دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توّصلت دراسة جديدة إلى أن الرجال المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب قد يُصابون بالخرف قبل النساء المعرضات لخطر مماثل خلال فترة تصل إلى 10 سنوات أقل.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، بول إديسون، وهو أستاذ علم الأعصاب في كلية لندن الإمبراطورية، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هذا الاكتشاف الجديد يحمل آثارًا صحيّة كبيرة".
تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية. وكانت أمراض القلب القاتل الأول بين الأمريكيين لأكثر من 100 عام.
وأوضحت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب تشمل ما يلي:
- السمنة
- السكري
- ارتفاع ضغط الدم
- الكوليسترول
- التدخين
- إدمان الكحول
- عدم ممارسة التمارين الرياضية
- عدم الحصول على قسط كاف من النوم
ويمكن أن تتسبب جميع هذه الحالات بمرض الأوعية الدموية الصغيرة، الذي يؤثر على توصيل الأكسجين للدماغ.
ووجدت الدراسة أن التأثير الضار لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كان واضحًا لدى الأشخاص الذين لم يحملوا جين "APOE ε4"، مقارنة بأولئك الذين حملوا الجين.
ويُعتبر جين "APOE ε4" أقوى عامل خطر للتطور المستقبلي لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. لذلك، من الضروري الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.
وقال عالم الأوبئة جينجكاي وي، وهو أستاذ مساعد بطب الأسرة في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في هيوستن، برسالة عبر البريد الإلكتروني، إن نتائج الدراسة تتفق مع الأدبيات الموجودة التي تُفيد بأن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد يرتبط بنتائج معرفية عصبية سلبية.
وفي بحث مماثل، وجد وي أن العيش مع خطر الإصابة بأمراض القلب لمدة عقد من الزمن مرتبط بضعف الأداء في الاختبارات المعرفية، التي تقيس الوظائف التنفيذية، وسرعة المعالجة، والذاكرة الفورية والمتأخرة لدى الرجال والنساء فوق سن الـ60 عامًا.
وأضاف وي أن نتائج الدراسة الجديدة تُكمل نتائج دراسته، وتُشير إلى أن "ضعف صحة القلب والأوعية الدموية يرتبط بضعف الوظيفة الإدراكية وأمراض الدماغ، وكلاهما من مؤشرات الإصابة بالخرف".
دهون البطن والجسم تزيد من المخاطر
نظرت الدراسة، التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي، في بيانات أكثر من 34 ألف رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 45 و82 عامًا، حيث قدموا فحوصات البطن والدماغ إلى البنك الحيوي البريطاني.
وخضع بعض المشاركين أيضًا لتقنية تصوير عصبي، تُعرف بـ"VBM"، لتحديد تأثير دهون البطن والدهون الحشوية، التي تحيط بأعضاء الجسم، على التنكس العصبي في الدماغ.
وأظهرت النتائج أن عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب ارتفاع مستويات الدهون الحشوية، قد ارتبطت بانخفاض حجم المادة الرمادية في الدماغ في جميع أنحاء القشرة الدماغية لدى الرجال والنساء على حد سواء.
وأوضح إديسون أن المادة الرمادية مسؤولة عن معالجة المعلومات وتفسيرها.
ووفقًا للدراسة، كانت أكثر مناطق الدماغ تعرضًا للخطر هي تلك التي تشارك في السمع، والرؤية، ومعالجة المعلومات العاطفية، والذاكرة. وجميع هذه المناطق تتأثر في وقت مبكر من تطور الخرف ومرض الزهايمر.
لذلك، من الضروري الحفاظ على نمط حياة صحي في وقت مبكر من حياتك، مع التحكّم في مستويات ضغط الدم، والكوليسترول، والسكر، والإقلاع عن التدخين، وتجنب شرب الكحول.
الفجوة بين الجنسين
وجدت الدراسة أن الرجال أكثر عرضة لعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب بين سن الـ55 والـ74 عامًا، بينما كانت النساء أكثر عرضة بعد عقد من الزمن، أي بين سن الـ65 والـ74 عامًا.. ما السبب؟
الاختلافات في الهرمونات الجنسية
يرتبط هرمون "التستوستيرون" لدى الرجال بمستويات أعلى من البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو "LDL"، ومستويات أقل من البروتين الدهني عالي الكثافة، أو "HDL"، ما يزيد من فرص الإصابة بنوبة قلبية.
في المقابل، يتمتع هرمون "الأستروجين" لدى النساء بتأثيرات وقائية، ما يُقلّل من مستويات "LDL"، مع زيادة مستويات "HDL".
وأشار إديسون إلى أنه "بعد انقطاع فترة الطمث، يرتفع خطر الإصابة بمشاكل القلب لدى النساء".
وتابع: "يُفسّر التأثير الوقائي للأستروجين، قبل انقطاع الطمث، سبب مواجهة النساء للمشاكل بعد عقد من الزمن مقارنة بالرجال".
الطعام
قال إديسون إن الرجال أكثر عرضة من النساء لاستهلاك وجبات غذائية غنية بالدهون المشبعة، والملح، واللحوم الحمراء، إضافة إلى تعاطي التبغ والكحول. أما كيفية تخزين الرجال للدهون في الجسم فتؤدي دورًا في ذلك أيضَا.
وأوضح إديسون: "الرجال لديهم دهون أكثر في بطانة الأعضاء الداخلية (الدهون الحشوية)، بينما النساء لديهن دهون أكثر حول الوركين (دهون تحت الجلد).. وترتبط الدهون الحشوية بزيادة فرص الإصابة بنوبة قلبية".
ونتيجة لذلك، قد يحتاج الرجال إلى معالجة عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، ودهون الجسم، والوزن الكلي قبل النساء.