دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما كان الفنان الصيني باديوكاو، مجهول الهوية بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، خاصة أنه كان يرتدي قناعاً في كل مرة يظهر فيها بأماكن عامة. ولكن، يبدو أن الأمر لم يستمر طويلاً، حيث كشف عن وجهه لأول مرة في إحياء الذكرى الـ 30 لمذبحة ميدان تيانانمن.
وبعد أن بدأ بنشر رسوم كاريكاتورية سياسية تسخر من الحزب الشيوعي الصيني على الإنترنت، اعتمد الفنان الصيني اسمه المستعار، باديوكاو. ولكنه سرعان ما أن حُظر من قبل وسائل التواصل الاجتماعية في الصين، كما أجبر على العمل خارج جدار الحماية العظيم، أي جهاز الرقابة على الانترنت بالصين.
وفي العام 2009، أصبح باديوكاو مواطناً أسترالياً، متخلياً عن جواز سفره الصيني. ومثل بانكسي، أنجز الفنان الصيني غالبية أعماله عبر الإنترنت أو في الشوارع، كما كان يظهر في المعارض بأزياء تنكرية.
وكان فيلم باديوكاو الوثائقي، الذي بُث على شاشة التلفزيون الأسترالي، قد اتبع إجراءات صارمة للحفاظ على هوية الفنان. وفي حديثه مع CNN، قال إن "غالبية اللقطات تكشف ظهري فقط، مع تجنب إبراز شكلي".
ولكن، أدرك باديوكاو أن هويته المجهولة لم تعد توفر له الحماية التي كانت تُقدمها له في يوم من الأيام. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أُجبر على الانسحاب من معرض فني بهونغ كونغ في اللحظة الأخيرة، وسط مخاوف على سلامته.
وأخيراً، يكشف فيلم "China’s Artful Dissident" عن شكل باديوكاو، الذي ظل مجهولاً لسنوات عديدة، قائلاً "إنهم يعرفونني الآن، هذا أنا". وأوضح الفنان الصيني لـ CNN أن التستر المستمر لن يوفر له الحماية والسلام.
ومن الواضح أن الفنان قد شعر بارتياح كبير بعد أن كشف عن شكله، حيث اعتبر أنه بمثابة إطلاق سراح بالنسبة له. وقال: "لست بحاجة إلى أن أعيش هوية مزدوجة بعد الآن، حيث أزيلت الحواجز في حياتي الاجتماعية، ومن السهل تطوير مسيرتي المهنية كفنان". ولكن، سيبقى الفنان الصيني يُعرف باسم باديوكاو، كونه أصبح أكثر مألوفاً من اسمه الحقيقي.