محامون يكشفون تفاصيل دعوى قضائية ضد "لوريال" بسبب مزاعم "ارتباط" منتجات تمليس الشعر الكيماوية بالسرطان

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تواجه شركة مستحضرات التجميل "لوريال" وأطراف عديدة أخرى دعاوى قضائية، جرّاء مزاعم بأنّ منتجاتها الكيميائية لتمليس الشعر تُعرّض النساء لخطر الإصابة بسرطان الرحم، على نحو أكبر.

وتقدّم محامي الحقوق المدنية بن كرامب، والمحامية دياندرا "فو" ديبروس زيمرمان، وآخرون بدعوى قضائية الجمعة، في ولاية إلينوي الأمريكية، نيابة عن جيني ميتشل البالغة من العمر 32 عامًا والمقيمة في ولاية ميسوري الأمريكية، زاعمين بأنّ سرطان الرحم الذي تعاني منه ميتشل "تسبّب به مباشرة وعلى نحو وثيق، تعرّضها المنتظم والطويل الأمد لمادة الفثالات وسواها من المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصمّاء الموجودة في منتجات العناية بالشعر الخاصة بالشركات المدّعى عليها".

وتواصلت CNN مع شركات "L’Oréal"، و"Namaste Laboratories LLC"، و"Dabur International Ltd"، و"Godrej Consumer Products"، الشركة الأم لعلامة "Just For Me" التجارية، للتعليق.

وقالت ديبروس زيمرمان لـCNN الإثنين، إنّ الدعوى القضائية تمثل "لحظة فاصلة" للنساء من البشرة الداكنة اللون اللواتي استخدمن منتجات كيميائية لتنعيم الشعر، مثل كريمات التمليس.

وفي مؤتمر صحفي عُقد الاثنين، عادت ميتشل بذكرياتها إلى الصف الثالث تقريبًا حين بدأت تستخدم مستحضرات تمليس الشعر، عندما كانت في الثامنة من عمرها.

وبحسب الدعوى شُخّصت ميتشل بإصابتها بسرطان الرحم في 10 أغسطس/ آب 2018، وخضعت لعملية استئصال الرحم بالكامل في مركز مستشفى بون في ميسوري، بـ24 سبتمبر/ أيلول 2018.

وقالت: "حينها، في الـ28 من عمري، تلاشت أحلامي بأن أصبح أمًا". كما لفتت في الدعوى القضائية، إلى أنه ليس لديها تاريخ عائلي لجهة الإصابة بالسرطان أو سرطان الرحم.

وأشارت ميتشل إلى أنّ "غالبية الفتيات الأمريكيات من أصول أفريقية، يبدأن باستخدام المستحضرات الكيميائية الملطفة للشعر وتلك المملّسة له، في سن مبكرة". وأضافت أنّ "المجتمع وضع قواعد عامة على طلتك للانضواء تحتها، حتى تشعر بطريقة معينة. وأنا الصوت الأول لأصوات عديدة تالية، ستقف في وجه هذه الشركات وتواجهها، وتقول لها: كفى".

وواظبت ميتشل على استخدام منتجات تمليس الشعر الكيميائية منذ عام 2000 تقريبًا، ولغاية مارس/ آذار 2022، وهي تسعى للحصول على تعويض يزيد على 75 ألف دولار، وفقًا للدعوى القضائية.

وقالت المحامية ديبروس زيمرمان إنّ قضيتين فرديتين أخرتين رُفعتا في ولاية كاليفورنيا ومدينة نيويورك الأمريكيتين، ضد شركات لمستحضرات التجميل، ضمنًا "لوريال"، لجهة وجود صلة بين منتجات تمليس الشعر الكيميائية وتشخيص السرطان.

وأوضحت: "أعتقد أننا سنواصل التوكّل عن المزيد من النساء اللواتي سيقاضين شركات أخرى، وستتقدم المزيد من النساء بدعاوى مماثلة".

ورفعت ميتشل الدعوى، بعد مرور أيام فقط على نشر دراسة في مجلة المعهد الوطني للسرطان، والتي تقدر أنه من بين النساء اللواتي يستخدمن بشكل متكرر منتجات كيماوية لتنعيم الشعر، فإن خطر الإصابة بسرطان الرحم في سن السبعين يبلغ حوالي 4٪. أما النساء اللواتي لم يستخدمن منتجات كيماوية لتنعيم الشعر خلال الـ 12 شهرًا الماضية، فقد قدرت الدراسة خطر الإصابة بسرطان الرحم لديهن في سن الـ 70 عامًا، بنسبة 1.6٪.

ولاحظ الباحثون أنّ النساء من البشرة الداكنة يستخدمن منتجات تمليس الشعر الكيميائية بشكل متكرر أكثر من النساء من البشرة البيضاء.

وأظهرت بيانات الدراسة أن الارتباط بين منتجات تمليس الشعر وحالات سرطان الرحم كانت أكثر وضوحًا بين النساء من البشرة الداكنة، اللواتي شكّلن نسبة 7.4٪ فقط من المشاركات في الدراسة، ولكن 59.9٪ منهنّ أبلغن عن استخدام مستحضرات تمليس الشعر.

ويُحتمل أن تلعب عوامل عدة دورًا في اللجوء إلى الاستخدام المتكرّر لمنتجات تمليس الشعر، منها: المعايير الأوروبية للجمال، والضغوط الاجتماعية المفروضة على النساء من البشرة السوداء واللاتينيات في أماكن العمل، بالتوازي مع التنوع المرغوب به لتغيير تسريحات الشعر وكيفية التعبير عن الذات.

وأفاد كرامب ببيان صحفي أنه "لطالما كانت النساء من البشرة السوداء ضحايا لمنتجات خطرة يتم تسويقها لهن على وجه التحديد". وتابع: "كان الشعر الأسود جميلًا وسيظل دومًا كذلك، ولكن تم إخبار النساء من البشرة السوداء اللون أنه يتعيّن عليهنّ استخدام هذه المنتجات لتلبية معايير المجتمع. ومن المحتمل أن نكتشف أنّ حالة السيدة ميتشل المأساوية ليست إلا واحدة من الحالات التي لا تُعد ولا تُحصى التي ضلّلت فيها الشركات النساء السود البشرة بقوة، بهدف زيادة أرباحها".