دراسة: هل تتسبب الأطعمة فائقة المعالجة بسرطان المبيض؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يزيد الإفراط بتناول الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الإصابة بمرض السرطان والموت بسببه، لا سيّما سرطان المبيض، وفقًا لدراسة جديدة شملت أكثر من 197000 شخص في المملكة المتحدة، أكثر من نصفهم من النساء.

وتشمل الأطعمة المجهزة فائقة المعالجة، الحساء المعبأ، والصلصات، والبيتزا المجمدة، ووجبات الطعام الجاهزة، بالإضافة إلى النقانق، والبطاطا المقلية، والمشروبات الغازية، والبسكويت الذي يُشترى من المتجر، والكعك، والحلويات، والمثلجات، وغيرها الكثير.

وأفادت الدكتورة كيارا تشانغ المؤلفة الأولى للدراسة، والأستاذة في المعهد الوطني لأبحاث الرعاية الصحية بكلية الصحة العامة في إمبريال كوليدج بلندن، في بيان أنّه "يتم إنتاج الأطعمة فائقة المعالجة بمكونات مشتقة صناعيًا، وغالبًا ما تُستخدم المضافات الغذائية لضبط اللون، أو النكهة، أو الشكل، أو الملمس، أو إطالة العمر الافتراضي".

وأضافت تشانغ: "قد لا تتفاعل أجسامنا بالطريقة ذاتها مع هذه المكونات، والإضافات فائقة المعالجة، مثلما تتفاعل مع الأطعمة الطازجة والمغذية التي تتم معالجتها بشكل طفيف".

وأشار دوان ميلور، اختصاصي تغذية مسجل وزميل تدريس رئيسي بكلية الطب أستون في برمنغهام بالمملكة المتحدة إلى أنّ الأشخاص الذين يفرطون بتناول الأطعمة فائقة المعالجة يميلون أيضًا إلى "شرب المزيد من المشروبات الغازية والتخفيف من تناول الشاي والقهوة، بالإضافة إلى تقليل الخضار والأطعمة الأخرى المرتبطة بنمط غذائي صحي".

وتابع ميلور غير المشارك في الدراسة في حديث له مع CNN، أن "هذا قد يعني أنه قد لا يكون ذلك بسبب تأثير الأطعمة فائقة المعالجة تحديدًا، لكنه يعكس تأثير تراجع تناول الأطعمة الصحية".

زيادة المخاطر مع الاستهلاك

ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "eClinicalMedicine" الثلاثاء، في العلاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة و34 نوعًا مختلفًا من أمراض السرطان خلال فترة 10 سنوات.

وراجع الباحثون معلومات حول عادات الأكل لـ197،426 شخصًا كانوا جزءًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة ومورد بحثي تابع السكان بين عامي 2006 و2010.

ووجدت الدراسة أن كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي استهلكها الأشخاص في الدراسة تراوحت بين 9.1٪ و41.4٪ من نظامهم الغذائي.

ومن ثم تمت مقارنة أنماط تناول الطعام مع السجلات الطبية التي تضمنت التشخيصات والوفيات الناجمة عن السرطان.

وارتبطت كل زيادة بنسبة 10٪ من استهلاك الأغذية فائقة المعالجة بزيادة نسبتها 2٪ في الإصابة بأي مرض سرطان، وزيادة بنسبة 19٪ من خطر الإصابة بسرطان المبيض، وفقًا لبيان صادر عن "Imperial College London".

ووجدت الدراسة أن الوفيات الناجمة عن أمراض السرطان زادت أيضا. ومقابل كل زيادة إضافية بنسبة 10٪ في استهلاك الأغذية فائقة المعالجة، زادت مخاطر الوفاة من أي سرطان بنسبة 6٪، في حين ارتفعت مخاطر الوفاة بسرطان المبيض بنسبة 30٪، وفق ما ورد في البيان.

وكتب المؤلفون: "استمرت هذه العلاقة بعد تعديل مجموعة من العوامل الاجتماعية، والديموغرافية، وحالة التدخين، والنشاط البدني، والعوامل الغذائية الرئيسية".

وعندما يتعلق الأمر بالوفاة من السرطان بين النساء، فإن سرطان المبيض يحتل المرتبة الخامسة، "وهو مسؤول عن أكبر عدد وفيات من أي نوع سرطان آخر في الجهاز التناسلي الأنثوي"، بحسب ما ذكرته جمعية السرطان الأمريكية.

وقال سيمون ستينسون، عالم التغذية في مؤسسة التغذية البريطانية، وهي مؤسسة خيرية مدعومة جزئيًا من منتجي ومصنعي المواد الغذائية، وغير المشارك في الدراسة، إن "النتائج تضيف إلى الدراسات السابقة التي تظهر ارتباطًا بين نسبة أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) في النظام الغذائي وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع 2".

ولفت ستينسون في حديث مع CNN، إلى أنه "رغم ذلك، فإن أحد القيود المهمة لهذه الدراسات السابقة، والتحليل الجديد المنشور اليوم يفيد بأن النتائج قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا تقدم دليلًا على وجود علاقة سببية واضحة بين الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان، أو خطر الإصابة بأمراض أخرى".

جمع الأدلة

وكتبت تشانغ وزملاؤها أن الأشخاص الذين أفرطوا بتناول الأطعمة فائقة المعالجة "كانوا أصغر سنًا، وليس لديهم تاريخ عائلي تقريبًا لجهة مرض السرطان".

وكان مستهلكو الأطعمة فائقة المعالجة يُندر أن يمارسوا أي أنشطة بدنية وصنّفوا على أنهم يعانون من السمنة. ووجدت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص من المرجح أن يكون لديهم دخل أسري وتعليم أدنى، ويعيشون في المجتمعات الأكثر حرمانًا.

وقالت الدكتورة إسزتر فاموس، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمحاضرة السريرية بكلية إمبريال كوليدج لندن للصحة العامة إن "هذه الدراسة تشكل إضافة إلى الدليل المتزايد على أن الأطعمة فائقة المعالجة يُحتمل أن تؤثر سلبًا على صحتنا، ضمنًا خطر الإصابة بالسرطان".

وهذا البحث الأخير ليس الأول الذي يظهر ارتباطًا بين تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة وأمراض السرطان.

وراجعت دراسة أجريت عام 2022 الأنظمة الغذائية لأكثر من 200 ألف رجل وامرأة في الولايات المتحدة لفترة تمتد لـ28 عامًا، ووجدت صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وسرطان القولون والمستقيم، ثالث أكثر أنواع السرطان تشخيصًا في الولايات المتحدة، لدى الرجال، ولكن ليس لدى النساء.

وكان سبق لماريون نستله، أستاذة التغذية ودراسات الطعام والصحة العامة في جامعة نيويورك، أن قالت لـCNN سابقًا، إن هناك "مئات الدراسات حرفيًا (التي) تربط الأطعمة فائقة المعالجة بالسمنة، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات الإجمالية".

ولفتت فاموس إلى أنه في حين أن الدراسة الجديدة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها لا يمكن أن تثبت السببية، إلا أن ثمة ارتباطًا واحدًا، إذ "تظهر الأدلة الأخرى المتاحة أن تقليل الأطعمة فائقة المعالجة في نظامنا الغذائي يمكن أن يوفر فوائد صحية مهمة".

وأضافت: "ثمة حاجة لإجراء مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج وفهم أفضل استراتيجيات الصحة العامة للحد من الانتشار الكبير للأطعمة فائقة المعالجة وأضرارها في نظامنا الغذائي".