هل يجب تلقي الجرعة المعزّزة ضد كورونا أم انتظار الجرعة الخاصة بـ"أوميكرون"؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت شركتا "فايزر" و"بيو إن تيك" الثلاثاء، شروعهما بالتجارب السريرية للقاح مضاد لـ"أوميكرون". وكشفت "مودرنا" عن أنّها بدأت المرحلة الثانية من تجاربها حول لقاح يستهدف هذا المتحوّر السائد حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تلقّى 50% من الأمريكيين المؤهّلين الجرعة المعزّزة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، لكنّ قد يثير إعلانَا "فايزر" و"مودرنا" بعض الأسئلة بالنسبة لمن لم يتلقوا اللقاح بعد، مثل هل ينتظرون الجرعة الخاصة بـ"أوميكرون"؟ وماذا يعني ذلك لمن حصلوا على جرعتهم المعزّزة، أو هؤلاء الذي حصلوا على الجرعة الوحيدة من لقاح "جونسون إند جونسون" ثم تلقوا جرعة ثانية من لقاح آخر؟

وفي هذا الخصوص، أجابت الدكتورة ليانا وين، وهي محلّلة طبية معتمدة لدى CNN، وطبيبة طوارئ، وأستاذة السياسة الصحية وإدارتها بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، عن الأسئلة التالية:

CNN: هل على الناس التريّث بتلقي جرعتهم المعزّزة حتى يحصلوا على الجرعة الخاصة بـ"أوميكرون"؟

دكتورة ليانا وين: كلا، لا يجب أن ينتظروا. أي شخص مؤهّل لتلقي الجرعة يتوجّب عليه تلقيها حالًا. ويتواجد سببان يستدعيان ذلك، هما:

الأول: ثمة دلائل كثيرة تشير إلى أنّ الجرعة الثالثة من "فايزر" أو "مودرنا"، أو جرعة من لقاح آخر بعد تلقي "جونسون إند جونسون" ضرورية من أجل حماية مستدامة قوية مضادة لـ"كوفيد-19". وكشفت ثلاث دراسات شاملة وضعتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الأسبوع الماضي، أنّ الجرعات المعزّزة تحمي من المرض الشديد، واحتمال الإصابة بفيروس كورونا.

الثاني: ما برحت اللقاحات الخاصة بـ"أوميكرون" قيد التجارب السريرية التي قد تستغرق عدة أشهر. لا نعلم نتائج هذه التجارب وإذا ما كانت اللقاحات الخاصة بهذا المتحور أفضل من تلك التي حقّقتها اللقاحات الأساسية. وحتى لو حصلت هذه اللقاحات على الترخيص، فإن ذلك سيحتاج لعدة أشهر من الآن. ومع انتشار "أوميكرون" السريع، لا يتوجّب على الناس المماطلة بتلقي جرعاتهم المعزّزة.

CNN: إذا تلقيتُ الجرعة المعزّزة الحالية، هل يعني ذلك أنّني لن أتلقّى الجرعة المعزّزة الخاصة بـ"أوميكرون"؟

دكتورة ليانا وين: كلا. أحد المجموعات التي تُجري "فايزر" تجارب عليها تتضمّن أشخاصًا تلقوا ثلاث جرعات، ويتلقون حاليًا جرعتهم الرابعة الخاصة بمتحور "أوميكرون". وستدرس الشركة أثر الجرعة الرابعة. ويمكن ألا تستدعي الحاجة جرعة رابعة لأن الجرعة المعززة الأساسية ستستمر بإعطاء الحماية الجيدة جدًا. لكن إذا أضافت هذه الجرعة الخاصة المزيد من الحماية على الجرعة الثالثة، قد يُوصى بأن يتلقاها الناس مستقبلًا.

CNN: ماذا لو أصيب أحدهم بـ"أوميكرون".. هل يتعيّن عليه تلقي الجرعة المعزّزة العادية؟

دكتورة ليانا وين: غالبية الناس لا تعرف متحوّر "كوفيد-19" الذي أُصيبت به، لكن بما أنّ "أوميكرون" يمثّل 99% من الإصابات الجديدة، فيُرجح أن يكون هؤلاء قد أصيبوا بـ"أوميكرون".

