440 كعباً نسائياً تُعلق على جدار إسطنبول في تركيا.. لماذا؟

ستايل
نشر
3 دقائق قراءة
تقرير غزل صلاح

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا قمت بزيارة حي كاباتاش في مدينة إسطنبول مؤخراً، ستكون حتماً قد مررت من جانب عمل فني ضخم، يُستحال عدم رؤيته.

جدار بـ440 كعب نسائي في إسطنبول
جدار بـ440 كعباً نسائياً في إسطنبولCredit: OZAN KOSE/AFP/Getty Images

ولطالما حرص الفنان التركي، فاهيت تونا، على إضافة بصمة من النضال الاجتماعي والسياسي إلى أعماله، إذ تحمل بين طياتها رسالة وعي ونداء بواقع أليم تعيشه تركيا.

وفي عمل فني، يُعرف باسم "Untitled"، أي "بدون عنوان"، علّق تونا 440 كعباً عالياً على أحد جدران حي كاباتاش، وذلك كذكرى لـ440 امرأة كان مصيرها القتل على يد الرجال، بطرق ودوافع مختلفة، خلال عام 2018، بحسب ما أشار الفنان التركي.

وبدوره، أوضح الفنان التركي قائلاً: "الرجل يمارس الاستبداد على المرأة باستمرار"، مشيراً إلى بعض العبارات التي غالباً ما تتردد على مسامع المرأة من قبل الرجل، مثل "لماذا تنورتك قصيرة جداً.. لا تضحكي بصوت عالٍ.. إلى ماذا تنظرين؟"

جدار بـ440 كعب نسائي في إسطنبول
جدار بـ440 كعباً نسائياً في إسطنبولCredit: OZAN KOSE/AFP/Getty Images

ما الرمزية التي يحملها الكعب النسائي واللون الأسود؟

ولم يكن اختيار الكعب العالي عشوائياً بالنسبة للفنان التركي، فهو بمثابة وسيلة للمشي، والجري، والابتعاد، أو الاقتراب من أي شيء نريده.

وفي هذا العمل بالتحديد، الذي سيظل موجوداً حتى مارس/ آذار 2020، وقع اختيار تونا على الأحذية السوداء، وذلك لما تجسده من حزن وأسى.  

وبعد انتقاله إلى إسطنبول لارتياد الجامعة، لاحظ تونا أن بعض الأشخاص، في الأحياء التركية، يتركون أحذيتهم خارج أبواب المباني التي يعيشون فيها.

بداية، اعتقد تونا أن خلع الأحذية قبل دخول الأتراك لمنازلهم هو جزء من عاداتهم، أو ربما يضعونها خارجاً للتخلص منها. ومع مرور السنوات، لاحظ الفنان التركي أن هذه العادة قد تكررت في مبناه الخاص، مدركاً أنها مورست عندما توفيت جارته.

وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال تونا إن العمل الفني يشير إلى "تقليد ترك أحذية المتوفى أمام باب المنزل، ويسعى إلى طرح قضية العنف ضد المرأة، مع فتح باب النقاش ونشر الوعي".

جدار بـ440 كعب نسائي في إسطنبول
جدار بـ440 كعباً نسائياً في إسطنبولCredit: OZAN KOSE/AFP/Getty Images

وبالطبع، لم يخل عمل تونا من التحديات، إذ برأيه أن إظهار الأعمال الفنية العامة بتركيا قد يكون محفوفاً بالمخاطر، خاصة أن هناك المئات من الاعتداءات على التماثيل في الأماكن العامة، بحسب ما يشير.

ولاقى العمل الفني انتباه العديد من الأشخاص، مما دفع البعض إلى مشاركته عبر حساباتهم الخاصة، على مواقع التواصل الاجتماعي. وهكذا، يكون قد استطاع الفنان التركي أن يشارك رسالته التي تدعو إلى الحد من التمييز العنصري في أسرع وقت ممكن.  

 

     

 

   

 

 
  • غزل صلاح
    غزل صلاح
    محررة
نشر