مع عودة طفلك إلى مقاعد الدراسة.. هل أنت قلق من أن يُصاب بجدري القردة؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تسجّل حالات جدري القردة ارتفاعًا في أمريكا والعالم، حيث أبلغت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) عن أكثر من 15 ألف حالة مؤكّدة في الولايات المتحدة، لغاية 23 أغسطس/آب.

ويبحث الأهل ومقدّمو الرّعاية، والمعلمون، وحتّى الطلبة، عن إجابات على أسئلة كثيرة تدور في خلدهم مع عودة الطلاب إلى الصفوف الدراسية.

وتُجيب الدكتورة لينا وين، المحلّلة الطبية في CNN، وطبيبة الطوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة بكلية معهد "ميلكن" للصحة العامة في جامعة "جورج واشنطن"، وأيضا أم لطفلين سيعودان إلى المدرسة الأسبوع المقبل، عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا الأمر.

السؤال: لنتحدث عن أمثلة تجسد بعض المواقف الشائعة في نطاق المدرسة. هل يمكن أن ينتشر جدري القردة خلال الجلوس بجوار شخصٍ ما في الفصل، أو ركوب الحافلة معًا؟

الدكتورة لينا وين: هذا غير مرجّح للغاية. ولا ينتقل جدري القردة بمجرّد الجلوس بجوار شخص. ومجدّدًا، هذا ليس "كوفيد-19"، هذا الفيروس ليس معديًا بالقدر ذاته.

السؤال: ماذا عن الأطفال الذين يلعبون على مقربة من بعضهم البعض في الملعب؟ هل لمس الأشياء ذاتها يعرّضهم لخطر انتقال جدري القردة؟

الدكتورة لينا وين: من النّاحية النظريّة، يمكن أن يلمس الطفل المصاب بطفح جلدي مكشوف طفلًا آخر أثناء اللعب معًا.

ويضع الأطفال الصغار أيضًا أشياء في أفواههم قد يلمسها أطفال آخرون، ما قد يستسبّب بانتقال العدوى.

أنا لست قلقة بشأن إصابة طفلي الصغيرين (عامان، و5 أعوام) بجدري القردة لأنه لم ينتشر بين الأطفال في الولايات المتحدة حتّى الآن.

وهناك تقارير عدّة منفصلة تشير إلى إصابة أطفال مصابين بجدري القردة، لكن لا وجود لتقارير تفيد بانتقال العدوى بين الأطفال.

ومعدّل الإصابة بجدري القردة بين الأطفال منخفض جدًا حاليًا لدرجة أنني لست قلقة بشأن انتشاره أثناء وجود أطفالي في الحضانة، ورياض الأطفال.

ويمكن أن يتغيّر هذا الواقع في حال بدأ تفشّي المرض بين الأطفال، لكن هذا ما لم نلمسه إلى الآن.

السؤال: هل يمكن أن ينتشر جدري القردة من طريق مشاركة المشروب، أو الطعام؟

الدكتورة لينا وين: نعم. ومرّة أخرى، يُشكّل ذلك خطورة أقل من الأنشطة المتّسمة بالاحتكاك الوثيق، والتي تمّت مناقشتها سابقًا، مثل النشاط الجنسي، لكنّ مشاركة المشروبات أو الطعام طريقة ممكنة للانتقال.

ويجب ألا يشارك الأشخاص المصابون بجدري القردة أدوات الطعام، أو الطعام، أو المشروبات مع الآخرين.

السؤال: قلتِ سابقًا إنه يمكن لجدري القردة أن ينتشر عبر ملاءات الأسرّة، والمناشف. هل يجب على الأهل ومقدّمي الرعاية القلق بشأن تجربة أطفالهم للملابس، وتجنّب الفنادق؟

الدكتورة لينا وين: لا أعتقد ذلك. إذا أُصيب شخص ما بجدري القردة، فيمكن أن نجد الفيروس على ملابسه، وأشياء أخرى تلامس طفحه الجلدي، مثل ملاءات الأسرّة، والمناشف.

وإذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بجدري القردة، فلا ينبغي لأحد أن يشاركه ملابسه، أو سريره.

لكن لا يفترض الذهاب إلى أبعد من ذلك، وتجنّب تجربة الملابس في مركزٍ تجاري، أو الإقامة في الفنادق.

