُعد تمنح الأولوية لتجنّب الإصابة بعد الآن، وبالتالي هم يختارون عدم جعل أطفالهم يرتدون الكمامات في المدرسة، وهذا ما قررته عائلتي.

ويمكن أن يتغيّر ذلك إذا ظهر متغيّر أكثر خطورة في المستقبل.

السؤال: هل هناك ظروف تنصحين فيها الآباء ومقدمي الرعاية جعل أطفالهم يرتدون الكمامات في المدرسة؟

الدكتورة لينا وين: يعود الأمر بأكمله إلى مدى رغبة الأسرة في تجنب "كوفيد-19".

ولنفترض أن هناك فردًا ضعيفًا من الناحية الطبي، ويمكن أن يصبح مريضًا جدًا إذا أُصيب بفيروس كورونا.

وسيكون من المنطقي أن يتوخّى كل أفراد تلك الأسرة المزيد من الحذر حتّى لا يُصاب الشخص بالعدوى.

السؤال: كم مرّة ينبغي للعائلات إجراء اختبارات "كوفيد-19" لأطفالها؟

الدكتورة لينا وين: قد تتمتّع بعض المدارس بإيقاع منتظم لإجراء الاختبارات، أو بروتوكول اختبار عشوائي لتقييم مستوى "كوفيد-19" عند أطفالهم، وقد يطلب البعض الآخر اختبار الأطفال فقط إذا كانوا يعانون من الأعراض، أو في حال وجود حالة تعرّض معروفة.

ومرّة أخرى، يعتمد مقدار رغبة العائلات في إجراء اختبارات لأطفالهم على الدرجة التي يرغبون بها تجنّب فيروس كورونا.

السؤال: هل يجب على الآباء ومقدمي الرعاية التراجع عن المشاركة في الأنشطة اللاصفية، وعمل مواعيد اللعب للأطفال؟

الدكتورة لينا وين: يجب أن يوازن اتخاذ القرارات بين الرغبة في تجنب "كوفيد-19"، مقابل الجانب السلبي لإبعاد الأطفال عن الأنشطة التي قد يستمتعون بها.

ونظرًا لحسابات عائلتنا للمخاطر، أنا لا أتراجع عن الأنشطة الخاصة بأطفالي.

ويلعب ابني كرة القدم، ويحدث ذلك أحيانًا في مكان داخلي.

وتشارك ابنتي في صف موسيقي يشمل الكثير من الغناء، وغالبًا ما يكون في مكان داخلي.

ونحن نواصل المشاركة في مواعيد اللعب، سواءً في الهواء الطلق، أو في الداخل.

وبالمناسبة، لا يعني هذا أن عائلتي لا تتّبع أي احتياطات.

وأنا وزوجي نرتدي الكمامات في المطارات، والقطارات، ولا نذهب بأطفالنا إلى أماكن التنزه عندما تكون مزدحمة للغاية.

السؤال: ماذا يحدث إذا أصيب الأطفال بـ"كوفيد-19"؟ وإلى متى يجب أن يمتنعوا عن الذهاب للمدرسة؟ وماذا لو أُصيب أحد أفراد عائلتهم بـ"كوفيد-19"؟

الدكتورة لينا وين: تُشير إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى ضرورة عزل الأشخاص المصابين بـ"كوفيد-19"، لخمسة أيام، ثم يمكنهم العودة إلى الأماكن العامة بكمامة مُحكمة للأيام الخمسة القادمة.

وإذا كان الأشخاص الذين تعرّضوا لـ"كوفيد-19" مواكبين للقاحات، فهم لا يحتاجون للخضوع للحجر الصحي، ويمكنهم العودة إلى الأماكن العامة بشرط ارتدائهم للكمامات لـ10 أيام، وإجراء اختبار بعد 5 أيام، وبقائهم دون أعراض. وهذا ما ستفعله عائلتنا إذا أُصبنا بالعدوى مرّة أخرى.

السؤال: هل يجب على العائلات تحصين أطفالها إذا لم يتم تطعيمهم بالفعل؟

الدكتورة لينا وين: نعم، فوجدت دراسة حديثة كبيرة، نُشرت للتو في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، تقليل جرعتين من لقاح "فايزر" الاستشفاء بنسبة 83% بين الأطفال من عمر 5 أعوام إلى 11 عاما خلال فترة هيمنة متغيّر "أوميكرون".

كما قلّل التطعيم من الإصابة بنسبة 65%.

وتُظهر هذه الدراسة، والعديد من الدراسات الأخرى أهمية التطعيم في تقليل احتمالية الإصابة بالعدوى الشّديدة، والأمراض المصحوبة بأعراض لدى الأطفال.