ألعاب الفيديو.. أعمال فنية أم وسيلة ترفيهية فقط؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
معرض ألعاب الفيديو في متحف فيكتوريا وألبرت، لندن
v&a
3/3معرض ألعاب الفيديو في متحف فيكتوريا وألبرت، لندن

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك بأن ألعاب الفيديو صنعت ظاهرة اقتصادية عالمية لا جدال فيها، لا سيما بعدما وصلت إلى مرحلة "نضج كاملة" كوسيلة ترفيه أساسية حول العالم، إذ وصل عدد اللاعبين من حول العالم إلى 2.3 مليار، بينما بلغت عائدات سوق الألعاب حوالي 137.9 مليار دولار.

ولكن، رغم كل ما حققته ألعاب الفيديو في مجالي الترفيه والاقتصاد العالمي، إلّا أنها لا تزال اليوم تناضل على نطاق المجال الفني، للحصول على اعتراف بها كأحد أشكال الفنون.

وغالباً، ما يُشار إلى ألعاب الفيديو على أنها أحد أنواع الرياضات الرقمية، وليست من أنواع الفنون، رغم أنها تتكون من مجموعة معقدة من الأعمال الفنية، مثل الموسيقى وفن سرد الروايات، وفنون الهندسة الدقيقة.

ويعمل معرض جديد في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، على تغيير نظرة العالم إلى ألعاب الفيديو، وتقريبها أكثر إلى عالم الفن، كطريقة لإثبات أن ألعاب الفيديو هي موضع ترحيب في أحد المتاحف الفنية الرائدة في العالم.

إذ كما يقول مدير المتحف، تريستام هانت: "في متحف فيكتوريا وألبرت، هناك مساحة لكل من لعبة ماينكرافت، ولوحات دافينشي".

ويرحب المعرض بزواره من خلال لوحة تعرض مقولة لفرانك لانتز، مدير مركز ألعاب جامعة نيويورك، كُتب عليها: "إن صنع الألعاب يجمع بين كل ما هو صعب في عملية بناء جسر ما، وكل ما هو صعب في عملية تأليف عرض أوبرا".

وتعتبر هذه المقولة أشبه بـ"بيان برنامجي" حول العرض، يهدف إلى استكشاف المؤثرات العديدة التي ساهمت في تشكيل وتصميم ألعاب الفيديو المعاصرة.

ويركز المعرض على أعمال العقد الأخير وتابعاتها، بدلاً من التركيز على ألعاب الفيديو الكلاسيكية التي عرفها العالم منذ زمن، إلّا أن العناصر التقليدية لا تُخفى في بداية كل جزء من المعرض، إذ لا يمكن لحدث مختص بألعاب الفيديو أن يُهمل وجودها وتاريخها.

وتقول منظمة المعرض، ماري فولستون، إن المعرض يستكشف عالم ألعاب الفيديو من خلال عدسة التصميم، مضيفة: "عندما تفكر بالتصميم، ليس هناك شيء منتشر ومستخدم أكثر من الدفتر المتواضع."

وتوفر دفاتر بكل الأحجام والأشكال – بعضها جديدة غير مستخدمة وأخرى قديمة وبالية – نظرة مباشرة إلى العملية الإبداعية المعتمدة لإنتاج ألعاب شعبية، مثل لعبة سوني، "ذا لاست أوف أس" والتي باعت 17 مليون نسخة، فضلاً عن عرض أعمال لمصممين مستقلين أمثال أوريا هارفي، التي تتخصص بتصميم الألعاب الفنية، وهو نوع ألعاب فرعي، تكون فيه القيمة الفنية أهم من الترفيه.

كما يعرض المعرض مجموعة متنوعة من المنتجات الصغيرة، لتسليط الضوء على التغييرات في مجال تصميم الألعاب، الذي أصبح أسهل بعد توفر فرص الوصول إلى جمهور أكبر، من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، وتوفر أدوات التطوير بسهولة.

وتشرح فولستون أن ليس كل لعبة فيديو قطعة فنية، تماماً، كما أن ليست كل لوحة مرسومة، قطعة فنية، ولكن، عندما تكون هناك لعبة فيديو مسلية، حتماً، يكون هناك قصة تصميم رائعة خلفها، مضيفة: "علينا أن نقدر ألعاب الفيديو بذات الطريقة التي نقدر بها الأفلام والموسيقى، ونحن نقف اليوم في نقطة تحول ثقافية كبيرة، حيث بدأنا فعل ذلك."

نشر