معدل وفيات سرطان الثدي ينخفض بأمريكا ولكن لا تزال هذه المشكلة قائمة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انخفض معّدل وفيّات سرطان الثدي في الولايات المتحدة بشكلٍ كبير، ولكن لا تزال النساء من البشرة السوداء أكثر عرضة للوفاة من هذا المرض رُغم انخفاض معدّل الإصابة به، وفقًا لتقريرٍ جديد من جمعية السرطان الأمريكية.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "CA: A Cancer Journal for Clinicians"، انخفاض معدّل الوفيات في المجموع بنسبة 43% في غضون 3 عقود، أي بين عامي 1989 و2020، ويعني ذلك وجود وفيات أقل جراء سرطان الثدي بمقدار 460 ألف خلال تلك الفترة.

وعند تحليل البيانات وفقًا للعِرق، كان معدّل الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء من البشرة السوداء أقل مقارنةً بالنساء من البشرة البيضاء، ولكن كان معدّل الوفيات أعلى بنسبة 40% لدى النساء من البشرة السوداء بشكلٍ عام.

وقالت كبيرة المدراء العلميين لأبحاث المراقبة في جمعية السرطان الأمريكية، وكبيرة مؤلفي التقرير، ريبيكا سيجل: "معدّلات الوفيّات تتناقص لدى النساء السود، تمامًا كما هو الحال في كل مجموعة أخرى تقريبًا، لكننا ما زلنا نرى الفجوة ذاتها".

وشرحت سيجل: "تتوافق الأدلة على أن النساء السود يتلقين القليل من الاهتمام في نظام الرعاية الصحية في كل نقطة من سلسلة الرعاية الخاصة بسرطان الثدي، بدءًا من التصوير الشعاعي للثدي منخفض الجودة، إلى التأخيرات بين وقت التشخيص، وبداية العلاج، وتوفّر علاج رديء الجودة عند تشخيصهن".

وأضافت: "الخلاصة هي أننا نحتاج حقًا إلى إلقاء نظرة فاحصة على كيفيّة معالجتنا للنساء من البشرة السوداء بشكلٍ مختلف".

وحلّل باحثون من جمعية السرطان الأمريكية، وجامعة "إيموري"، و"وايل كورنيل للطب" البيانات المتعلقة بالإصابة بسرطان الثدي، والوفيات الناجمة عنه من المعهد الوطني للسرطان، والسجلات في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، والتي يعود تاريخها إلى عام 1975.

ووجد الباحثون أن الإصابة بسرطان الثدي ارتفعت ببطء منذ عام 2004، وبنحو 0.5% سنويًا.

وفي المقابل، تراجعت معدلات وفيّات سرطان الثدي بشكلٍ مطرد منذ ذروتها في عام 1989، بحسب ما وجده الباحثون، إذ أنها انخفضت بنسبة 1.9% سنويًا من عام 2002، إلى عام 2011، ثم بنسبة 1.3% سنويًا من عام 2011، إلى عام 2022.

ولم تكن التباينات العرقية المستمرّة التي أبرزها تقرير جمعية السرطان الأمريكية الجديد مفاجِئة لأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا، الدكتور صموئيل سيكرت، والذي سبق أن أجرى بحثًا حول الفوارق العِرقية عندما يأتي الأمر لعلاج السرطان.

وقال سيكرت، الذي لم يكن جزءًا من التقرير: "حقيقة أن الفجوة لا تزال موجودة لا تفاجئني، إذ أن الأشخاص لم يركزوا عليها للقيام بأمرٍ ما حيالها".

وشرح سيكرت: "في أواخر السبعينيات، كانت النتائج متساوية. وكان السبب في ذلك آنذاك سوء التشخيص، وكون العلاج بدائيًا للغاية، وبالتالي لم يحظ أي شخص برعاية ممتازة، ولذلك كانت الوفيات متساوية في المجموعتين".

ولكنه أضاف: "عندما تنظر إلى الرسوم البيانيَة بين عامي 1976، و1985، حدث انقسام حيث تحسّنت معدلات وفيات المرضى من البشرة البيضاء بشكلٍ ملحوظ، وبالنسبة للمرضى من البشرة السوداء، فهي تحسّنت ولكن ليس بدرجة كبيرة. وثم في منتصف الثمانينيات تقريبًا، يقيت الفجوة ثابتة حتّى اليوم".

وللقضاء على الفوارق العِرقية بين مرضى السرطان، يُعد ضمان حصول النساء من البشرة السوداء على فرص الوصول ذاتها للمستشفيات، وفحوصات سرطان الثدي، والعلاجات المناسبة المتوفّرة لدى النساء من البشرة البيضاء عنصرًا أساسيًا.

ومن الأمور المهمة لتحقيق ذلك هي المشاركة المجتمعيّة، وذلك حتى تفهم الأنظمة الصحيّة الفرديّة طبيعة العوائق التي تقف في طريق مجتمعها.

كما أضاف سيكرت: "هناك أيضًا حاجة إلى المساءلة"، وشرح قائلاً: "يجب على أنظمة الرعاية الصحيّة استخدام بياناتها الرقميّة للنظر في التقدّم المحرز في العلاج لجميع مرضاهم في الوقت الفعلي، وخاصة الفئات المحرومة، وبناء أنظمة للحفاظ على انخراط الأشخاص لإكمال الرعاية بأكملها".