والأشخاص الملقّحين والذين تعافوا من إصابتهم، يتمتّعون بدرجة حماية مناعية عالية. لكنّ المناعة المتأتّية من الإصابة متفاوتة. فإذا أصيب أحدهم بالمرض الشديد، يُحتمل أن تكون استجابة الأجسام المضادة لديه أقوى مقارنة مع شخص لم تُسجّل لديه أعراض، كما أنّنا لا نعلم مدّة استمرارية هذه المناعة.

CNN: ما هي مدة الحماية التي توفّرها الجرعة المعزّزة؟ وهل تعتقدين أنّنا قد نحتاج إلى جرعة معزّزة ثانية قريبًا؟

لا نعلم. ثمة دراسة أولية نُشرت على الانترنت ولم تتم مراجعتها من قبل الزملاء، أجرتها جامعة تكساس، وكشفت بموجبها أنّ الأجسام المضادة لـ"أوميكرون" تبقى قوية مدة أربعة أشهر بعد تلقي الجرعة المعزّزة. وثمة مكوّن آخر من الاستجابة المناعية وهي الخلايا التائية والبائية التي قد تبقى قوية لأشهر، لكنّنا لا نعلم متى تضعف المناعة بعد ثلاث جرعات. هذا أمر يراقبه الباحثون عن كثب، وخلال هذا الوقت، من الضروري أن يتلقى الناس الجرعة المعزّزة.

CNN: ماذا عن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح "جونسون إند جونسون" ثم تلقوا جرعة معزّزة من لقاح آخر.. هل يحتاجون إلى جرعة ثالثة؟

دكتورة ليانا وين: أنا إحدى هؤلاء الأشخاص. حصلت على جرعة لقاح "جونسون إند جونسون" الوحيدة خلال التجارب السريرية، ثمّ قررت "ملاءمتها" مع جرعة معزّزة من "فايزر".

لا أعتقد أنّ من حصلوا على الجرعة الثانية من "فايزر" أو "مودرنا" أو "جونسون أند جونسون"، عقب الجرعة الأساسية من "جونسون أند جونسون" يحتاجون إلى جرعة ثالثة حاليًا. وقد أظهرت دراسة أُجريت في جنوب أفريقيا أنّ فعالية الجرعة الثانية من "جونسون أند جونسون"  بلغت نسبة 85% لجهة الاستشفاء خلال تفشي "أوميكرون"، مقارنة مع 63% بعد جرعة واحدة. وبينت دراسة أخرى أجرتها المملكة المتحدة أنّ جرعتين من لقاح "أسترازينيكا" المشابه لـ"جونسون أند جونسون" تُعطي حماية أقل من "أوميكرون"، لكن تعزيزها بجرعة من "فايزر" يُعطي 71% حماية ضد المرض المترافق مع أعراض. وهذا المستوى من الحماية مماثل لمن تلقوا ثلاث جرعات من لقاح "فايزر".

CNN: هل تعتقدين أن تطوير لقاحات خاصة بـ"أوميكرون" سيساعد في تسريع وضع نهاية لهذه الجائحة؟

دكتورة ليانا وين: أنا متفائلة عمومًا، بأن نهاية جائحة "كوفيد-19" باتت قريبة. وهذا لا يعني أن "كوفيد-19" سيختفي، بل سيرافقنا في المدى المنظور، لكن لدينا العديد من الأدوات التي ستسمح لنا بالتعايش معه، ولن يسيطر على حياتنا.

كما سيشكّل تطوير لقاحات جديدة جزءًا أساسيًا من حياتنا مع "كوفيد-19". وآمل أن تُجرى المزيد من الأبحاث حول اللقاحات التي تستهدف فيروسات كورونا على نحو أشمل، لتفادي تفشي طفرات جديدة منه.