كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: آن الأوان لتتصالح سوريا مع جيرانها العرب

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

أثار قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من سوريا العديد من المناقشات داخل وخارج الولايات المتحدة. ففي حين أن البعض يؤيدون هذا القرار ويرون أنه مفيد لإرساء الاستقرار في سوريا ويمهد الطريق أمام انسحاب القوات الأجنبية الأخرى، عبّر الكثيرون عن مخاوفهم بشأن إيران وطموحها الإقليمي في غياب الولايات المتحدة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحّب بقرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا. جاء ذلك الترحيب بعد يوم من إعلان ترامب أنه يأمر بالانسحاب لأن الجيش الأمريكي حقق هدفه في هزيمة جماعة الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا.

قد يهمك أيضا: تغريدة من ترامب وترحيب روسي.. كل ما تريد معرفته بشأن انسحاب أمريكا من سوريا

وقال بوتين إنه يتفق بشكل عام مع الرئيس ترامب على أن الدولة الإسلامية قد هُزمت في سوريا حيث قال "فيما يتعلق بالنصر على داعش، أتفق مع رئيس الولايات المتحدة".

واستناداً إلى ما قاله الرئيس ترامب وكرره الرئيس بوتين حول هزِيمة تنظيم داعش، فإن ذلك يمنحنا الإحساس بأن الولايات المتحدة أرسلت إشارة إلى نظيرتها روسيا أن خروج الأمريكيين من الأراضي السورية يجب أن يمهد لخروج الإيرانيين أيضاً من سوريا.

يدّعي القادة العسكريون والسياسيون الإيرانيون دائمًا أن وجودهم في سوريا تم بناء على طلب ودعوة بشار الأسد ومن أجل محاربة الإرهاب.

كذلك: ما موقف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا من انسحاب واشنطن؟

إذا كان بوتين يستطيع تأكيد هزيمة داعش في سوريا، فلن يكون هناك أي مبررات أخرى للإيرانيين للبقاء في سوريا، وبالطبع من المهم مشاهدة ردود أفعال الإيرانيين على هذه الأخبار في الأيام القادمة أيضًا.

بشكل عام، في رأيي، فإن الإسرائيليين سيرحبون بقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا إذا كان هذا القرار بالمغادرة سيعني انسحاب القوات الإيرانية أيضًا، لأن ذلك سيصب في مصلحة إسرائيل في نهاية المطاف.

من ناحية أخرى، فإن الإسرائيليين يثقون في أن الروس لن يسمحوا للإيرانيين بالقيام بأي تصرف ضد إسرائيل في المناطق التي يتواجدون فيها. كما أن الروس كانوا يتظاهرون بأنهم لا يرون شيئاً في كل مرة كان الإسرائيليون يقررون مهاجمة مواقع حزب الله أو الإيرانيين داخل سوريا، وهو أمر حدث مراراً وتكراراً في السنوات القليلة الماضية، ويمكن أن يستمر هذا التغاضي الروسي بغض النظر عن الوجود الأمريكي في سوريا أو غيابه.

و.. ماكرون يهاجم ترامب بعد قرار الانسحاب من سوريا: الحليف يجب أن يكون محل ثقة

يبدو أنه سيكون من الأفضل للرئيس الأسد التعامل مع الروس الذين يستند وجودهم في سوريا إلى حماية مصالحهم العسكرية والأمنية في هذا البلد، في حين أن مصلحة الإيرانيين ترمي إلى تحقيق أهداف طائفية ودينية، وهو أمر لا يمكن أن يساعد في الواقع الرئيس السوري بشار الأسد ولا سوريا في هذه المرحلة السياسية الانتقالية الحاسمة.

تحتاج هذه التحولات إلى إعطاء مساحة حتى للجيران العرب للمشاركة في إعادة إعمار سوريا وفي هذه المرحلة الانتقالية على الرغم من الروابط القوية التي يمتلكها الأسد مع الإيرانيين. يبدو أن الوقت قد حان للأسد للحد من وجود الأصدقاء الإيرانيين وحتى من العلاقات العسكرية مع طهران.