جيري ماهر يكتب لـCNN: حزب الله وإيران أخطر على أوطاننا من إسرائيل.. لنقطع العلاقات

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
جيري ماهر يكتب لـCNN: حزب الله وإيران أخطر على أوطاننا من إسرائيل.. لنقطع العلاقات
مقاتل من حزب الله في بستان لشجر البرتقال بالقرب من بلدة الناقورة على الحدود اللبنانية الإسرائيليةCredit: JOSEPH EID/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم جيري ماهر، محلل سياسي وكاتب لبناني، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة رأي شبكة CNN.

إن المتابع لأحداث المنطقة منذ تأسيس حزب الله على يد مقربين من المرشد الإيراني روح الله الموسوي الخميني والحرس الثوري وحتى اليوم، يجد أن هذا الحزب لم يشكّل أي ضمانة لمحيطه بأنه لا يتبع لمشروع آخر هدفه استيراد ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران والعمل بشكل مكثف على تحويل الدول العربية كنتونات تابعة لولاية الفقيه يحكمها الولي الفقيه بالسيف والنار.

ولتحقيق هذا الهدف بدأ الإيراني تطبيق مشروع "فرق تسد" في لبنان فتخلص الحزب من "حركة أمل" وشلّ قوتها، وانتقل خطوة بخطوة إلى السيطرة على لبنان، فبعد تحرير الجنوب فرض سياسات كاملة على البلدات والمدن الجنوبية، وأغرق المجتمع الجنوبي بأفكار لم يعرفها المجتمع اللبناني قبل الآن والهدف من ذلك شد العصب الطائفي وجعل هذا المجتمع بشكل دائم مشدودا لتلبية متطلبات مُصدر الأوامر في إيران.

اليوم، لا يمكن الاعتراض على قرارات الحزب في السلم والحرب، أو سحب الاطفال من عمر 14 سنة ليتم تدريبهم على حمل السلاح والتحضير للقتال ضمن صفوف الحزب منذ عملية "اجتياح مدينة بيروت وجبل لبنان" عام 2008، لا لشيء إلا لأن الحكومة اللبنانية يومها برئاسة فؤاد السنيورة أرادت نقل ضابط في المطار ووقف شبكة اتصالات حزب الله السلكية غير الشرعية، والتي تُستخدم اليوم ليس لأغراض عسكرية فقط بل كشبكة اتصال داخلية بين مواطنين يسكنون الأحياء والمناطق التابعة للحزب وما يسمى بـ"المربع الأمني."

 لم يقف حزب الله عند هذا الحد، بل استمر بالعمل الدؤوب وبالتعاون مع حلفاء له بزرع تابعين له في أجهزة الدولة اللبنانية الأمنية وحتى الجمارك والميناء والمطار، وبدأت هذه العملية تعود عليه بالفوائد على كافة المستويات في لبنان، فهناك تغطية من مسؤولين لعملياته الخبيثة ونشاطه بمجال المخدرات كما في فضيحة "كاسندرا" التي كشفتها  CNN، بالإضافة إلى تهريب السلاح من إيران إلى الحزب عبر مطار رفيق الحريري الدولي بشحنات عبر شركات طيران ايرانية عبر رحلات منظمة بين طهران وبيروت وهذا ما أغرق لبنان بفساد قاتل للاقتصاد والأمن.

هذه الاتهامات سبق أن صدرت من الداخل والخارج، فالنائب اللبناني البارز في كتلة المستقبل، أحمد فتفت، تحدث عن "احتلال حزب الله للمطار وأخذه رهينة له" كما أوقفت شركات طيران دولية مثل "بريتش ايرويز" خدمات الشحن للمطار لاعتبارات أمنية، وسبق لإسرائيل توجيه رسالة رسمية للأمم المتحدة حول تهريب إيران الأسلحة لحزب الله عبر المطار، لتعود بيروت وتنفي صحة تلك الاتهامات، رغم أن دبلوماسيين غربيين أكدوا ذلك في تقرير لرويترز يعود لعام 2013.

المطلوب اليوم من المجتمع الدولي فرض حظر على الطيران من إيران إلى بيروت ومراقبة الحدود اللبنانية السورية عبر قوات دولية لمنع تهريب شحنات السلاح من سوريا إلى الحزب في لبنان لأن اتمام المشروع الإيراني بالسيطرة الكاملة على بلد الأرز ستكتمل بعد إنهاء الخطوات الاخيرة من الانقلاب على السلطة وتغيير الدستور والنظام ليشبه إلى حد كبير النظام في إيران فيكون المرشد الأعلى بهذه الحالة حسن نصرالله، وحلفائه من الطوائف الاخرى رؤساء جمهورية وحكومة ومجلس نواب.

المقارنة بين حزب الله واسرائيل لم تعد عادلة، فبكل صراحة يجد المتابع للأحداث أن ما تسبب به حزب الله في لبنان والمنطقة العربية فاق ما قامت به اسرائيل منذ تأسيسها، وأنه من الممكن لنا كشعوب عربية التعايش مع جارة كإسرائيل ولكن من الصعب القبول بحزب الله الحالم بنقل التجربة الايرانية الى لبنان.

إسرائيل التزمت بالسلام بينها وبين بعض الدول العربية وبحدودها الحالية ولكن مشروع إيران بتشكيل "هلال شيعي" من طهران الى بيروت قيد العمل بالتعاون مع حزب الله وميليشيات إرهابية تشكلت في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان فقتل هذا المشروع وشرد وهجر وأسر مئات الآلاف لنجد بالمحصلة ان عدد من قتلهم مشروع إيران خلال عشر سنوات فاق بعشرات المرات قتلى الصراع مع إسرائيل منذ عام 1948.

مع كل ما ذكرناه لا يمكن لأحد أن يعتقد أننا نسعى إلى أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، ولكننا حتماً نسعى لقطع كافة العلاقات مع إيران لان خطرها لم يعد يقتصر على الشعارات، بل يظهر عبر أفعال نلمسها بشكل يومي وبدأنا بسببها نخسر دولا وعواصم بينما العالم لا يحرك ساكناً.