البروتينات البديلة.. هل تُشكلّ حلًا واعدًا لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استبدال اللحوم بالروتينات البديلة قد يكون أمرًا من الصعب تقبلّه لدى البعض، ولكن لا يمكن إنكار نموّ هذا القطاع في الأعوام الأخيرة.

ومن المتوقع أن ينمو السّوق العالمي للبروتينات البديلة بشكلٍ كبير لتبلغ قيمته ما لا يقل عن 290 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2035، وفقًا للموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو".

وتزايد الاهتمام تجاه هذا القطاع لعوامل عدة منها تغّير أذواق المستهلكين، وزيادة المخاوف البيئيّة، والأخلاقيّة حول الممارسات التقليدية لإنتاج البروتين، والبحث عن حلول مستدامة لإطعام 9.7 مليار شخص بحلول عام 2050.

وتُعد تلبية زيادة الطّلب على الغذاء بطريقةٍ مستدامة من التحديات الكبيرة في عصرنا، ولا سيما في منطقة الشّرق الأوسط.

وتفتح تكنولوجيا الزّراعة الآفاق أمام احتمالات عديدة.

"مصدر تكميلي"

البروتينات البديلة.. حل واعد لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
تُعد تلبية زيادة الطّلب على الغذاء بطريقةٍ مستدامة من التحديات الكبيرة في عصرنا.Credit: CHARLES ONIANS / Contributor

البروتينات البديلة عبارة عن مصادر بروتين مشتقّة من مصادر أخرى غير المصادر الحيوانيّة التقليديّة مثل اللحوم، والحليب، والبيض، وتشمل مصادر البروتين النباتيّة بما في ذلك الفول، والعدس، والحمّص، وغيرها.

ولا يزال إنتاج البروتينات البديلة صناعة ناشئة من حول العالم، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي.

ومع ذلك، يحظى هذا المجال باهتمام واستثمار متزايد، مع وجود دعم كبير من الحكومات، بحسب ما ذكره أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك أبوظبي، هيتور بيليجرينا، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

وقال بيليجرينا، التي تُركّز أبحاثه على تجارة المنتجات الزراعيّة، والأمن الغذائي إنه "مع استمرار نمو طلب المستهلكين على البروتينات البديلة، من المحتمل أن تستمر الصناعة في التطوّر، والتوسّع في المنطقة".

البروتينات البديلة.. حل واعد لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
تشمل مصادر البروتينات البديلة الفول، والعدس، والحمّص، وغيرها. Credit: Sean Gallup / Staff

وقد تكون البروتينات البديلة مصدرًا تكميليًا مهمًا للبروتين في الأعوام القادمة، وخاصةً في منطقة الشّرق الأوسط التي يصعب فيها إنتاج البروتينات الحيوانيّة التقليديّة بسبب المناخ الحار والجاف.

وأوضح بيليجرينا أنه "لدى الشّرق الأوسط موارد محدودة، بما في ذلك المياه والأراضي.. ومن الممكن إنتاج البروتينات البديلة، ولا سيما البروتينات النباتيّة، باستخدام مياه أقل، كما يمكنها التمتّع بتأثير أقل على اليابسة، ما يجعلها أكثر كفاءة في استخدام الموارد".

وتواجه العديد من التحدّيات هذه الصّناعة وأبرزها افتقار العديد من البلدان لبنى تحتيّة ضروريّة مثل مرافق المعالجة المتمتّعة بأنظمة التّبريد، وشبكات التّوزيع المناسبة.

يُشكّل عدس الماء حلاً واعدًا

البروتينات البديلة.. حل واعد لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
تشهد مختلف المدن في منطقة الخليج افتتاح العديد من المطاعم النباتيّة. Credit: KARIM SAHIB / Contributor

ورغم أن البروتينات البديلة لا تحظى بالشعبيّة كما في أمريكا الشماليّة، أو أوروبا، إلا أن الرّئيس التنفيذي لشركة "Sustainable Planet" المُنتجة للبروتين النباتي، سفين كوفمان، قال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إن "ذلك يعني وجود الكثير من الإمكانات".

البروتينات البديلة.. حل واعد لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
صورة من عمليّة إنتاج عدس الماء في العين بالإمارات العربية المتّحدة. Credit: @Sustainable Planet (sustainablepla.net)

وأضاف كوفمان: "افتُتح عدد كبير من المطاعم النباتيّة في مُدُن كُبرى بدول مجلس التعاون الخليجي، مثل دبي، والرّياض. وتعتمد جميعها على البروتين النباتي".

وتُركّز الشّركة على إنتاج عدس الماء لتوفير مصدر بروتين نباتي أكثر استدامة.

البروتينات البديلة.. حل واعد لتحقيق الأمن الغذائي في الشرق الأوسط
يلتقط عدس الماء أطنانًا من الكربون بشكلٍ يساهم في مكافحة تغيّر المناخ. Credit: @Sustainable Planet (sustainablepla.net)

ولا تحتاج هذه النّبتة لأراضٍ صالحة للزراعة، ويمكنها النمو في بيئات شديدة الملوحة، ما يُعتبر أمرًا مفيدًا للغاية في الشّرق الأوسط.

وعلاوةً على ذلك، تتمتّع النبتة بقيمة غذائية أعلى وبروتين أكثر من فول الصّويا، أو البازلاء على سبيل المثال، كما أنّها تلتقط أطنانًا من الكربون من الجو بشكلٍ يساهم في مكافحة تغيّر المناخ.

وأشار كوفمان إلى أنه "يمكن استخدام هذا البروتين لتغذية الحيوانات، ولكن هدفنا هو دمج البروتين في دورة طعام الإنسان، واللحوم النباتيّة، وبدائل الألبان على سبيل المثال".

وتتمتّع الشركة البريطانيّة بحضور في الشّرق الأوسط، من خلال عملها مع مكتب أبوظبي للاستثمار، وجامعة قطر، وشركة زراعيّة معروفة في سلطنة عُمان، كما أنّها ستبدأ مشروعًا تجريبيًا مع جامعة زراعيّة بمصر، مع وجود نقاشات لإطلاق مشروع تجريبي في المملكة العربية السعودية.

ورأى كوفمان أن التحدّي الأكبر في هذا المجال يكمن في تقبّل الأفراد للبروتينات النباتيّة، ولكنّه عبرّ عن تفاؤله قائلًا: "نعتقد أنّها مجرّد مسألة وقت حتّى يدرك الأشخاص في المنطقة أيضًا فوائد البروتينات النباتيَة".