تنسيق أردني أمريكي روسي لإعادة قاطني منطقة الركبان إلى سوريا

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون

عمان، الأردن (CNN)-- كشفت وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين الجمعة، عن تنسيق ثلاثي بين بلادها وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة قاطني منطقة الركبان من اللاجئين السوريين وتفكيك الموقع، وفق بيان صدر عنها تلقت CNN بالعربية نسخة منه.

وجاءت تصريحات وزارة الخارجية الأردنية في أعقاب لقاء جمع بين الوزير أيمن الصفدي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف صباحا في العاصمة الروسية موسكو، لبحث تنسيق المواقف للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية والجهود المتعلقة بعملية السلام وكسر الجمود فيها.

وبشأن منطقة الركبان الواقعة في المنطقة الحدودية في أقصى الشمال الشرقي بين الأردن وسوريا، أوضح الصفدي أن الأردن يتطلع إلى "العمل مرة أخرى مع الأصدقاء في روسيا إزاء تجمع الركبان للنازحين السوريين"، حيث يضم هذا التجمع  نحو 50 إلى 60 الف مواطن سوري على الأرض السورية.

وأضاف: "وبالنسبة لنا الحل الوحيد لهذه المشكلة هو تأمين عودة قاطني هذا التجمع إلى بلداتهم وقراهم، ونتطلع لإيجاد الآلية التي تسمح تحقيق ذلك"، مشيرا إلى "أن هنالك تنسيقا ثلاثيا بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لتفكيك المخيم،  وتأمين عودة قاطنيه إلى بلداتهم وقراهم".

وحول المساعدات الإنسانية لقاطني الركبان، قال: "المساعدات الإنسانية ضرورية، الأردن سمح سابقا بدخول المساعدات الإنسانية إلى الركبان عبر أراضيه، ولم يكن هنالك خيار آخر، الآن تدخل المساعدات من الداخل السوري".

وجدد الوزير الأردني في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف موقف بلاده المتمسك بإيجاد حل سياسي ينهي الكارثة  والأزمة السورية، معتبرا أن ذلك يتحقق من خلال التعاون والتنسيق الروسي، وقال: "تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونا وتنسيقا مع روسيا، ونحن منخرطون في جهود مستمرة سواء مع أصدقائنا الروس أو مع أصدقائنا الآخرين في المجتمع الدولي؛ بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلالها، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها في تعزيز استقرار المنطقة ودورها الهام أيضا في منظومة العمل العربي المشترك".

وأكد الصفدي على "أهمية بلورة موقف عربي إيجابي أيضا لإنهاء هذه الكارثة، التي سببت قتلا ودمارا وخرابا يجب أن يتوقف وبشكل فوري"، على حد تعبيره.

واستشهد الصفدي بجهود التنسيق المشتركة بين روسيا والأردن في التوافق على مناطق لخفض التصعيد في الجنوب الغربي السوري في وقت سابق، التي وصفها بـ"التجربة الناجحة جدا؛ نتيجة الشراكة، التي أنتجت أفضل وقف لإطلاق النار، والعمل للحيلولة دون وقوع كارثة في الجنوب الغربي عندما عادت القوات الحكومية إلى الجنوب عبر العمل على اتفاقيات مصالحة سمحت بعودة بأقل حجم من الخسائر وحمت آلاف الأرواح، وحالت دون تهجير مئات الآلاف من المواطنين السوريين".

وقال الصفدي: "مرة أخرى إننا سنستمر في العمل مع روسيا وفي إطار المجتمع الدولي، وكلنا نعرف أن طريق الحل واضح وهو حل سياسي متفق عليه وفق قرار ٢٢٥٤".

وحول قضية اللاجئين السوريين، أشار إلى أن "هنالك حوالي مليون وثلاثمائة ألف شقيق سوري موجودين في الأردن، منهم ستمائة أو سبعمائة ألف مسجلون لدى الأمم المتحدة، والبقية غير مسجلين، نقدم لهم كل ما نستطيع من الخدمات ونحن مستمرون في تقديم كل ما يمكن تقديمه لهم لضمان العيش الكريم، لكننا في نفس الوقت نشجع العودة الطوعية لهؤلاء الأشقاء إلى وطنهم".

وحول القضية الفلسطينية، جدد الصفدي التأكيد على أهمية وأولوية القضية، موضحا أنه "موقفنا الثابت والدائم أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام شاملين في المنطقة من دون حل هذا الصراع على الأسس التي تنصف الشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين".

بدوره، قال لافروف: "ناقشنا اليوم القضية السورية وأزمة اللاجئين وكيف يمكن التعامل معها، وكذلك الركبان، حيث إن اللاجئين السوريين في هذا المخيم لا يستطيعون الحصول على المساعدات الإنسانية".

وأضاف لافروف: "اتفقنا أن نواصل النقاش في هذا الموضوع في إطار اللجنة المشتركة لروسيا والأردن في عمان، وكذلك بمشاركة في بعض الأحيان مع ممثلين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة".

وشهدت منطقة الركبان التي لا تعد مخيم لجوء رسمي وفق تصنيف مفوضية شؤون اللاجئين، أوضاعا متردية لقاطينها، بلغت التهديد بوجود مجاعة في المنطقة التي تقع في مثلث حدودي بين الأردن وسوريا والعراق منذ عام 2014، وشهدت حالات وفيات بين الأطفال وفقا لما أعلنت عنه منظمة اليونسيف مؤخرا.