منظمة الصحة العالمية تتهم الصين بـ"التقليل من تمثيل" شدة تفشي "كوفيد-19"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجّهت منظمة الصحة العالمية اتهامًا للصين بـ"التقليل من تمثيل" شدة تفشي "كوفيد-19" بالبلاد، وانتقدت تعريفها "المحدود" لما يشكّل حالة وفاة ناجمة عن المرض، حيث حث كبار مسؤولي الصحة العالمية بكين على مشاركة المزيد من البيانات حول تفشي المرض.

وخلال إفادة إعلامية في جنيف، الأربعاء، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "نواصل مطالبة الصين ببيانات أكثر سرعة وانتظامًا وموثوقية حول حالات الاستشفاء والوفيات، فضلاً عن التسلسل الفيروسي الأكثر شمولاً في الوقت الفعلي".

وأشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية "قلقة بشأن المخاطر التي تهدد الحياة في الصين، وأكدت على أهمية تلقي التطعيم، بما في ذلك الجرعات المعززة، للحماية من الاستشفاء، والأعراض الشديدة، والوفاة".

وأوضح المدير التنفيذي لحالات الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، مايك رايان، أن الأرقام الحالية الصادرة عن الصين "لا تمثّل التأثير الحقيقي للمرض" فيما يتعلق بحالات دخول المستشفيات ووحدات العناية المركّزة، فضلاً عن الوفيات.

وأقر رايان أن العديد من البلدان شهدت تأخيرات في الإبلاغ عن بيانات المستشفيات، لكنه أشار إلى تعريف الصين "المحدود" لحالات الوفاة الناجمة عن "كوفيد-19"، كجزء من المشكلة.

وتقوم الدولة فقط بالإبلاغ عن مرضى "كوفيد-19" الذين تعرّضوا لفشل في الجهاز التنفسي على أن وفاتهم ناجمة عن "كوفيد-19".

وفي الأسبوعين السابقين لتاريخ 4 يناير/ كانون الثاني، أبلغت الصين عن أقل من 20 حالة وفاة نتيجة إصابات "كوفيد-19" المحلية.

وأصبح مسؤولو منظمة الصحة العالمية، الذين عانوا من سيطرة الصين الصارمة للوصول إلى البيانات طوال الجائحة، صريحين بشكل متزايد في دعواتهم للحصول على معلومات موثوقة مع تفشي المرض في جميع أنحاء المراكز الحضرية في الصين، عقب الاسترخاء المفاجئ لجهود مكافحة المرض الشهر الماضي.

وطغى تفشي المرض على المستشفيات ومحارق الجثث، وأثار نقصًا في الأدوية الأساسية، ويحذر الخبراء من انتشار المرض إلى المناطق الريفية ذات الموارد الأقل خلال العام القمري الجديد المقبل.

وأدى الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات، في بلد يبلغ تعداد سكانه 1.4 مليار نسمة، إلى إثارة مخاوف عالمية بشأن احتمالية ظهور متحوّرات جديدة - وبشأن مستويات المراقبة، ومشاركة البيانات في الصين.

وقام عدد من البلدان بفرض متطلبات إجراء فحص "كوفيد-19" للمسافرين من الصين.

وبدوره، لفت تيدروس الأربعاء، إلى أنّه من "المفهوم" أن تتخذ بعض الدول مثل هذه الخطوات، مع انتشار المرض في الصين على نطاق كبير، وعدم توقع توفير بيانات شاملة قريبًا.

وقدّم مسؤولو الصحة في الصين البيانات الجينومية الأخيرة إلى هيئة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية خلال اجتماع مغلق يوم الثلاثاء.

وأعلنت الهيئة في بيان، الأربعاء، أنّ المتحورات التي اكتشفت في الصين معروفة وكانت منتشرة في دول أخرى، مع عدم تسجيل ظهور متحور جديد حتى الآن من قبل مركز السيطرة على الأمراض في الصين.

لكن واصلت منظمة الصحة العالمية التأكيد على الحاجة إلى المزيد من البيانات الجينومية القادمة.

من جهتها، قالت ماريا فان كيركوف، القائدة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن "كوفيد-19"، الأربعاء: "هناك الكثير من البيانات التي يجب مشاركتها من الصين وكذلك من جميع أنحاء العالم، حتى نتمكن من تتبع هذه الجائحة".

وأضافت: "نحن بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول التسلسل في جميع أنحاء البلاد، (ومن أجل) مشاركة هذه التسلسلات مع قواعد البيانات المتاحة للجمهور مثل مبادرة GISAID لإجراء تحليلات أعمق".

وGISAID هي مبادرة عالمية توفر الوصول إلى البيانات الجينية لفيروسات الإنفلونزا المختلفة.

ولفت مسؤولو منظمة الصحة العالمية إلى أن تبادل المعلومات حول تفشي المرض في الصين سوف يتم مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع أوسع يوم الخميس.