فيتامين "د".. لن يحميك من فيروس كورونا أو التهابات الجهاز التنفسي

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يمكن لمكملات فيتامين "د" الحد من الإصابة بعدوى "كوفيد-19"، أو التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، أو الأنفلونزا، حتى لو كانت مستويات الفيتامين الحالية لديك منخفضة، وفقًا لتجربتين سريريتين كبيرتين جديدتين.

وأعطت إحدى الدراستين، التي أجريت في المملكة المتحدة خلال ذروة الجائحة، 3،100 شخص يعانون من مستويات متدنية من فيتامين "د"، جرعًة منخفضة أو عالية من الفيتامين لمعرفة إذا كان المكمل سيمنع الإصابة بفيروس كورونا أو عدوى الجهاز التنفسي.

وقال الدكتور أدريان مارتينو، مؤلف الدراسة، وأستاذ عدوى الجهاز التنفسي والمناعة بمعهد علوم صحة السكان في جامعة كوين ماري بلندن، لـCNN، إنّ تناول مكملات فيتامين "د" لدى كل من المجموعتين (جرعة متدنية وجرعة عالية) لم يؤدّ إلى تقليل مخاطر الاصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، أو تقليل خطر أو شدة المرض الناتج عن "كوفيد-19" على وجه التحديد. 

أعطت تجربة سريرية عشوائية ثانية مزدوجة التعمية، أجريت أيضًا أثناء الجائحة، أكثر من 34 ألف نرويجي زيت كبد الحوت أو دواءً وهميًا لاختبار أثر فيتامين "د" على "كوفيد-19" والوقاية من أمراض الجهاز التنفسي.

ويحتوي زيت كبد الحوت بشكل طبيعي على جرعات متدنية من فيتامين "د"، إلى جانب فيتامين "أ"، وأحماض دهنية من نوع الأوميغا 3.

وأصدرت المجلة الطبية البريطانية الدراستين، الأربعاء.

وقال الدكتور آرني سورياس، مؤلف الدراسة، والباحث بقسم علم الأحياء الدقيقة في مستشفى جامعة أوسلو بالنرويج، لـCNN إنّ "الاستفادة الرئيسية هي أنه بالنسبة للأشخاص عمومًا، لم يمنع مكمّل فيتامين د من الإصابة بكوفيد-19 أو أعراضه الخطيرة، أو التهابات الجهاز التنفسي الحادة المصحوبة بأعراض".

وأضاف سوراس أنّ تصميم الدراسة في المملكة المتحدة "يكمّل تصميم دراستنا بطرق عدة، حيث يتم إعطاء جرعة أعلى من فيتامين د للمشاركين فقط بعد قياس مستواه لديهم. ومع ذلك، فإن نتائجهم تدعم النتائج التي توصلنا إليها وهذا هو الهدف الرئيسي أيضًا، أي لم تجد أي من الدراستين أي تأثير وقائي بعد تناول مكملات فيتامين د".

وتتعارض نتائج الدراستين مع دراسة أجريت عام 2020 في مكسيكو سيتي، حيث أعطي المهنيين الصحيين 4 آلاف وحدة دولية من فيتامين "د" يوميًا، أي 100 ميكروغرام، أو دواء وهمي.

وجد الباحثون آثارًا وقائية للفيتامين خلال شهرٍ واحد فقط.

وأشار مارتينو إلى أنّ تجربتين سريريتين أخريين تجريان في الولايات المتحدة وكندا، ستضيفان المزيد من البيانات.

ولفت المؤلفان إلى أنّ الدراستين أجريتا قبل أن تكون اللقاحات متاحة على نطاق واسع.

وقال سورياس: "يمكننا أن نكون على يقين تام من أن التطعيم يعد وسيلة أكثر فعالية من فيتامين د الذي ربما لا يمنع كوفيد-19 على الإطلاق".

شعبية فيتامين "د"

وتتمثل الوظيفة الأساسية لفيتامين "د" في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفات، وبالتالي الحفاظ على صحة العضلات، والأسنان، وتقوية العظام.

ورغم ذلك، من المعروف أيضًا أن فيتامين "د" يساعد جهاز المناعة على محاربة البكتيريا والفيروسات الغازية.

وأظهرت الأبحاث أن النقص بالفيتامين "د" يضعف جهاز المناعة، وقد وجدت بعض الدراسات أن مكملات فيتامين "د" قد تقلل من خطر الإصابة بعدوى فيروسات الجهاز التنفسي وتهدئ من رد فعل الجهاز المناعي المفرط.

وخلال الأيام الأولى للجائحة، بدأ الأطباء في الخطوط الأمامية بملاحظة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين "د" يبدو أنهم أكثر عرضة للوفاة الناجمة عن "كوفيد-19".

وفجأة، غُمر الإنترنت بالتكهنات حول أنّ تناول جرعات تكميلية من فيتامين "د"، حتى لو لم يكن من حاجة إليها، سيمنع انتشار فيروس كورونا.

وأوضح مارتينو أنّه "على عكس فيتامين سي، فإن فيتامين د قابل للذوبان في الدهون، ويمكن أن يتراكم في النظام، ويسبب تسممًا إذا استهلك بجرعات عالية للغاية على مدى فترات طويلة".

واقترحت الأبحاث أن الاستخدام طويل الأمد لمستويات أعلى من فيتامين "د" يرتبط بزيادة الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، والأعراض القلبية الوعائية، والمزيد من حالات السقوط والكسور بين كبار السن.

وفي الولايات المتحدة، الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين "د" للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين عام و70 عامًا هي 600 وحدة دولية (UI) يوميًا، وترتفع إلى 800 وحدة دولية يوميًا لمن هم فوق 70 عامًا.

أما في المملكة المتحدة، الكمية اليومية الموصى بها هي 400 وحدة دولية في اليوم.

وتعد المستويات في أجزاء أخرى من العالم خاصة بكل بلد، لتعكس الاختلافات البيئية والغذائية، ولكن عادة تتراوح أيضًا بين 400 و800 وحدة دولية في اليوم.