هذا ما يجب على المسنين الأمريكيين معرفته قبل الخضوع لعملية جراحية كبرى

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- غالبًا ما يشعر كبار السّن الذين يفكّرون بإجراء عمليّة جراحيّة كُبرى بعدم اليقين ممّا إذا كانوا سيقومون بالأمر أم لا.

وفي الكثير من الحالات، يمكن أن تكون العمليّة الجراحيّة مُنقذة للحياة، أو قد تُحسّن نوعيّة حياة فرد كبير بالسّن.

ولكن يُعرّض التقدّم بالعمر الأشخاص لخطورة أكبر للمعاناة من نتائج غير مرغوب بها، بما في ذلك صعوبة القيام بالأنشطة اليوميّة، وفترة الاستشفاء المطوّلة، ومشاكل بالحركة، وفقدان الاستقلال.

إذًا كيف يمكن تحديد ما إذا كانت الفوائد المُحتملة النّاتجة من عمليّة كُبرى تستحق المُخاطرة؟ وما هي الأسئلة التي يجب أن يطرحها كبار السّن أثناء محاولتهم معرفة ذلك؟

هذا ما اقترحه الخبراء:

ما الهدف من العمليةّ الجراحيّة؟

وأوصت أستاذة الجِراحة المساعدة في كليّة الطّب والصّحة العامّة بجامعة "ويسكونسن"، الدكتورة مارغريت شوارتز، أن يسأل المرء جرّاحه: "كيف ستجعل هذه العمليّة الجراحيّة الأمور أفضل بالنّسبة لي؟".

وهل ستُطيل حياتك عبر إزالة ورم سريع النمو؟ أو هل ستُحّسن من نوعية حياتك تسهيل المشي؟ وهل ستقيك من الإعاقة؟

وإذا أشار جرّاحك إلى الحاجة لإزالة كتلة معيّنة تنمو بجسمك، أو إزالة انسداد معيّن، فاسأل عن تأثير ذلك على حياتك اليوميّة.

ولا يعني اكتشاف حالة غير طبيعيّة، مثل الفتق، ضرورة معالجتها، خاصةً في حال لم تظهر لديك أعراض مزعجة، وكانت العمليّة مصحوبة بمضاعفات.

إذا سارت الأمور بسلاسة، ماذا يمكنني توقّعه؟

غالبًا ما تتعامل شوارتز، وهي جرّاحة مُختصّة بالأوعية الدمويّة، بالمرضى الذين يعانون من تمدّد الأوعية الدمويّة الأبهري البطني، وهو تضخّم في وعاء دموي رئيسي يمكنه تهديد حياة المرء عند انفجاره.

وهكذا وصفت شوارتز "أفضل سيناريو" جراحي لتلك الحالة: "تستغرق العمليّة 4 إلى 5 ساعات تقريبًا. وعند انتهائه، ستكون في وحدة العناية المركّزة بأنبوب تنفّس طوال الليل ليوم أو يومين. وبعد ذلك، ستبقى في المستشفى لأسبوعٍ آخر تقريبًا. وقد تحتاج بعد ذلك للخضوع إلى إعادة تأهيل لاستعادة قواك، ولكن أعتقد أنه بإمكانك العودة إلى المنزل في غضون 3 إلى 4 أسابيع، وقد يستغرق الأمر شهرين إلى ثلاثة أشهر لتشعر مثلما فعلت قبل العمليّة".

ما الذي يمكنني توقّعه في حال عدم سير الأمور كما يجب؟

وبحسب شوارتز، هذا ما قد يبدو عليه "أسوأ سيناريو": "ستخضع للعملية جراحيّة، وتتّجه لوحدة العناية المركّزة بمضاعفات خطيرة. وستُصاب بنوبة قلبيّة. وبعد 3 أسابيع، ستظل بوحدة العناية المركزة بأنبوب التّنفس مع فقدانك معظم قواك، ولن تكون هناك فرصة للعودة إلى المنزل مرّة أخرى، أو قد تمر بكل هذا رُغم عدم نجاح العمليّة حتّى".

وقالت مديرة مركز "UCSF" الجراحي لكبار السّن في سان فرانسيسكو، الدكتورة إميلي فينلايسون: "غالبًا ما يُفكّر الأشخاص: سأموت على طاولة العمليّات إذا ساءت الأمور".

ولكنّها أوضحت: "نحن بارعون جدًا في إنقاذ الأشخاص، ويمكننا إبقائك على قيد الحياة لفترةٍ طويلة. والحقيقة هي أنه قد يكون هناك الكثير من الألم، والمعاناة، والتّدخلات مثل أنابيب التّغذية، وأجهزة التّنفس الصناعي إذا لم تسر الأمور بالطريقة التي نأمل بها".

نظرًا لصحّتي، وعمري، ما النّتيجة المرجّحة؟

بمجرّد شرح الجرّاح السيناريوهات المختلفة لك، أوصت فينلايسون بطرح هذين السؤالين: "هل أحتاج لإجراء هذه العمليّة حقًا في رأيك؟"، و"ما النّتائج الأكثر ترجيحًا بالنّسبة لي؟".

وتُشير الأبحاث إلى معاناة كبار السّن الضعفاء، أو الذين يعانون من ضعف الإدراك، أو حالات خطيرة أخرى مثل أمراض القلب، من تجارب أسوأ عند الخضوع لعمليّات جراحيّة كُبرى.

ما الحلول البديلة؟

ونصحت فينلايسون بالتأكّد بشأن الخيارات غير الجراحية المتوفّرة.

وقد يرغب الرّجال الأكبر سنًا، والمصابين بسرطان البروستاتا على سبيل المثال، بالتّفكير في "الانتظار اليقظ"، أي مراقبة أعراضهم باستمرار بدلاً من المعاناة من مخاطر عمليّة كبيرة.

وقد تختار النساء في الثمانينيات من عمرهن، والمصابات بسرطان ثدي طفيف، ترك الورم وشأنه بحال شكّلت إزالته خطرًا عند أخذ عوامل صحيّة أخرى بعين الاعتبار.