هل أنت كائن ليلي أم صباحي.. وأيّهما يحميك أكثر من الإصابة بالإحباط؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
هل أنت كائن ليلي أم صباحي.. وأيّهما يحميك من الإصابة بالإحباط؟
Credit: STR/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تستيقظ بكامل نشاطك وحيويتك صباحًا، متأهبًا لبدء نهارك، أم تضغط على منبه الغفوة حتى آخر ثانية ممكنة، وتسحب جسدك المتعب للعمل؟

إذا كنت كائنًا صباحيًا فمردّ ذلك إلى عادات نومك الطبيعية، أو أنّ إيقاعك اليومي، يتماشى مع جداول العمل التقليدية بين 8 صباحًا والـ5 عصرًا، وأوقات مغادرة المدرسة.

لكن، إن كنت كائنًا ليليًا، على غرار طائر البوم مثلًا، فإنّ الاستيقاظ صباحًا سيكون مزعجًا بالنسبة إليك، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry، الإثنين، وبموجب ذلك يتبدّى أداؤك الأفضل خلال فترة بعد الظهر والمساء، حتى وقت متأخر من الليل.

واستخدمت الدراسة بيانات النوم التي جُمعت من أجهزة مراقبة نشاط المعصم التي ارتداها أكثر من 85 ألف مشارك في دراسة البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، التي تضم معلومات وراثية، وصحية معمّقة لأكثر من نصف مليون بريطاني.

وقارن الباحثون معلومات النوم هذه بالتقارير الذاتية عن الحالة المزاجية، ووجدوا أنّ الأشخاص الذين يعانون من دورة نوم غير متّسقة أكثر عرضة للإبلاغ عن الاكتئاب والقلق، ويتملّكهم شعور أقل بالرفاهية.

وقالت اختصاصية النوم كريستن كنوتسون، الأستاذة المساعدة بعلم الأعصاب والطب الوقائي بكلية الطب في جامعة نورث وسترن فينبرغ، غير المشاركة في الدراسة، إنّه "يُحتمل أن تكون المشاكل الصحية المرتبطة بكونك كائنًا ليليًا سببها أنك تعيش في جلباب الكائنات الصباحية، ما يتسبّب باضطراب في إيقاعات الجسم اليومية".

وأوضحت الدكتورة جيسيكا تيريل مؤلفة الدراسة، وكبيرة المحاضرين بكلية الطب في جامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، أنّ تحدّي ساعتنا الداخلية يبدو أنّ له ارتباط وثيق بمستويات الاكتئاب، و"وجود اضطراب أكبر بالنوم ارتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب".

وكانت الدراسات السابقة، بينها دراسة أجرتها كنوتسون، كشفت وجود علاقة بين الاكتئاب ودورات النوم، "وأنّ أقوى دليل على ذلك عمّال المناوبة، على حد قول تيريل، مشيرة إلى أنّ "بعض الدراسات رأت أنّ هؤلاء الأفراد لديهم معدل اكتئاب مرتفع وشعور أدنى بالرفاهية".

بشرى جيدة للكائنات الصباحية

على المقلب الآخر، قالت كنوتسون إنّ "الاكتشاف الجديد والمهم" للدراسة أنّ من يحبون الاستيقاظ في الصباح تبيّن أنهم أقل عرضة للنوم غير المنتظم مقارنة مع الكائنات الليلية.

وأوضحت تيريل أنه "إذا كنت كائنًا صباحيًا، فأنت أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، كما أنه يرجح أن تبلّغ عن شعورك برفاهية أفضل. وقد يكون مرد ذلك، في جزء منه، إلى أنّ الأشخاص الصباحيين أقل عرضة للإصابة بـ"اضطراب الساعة البيولوجية الاجتماعية".

ويحدث "اضطراب الساعة البيولوجية الاجتماعية" عندما تخلد للنوم في وقت متأخر وتستيقظ في وقت متأخر خلال عطلة نهاية الأسبوع، أكثر ممّا هي الحال في أيام الأسبوع حين يتعيّن عليك الاستيقاظ للذهاب للعمل. وأوضحت تيريل أنه مصطلح مستعار من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الذي نختبره عندما نسافر بين المناطق الزمنية، فإنّ اضطراب الساعة البيولوجية الاجتماعية هو "نتيجة للتناقض بين الإيقاع البيولوجي للفرد والتوقيت اليومي الذي تحدّده القيود الاجتماعية".

وقالت كنوتسون إنّ الأسباب المحتملة الأخرى تشمل تعرّض من يستيقظون باكرًا لمزيد من أشعة الشمس.

ولفتت إلى أنّ "التعرّض للضوء يكون أكبر لدى الكائنات الصباحية، وسيتقلّص لدى من يعانون من تقلّبات نوم أكبر. وللأكيد أنّ الضوء الساطع يعتبر علاجًا لبعض أشكال الاكتئاب".

وقالت كنوتسون: "قد يؤدي اضطراب الساعة البيولوجية اليومي إلى عدم النوم لمدة كافية ويؤثر على جودة النوم، ما قد يضعف الحالة المزاجية ويؤدي إلى تفاقم اضطرابات المزاج".