تلقيح المحيطين بـ"الأطفال غير المحصّنين" يوفّر حماية "كبيرة" لهم من الإصابة بـ"كوفيد-19"

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما سأل الأهل أخصائية الأمراض المعدية للأطفال، الدكتورة إيمي إدواردز، عن كيفية حماية أطفالهم الصغار من "كوفيد-19"، أجابت "إنّ الأمر بسيط.. ليتلقى كل من يحوطهم اللقاح فتؤمّنون لهم حماية جيدة".

وأضافت إدواردز، المديرة الطبّية المساعدة للسّيطرة على عدوى الأطفال في مستشفى UH Rainbow للرضّع والأطفال في كليفلاند الأمريكية، إن الأمر لا يمنحهم "حماية كاملة، بل حماية أفضل".

وفاق عدد إصابات الأطفال الجديدة بـ"كوفيد-19" المليون حالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى الذي تشهد "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" على ذلك منذ شروعها في تتبّع الحالات، وفق ما ذكرت المجموعة الثلاثاء.

وبلغت الأرقام الآن 5 أضعاف المعدل الأعلى المحقّق الشتاء الماضي تقريباً، لكن الأطفال دون سن الخامسة لا يزالون غير مؤهّلين للحصول على لقاحات "كوفيد-19"، في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، هناك دليل جديد على أنه يمكنهم الحصول على حماية كبيرة من فيروس كورونا إذا تم تطعيم كل من يحوطهم.

ووجدت دراستان جديدتان أُجريتا في إسرائيل أنّ تلقيح أفراد المنزل المؤهّلين يقلّل من انتقال فيروس"كوفيد-19".

ونُشرت الدراسات الخميس في المجلة العلميّة Science.

وحلّلت إحدى الدراستين البيانات التي تعود إلى الفترة الزمنية الممتدة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار من عام 2021، حين كان متحوّر "ألفا" منتشرًا على نطاق واسع، وبين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من العام نفسه، عندما أصبح متحوّر "دلتا" السائد في إسرائيل

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال في إسرائيل لم يكونوا مؤهّلين للحصول على اللقاح خلال الفترة الأولى. أمّا في الفترة الثانية، كان الأطفال البالغة أعمارهم 12 عامًا وما فوق مؤهّلين لذلك فقط.

وكشف الباحثون أنّ الأطفال الذين تلقى أحد الوالدين فقط اللقاح تراجعت نسبة خطر الإصابة لديهم بفيروس كورونا 26% للإصابة في بداية عام 2021. كما منح تحصين أحد الوالدين حماية حتى عندما ساد متحوّر "دلتا" لكنه تراجع أكثر ليبلغ 20.8%.

وتراجع خطر إصابة الأطفال بـ"كوفيد-19" كثيرّا في حال تلقّح الوالدان، حيث بلغت نسبة حمايتهم 71.7% خلال فترة الجائحة التي كان متحوّر "ألفا" منتشرًا، لتنخفض إلى 58.1% مع هيمنة متحوّر دلتا. 

وقال الباحثون، الذين شاركوا في هذه الدراسة من جامعة هارفارد الأمريكية، ومعهد أبحاث "كلاليت"، وجامعة بن غوريون، وجامعة تل أبيب، ومستشفى بوسطن للأطفال الأمريكي إنّ"تلقيح الوالدين يمنح حماية كبيرة للأطفال غير المطعّمين في المنزل".

أمّا الدراسة الثانية فنظرت في معدل انتقال العدوى بين أفراد المنزل، وعزّزت نظرية الحماية غير المباشرة التي تؤمّنها اللقاحات.

ووجد الباحثون أنه في المرحلة التي سبقت متحوّر "دلتا"، الأشخاص الذين تلقوا لقاح "فايزر/ بيو إن تك" وأصيبوا بفيروس "كوفيد-19"، نقلوها للآخرين بنسبة أقل، مقارنةً مع من أصيبوا بالمرض، ولم يتلقحوا بعد.

وقارن باحثون من جامعة "ييل" الأمريكية، ومعهد "مكابي" للأبحاث والابتكار بيانات المنازل التي تلقى أفرادها لقاح "فايزر"، قبل وبعد انتشار متحوّر "دلتا" على نطاق واسع. وتوصّلوا إلى تقدير فعّالية اللقاح الإجمالية قد بلغت 91.8%  بين 10 و90 يومًا بعد التطعيم، وتراجعت إلى 61.1% بعد مضي أكثر من 3 أشهر إثر تلقي الجرعة الثانية.

وكان هناك أدلّة على أن الحماية تضاءلت بعد تلك الفترة الزمنية، ولم تأخذ الدراسة الجرعات المُعزّزة في الاعتبار.

وعندما أصبح متحوّر "دلتا" السائد، تراجعت فعّالية لقاح "فايزر" إلى 65.6% بين 10 و90 يومًا، ووصلت إلى نسبة 24.2% بعد أكثر من 3 أشهر على تلقي الجرعة الثانية.

وأشارت الدراسة إلى أنه حتّى مع انخفاض الفعّالية، وجد الباحثون "تراجعًا أكبر لجهة الخطر على الأطفال داخل أسرة محصّنة مقارنة مع الأسر غير المحصنة، مهما كان المتحوّر السائد"، عند مراجعتهم المخاطر التي يتعرّض لها الأطفال في هذه العائلات.

وأظهرت الدراسة أنّ المنزل هو المكان الذي تنتقل فيه العدوى، وهي نتيجة تقاطعت معها دراسات أخرى.

وكان خطر انتقال العدوى من أحد أفراد الأسرة المصابين أعلى بمائة مرة من معدّل ​خطر انتقال العدوى الوسطي في المجتمع.

ولم يُسجّل ارتفاعًا كبيرًا لجهة انتقال العدوى داخل المنزل، عندما ساد متحوّر "دلتا".

رغم ذلك، فإن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالعدوى من المجتمع وأفراد الأسرة المصابين بالعدوى، وهم أقل نقلًا للعدوى إلى البالغين.

وقالت إدواردز، غير المشاركة في الدراسات الجديدة: " لطالما علمنا أن الأطفال ليسوا الناقلين الأساسيين لهذا الفيروس"، مشيرة إلى أنّ "البالغين كانوا دومًا الناقلين الأساسيين لهذا الفيروس، لذا من واجبنا دومًا كبالغين، أن نتحصّن، ونرتدي الكمامات، ونتوخّى الحذر، لأننا من ينقل العدوى بشكل أساسي. سلامة أطفالنا نحن ضمانتها".