وبالطّبع، هناك احتمال نظري أن يكون الشخص الذي جرّب ارتداء الملابس ذاتها مصابًا بجدري القردة، وأنه ترك الفيروس على الملابس، لكن احتمال حدوث ذلك منخفض للغاية.

وينطبق الأمر نفسه على الفنادق، حيث تستبدل الملاءات والمناشف بين كل نزيل وآخر.

السؤال: هل هناك أنشطة معيّنة ذات مخاطر أعلى على الطلاب في مرحلة رياض الأطفال، حتّى الصف الـ12؟

الدكتورة لينا وين: الأنشطة التي تنطوي على ملامسة الجلد لفترة طويلة ستكون الأكثر خطورة.

فالأطفال الذين يمارسون رياضة المصارعة.. على سبيل المثال، سيكونون عرضة للخطر أكثر ممّا لو اختاروا العدو الرّيفي، أو السّباحة.

وذلك لا يعني بالضرورة امتناع الأطفال عن المشاركة بالرياضات التي تتطلّب احتكاكًا جسديًا. ومجدّدًا، معدّل الإصابة بجدري القردة لدى الأطفال منخفض جدًا حاليًا، ولا يفترض أن يشكل مصدر قلق كبير.

وبعض الطلاب في المدرسة ينشطون جنسيًّا. وقلقي موجّه لهؤلاء الطلبة، خصوصًا الذين لديهم شركاء متعددين، أو يشاركون في لقاءات جنسيّة مع أشخاص لا يعرفونهم جيدًا، إذ ينتشر جدري القردة خلال تلك الأنشطة الحميمة في المقام الأول.

السؤال: ما هي الأنشطة عالية الخطورة بالنسبة لطلاب الجامعات.. وما الاحتياطات التي يجب عليهم اتّخاذها؟

الدكتورة لينا وين: دعنا نراجع الأنشطة بحسب مستوى الخطر.

قد يكون الاتصال الجنسي مع شركاء متعدّدين هو الأكثر خطورة.

وتعتبر الأنشطة الحميمة مثل التقبيل والمعانقة مع أشخاص عدّة مخاطرة كبيرة أيضًا.

ويمكن أن تؤدي مشاركة المشروبات، والأطعمة، والسجائر، والسجائر الإلكترونية، إلى انتقال جدري القردة، رغم أن خطورته أقل.

وتم توثيق انتقال فيروس جدري القردة أيضًا عند رقص الأفراد لفترات طويلة في أماكن ضيّقة مع العديد من الأشخاص الآخرين.

السؤال: ما هي الاحتياطات التي تنصحين طلبة الجامعات بالالتزام بها؟

الدكتورة لينا وين: تعرّف على الأنشطة الأكثر خطورة، وحاول تقليل المخاطر.

ونظرًا لكون النشاط الجنسي الأكثر خطورة، فكّر بتقليل عدد الشركاء الجنسيّين إلى أن تتلقّى اللقاح.

وقبل ممارسة نشاط حميم، اسأل إذا كان الشّخص الآخر قد أُصيب بطفحٍ جلدي  حديثًا، أو غير متوقّع. وإن أمكن، فكّر بتبادل معلومات الاتصال مع أي شركاء جنسيين جُدد في حال ظهور الأعراض عليك.

وحاول ألا تشارك المشروبات، أو الأطعمة، أو السجائر مع العديد من الأشخاص الذين لا تعرفهم.

السؤال: كيف يجب على الأهل، ومقدّمي الرعاية، والمعلمين، والطلبة النظر في مخاطر الإصابة بجدري القردة، إلى جانب مخاطر الإصابة بأمراض معدية أخرى؟

الدكتورة لينا وين: يختلف ذلك بحسب الفئة العمريّة. بالنسبة لأي شخص لم يشارك في أي نشاط جنسي بعد، فإن الخطر منخفض للغاية بالنّظر إلى الفئات المتضررة من جدري القردة حتّى الآن.

وتجعل بيئات المعيشة المشتركة في الجامعة، بالإضافة إلى الأنشطة عالية الخطورة، جدري القردة مصدر قلق أكبر بكثير للطلبة ضمن تلك الفئة العمريّة.