مزيلات العرق.. هل استخدامها اليومي مضرّ بالصحة.. وهل بات حاجة؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إسوة بتنظيف أسنانك بالفرشاة، أو غسل وجهك، يندرج الاستخدام اليومي لمزيل الرّوائح بين الطقوس المهمة الخاصة بالنظافة الأساسيّة.

لكن من المرجّح أن يعتمد قرارك على التفضيلات الشخصية والثقافية أكثر من كونه ضرورة طبيّة محتملة، بحسب ما يقوله خبراء الأمراض الجلدية.

وقال الدكتور جوشوا زيشنر، الأستاذ المساعد بطب الأمراض الجلدية في مستشفى "ماونت سيناي" بمدينة نيويورك، لـCNN: "نحن نعيش في مجتمع رائحة الجسم غير مقبولة عالميًا، ما يجعل مزيل الروائح جزءًا من روتين نظافتك اليومي".

وأضاف زيشنر: "هناك أيضًا وصمة عار تُحيط ببلل الملابس بسبب التعرّق، الأمر الذي شجع على استخدام مضادات التعرق ضمن روتين العناية اليومي بالبشرة".

وتقوم مزيلات الروائح بتحييد رائحة الجسم، بينما تُقلّل مضادات التعرّق من البلل على الجلد، وغالبًا ما يكونان في منتجٍ واحد.

لِمَ يتجنّبه البعض فيما يستخدمه آخرون؟

وللعرق هدف، وشرح زيشنر: نحن نتعرّق للمساعدة على التحكّم بدرجة حرارة أجسادنا"، ثم أضاف: "ومع ذلك، في بعض الحالات نتعرق أكثر ممّا يفترض. ويُعرف ذلك بالتعرّق المرضي، أو فرط التعرّق. والعرق نفسه عديم الرائحة. إلا أنّ البكتيريا الموجودة على الجلد تُفكك العرق، ما يخلق رائحة كريهة".

وإذا اخترت استخدام منتجات مضادة للتعرّق لهذا السبب، فاستعملها مساءً، وشرح زيشنر: "نظرًا لإفرازنا العرق بشكلٍ أدنى ليلاً، يمكنها (مضادات التعرّق) تكوين سدادة داخل غدّة العرق بشكلٍ أكثر فعّالية إذا استخدمتها قبل النوم".

لكن، بالنسبة للدكتورة جولي روساك، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة، ومُؤسِّسة عيادة روساك للأمراض الجلدية في مدينة نيويورك، إذا كنت ممّن يتعرّقون بشكلٍ مفرط، فإن منع إفراز العرق بمضادات التعرّق "قد لا يكون فكرة جيدة".

وأشارت روساك إلى أنّك من خلال الحد من إفرازه بالمطلق فأنت تخاطر بزيادة متناقضة بإنتاج العرق في مناطق أخرى".

وشرحت روساك لـCNN أنّ بعض الناس يفضلون استخدام مزيلات الروائح بهدف التمتع برائحة أفضل، أو عند المعاناة من مشاكل البشرة، مثل التهيّج تحت الثديين، أو بين طيّات جلد البطن.

ولفت زيشنر إلى أنّ رائحة العرق قد تؤثر على النظام الغذائي أيضًا.

ويمكن أن يكون لعرق الأشخاص الذين يتناولون كميّات كبيرة من الخضار مثل البروكلي، واللفت، والقرنبيط على سبيل المثال، رائحة كبريتيّة.

وقالت روساك: "يمكن أن تؤثّر صحة الأمعاء، والجلد، وميكروبيوم الجلد على رائحة أجسامنا".

وتُنتج بعض الاضطرابات الأيضيّة رائحة خاصة جدًا عمومًا، وأكّدت روساك: "يجب ألا تتمتّع البشرة الصحيّة والجسم السليم برائحة كريهة".

وإذا كنت تخطط الاستغناء عن مزيلات الروائح أو مضادات التعرق جراء مخاوفك من بعض المكوّنات التي قد تكون ضارّة، أو الشائعات التي تروّج لأنّ استخدام منتجات كهذه تُسبّب السرطان، فاعلم أن هذه الادعاءات غير مُثبتة علميًا، وفقًا لما ذكره هؤلاء الخبراء لـCNN.

كما أن الأبحاث حول إذا كان هناك من علاقة سببيّة بين السرطان واستخدام منتجات بودرة التلك التي لا تحتوي على مادة الأسبستوس كانت غير حاسمة أيضًا.

كيفية التأقلم من دون مزيلات الروائح

لتجنّب مزيلات الروائح، أو مضادات التعرّق، إيجابيات وسلبيات، ويعتمد الأمر على ما يشعر به الأشخاص تجاه رائحة الجسم الطبيعية.

وقالت الدكتورة أماندا دويل، اختصاصية الأمراض الجلدية المُعتمدة، التي تعمل مع روساك في عيادتها: "إذا توقفت عن استخدام مزيلات الروائح، أو مضادات التعرّق، يمكنك تطوير رائحة أقوى بمرور الوقت".

ويقول الخبراء إن الاستحمام الكامل يوميًا هو أهم طريقة لتجنّب رائحة الجسم الكريهة.

ويجب أن تركّز بشكلٍ خاص على تنظيف منطقة الوجه، والإبطين، والأعضاء التناسلية، فهي تميل إلى التعرّق أكثر من أجزاء الجسم الأخرى، ما قد يُعزّز نمو الكائنات الحية الدقيقة مثل الخميرة، والبكتيريا، كما أشار إليه زيشنر.

وأشارت دويل إلى طرق أخرى تساعد على تقليل الروائح الكريهة وهي تتضمن ارتداء ملابس قطنيّة فضفاضة تسمح بمرور الهواء، واستخدام غسول موضعي مضاد للبكتيريا مثل البنزويل بيروكسايد، أو المضادات الحيوية الموضعية مثل الكليندامايسين.

نشر