"شباري المحيسن".. حكاية أصيلة لحرفة أردنية منذ 180 عامًا

ستايل
نشر
"شباري المحيسن" من الطفيلة إلى العالم حكاية أصيلة لحرفة أردنية منذ 180 عامًا

عمَان، الأردن (CNN)-- "حرفة صامدة ولكنها نادرة اليوم" هذا ما قاله زيد المحيسن لموقع CNN بالعربية وهو من محافظة الطفيلة في الأردن، الذي امتهن صناعة الشّباري الأردنية، وسكاكين الصيد، والخناجر منذ صغره رغم دراسته لتخصص هندسة الكهرباء في الجامعة، ليكون واحدا من أفراد العائلة من الجيل الخامس، الذين توارثوا حرفة يدوية أصبحت اليوم نادرة.

ويقضي المحيسن 16 ساعة عمل أحيانا داخل مشغله المحاذي للساحة الهاشمية في وسط البلد بالعاصمة عمّان، بين ألواح الفولاذ، والنحاس، والمعدّات لينتج قطعا فنية فريدة، تمزج بين أصالة التراث وحداثة الاستخدام (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).

صناعة الشبرية

وتعود صناعة الشّبرية التقليدية وهي خنجر قصير غير معقوف النصل، إلى 180 عامًا في الأردن بحسب ما ذكره المحيسن، قائلا إن الشّبرية الأردنية من القطع الحرفية الريادية التراثية، وتتميز عن شبيهاتها في المنطقة العربية على مستوى الشكل من حيث استقامة النصل وحدّته من جهة، وانحنائه من الجهة الأخرى بما هو أقرب للمثلث، ما يجعلها متعددة الاستخدامات. أما المقبض فإما خشبي، أو معدني، أو مصنوع من قرون الكبش (ذكر الغنم)، وهي من أفضل وأجود مواد المقابض.

وأوضح المحيسن أنه لم تطرأ تطورات جذرية على تصنيع الشّبرية من حيث التصميم، فيما يُعتبر الفولاذ من المواد الأساسية في صناعتها، إلى جانب النحاس الأبيض أو الأصفر والفضّة كذلك، لافتًا إلى أنه قد تُضاف مواد مثل الخشب، والعظم الصناعي، والخرز في زينة المقبض أو الجراب الخارجي ( غطاء الشبرية).

واستخدمت الشبرية كسلاح لدى القبائل البدوية في الأردن قديمًا، و لاتزال جزءا من اللباس التقليدي لحرس البادية الملكي، وفقًا لما ذكره المحيسن.

مواصفات تقليدية وتاريخية

وقال المحيسن إن الحفر على شبريّة من الفضّة يُعتبر من الطلبات المفضّلة أيضا لدى الزبائن، كحفر الأسماء، والرسومات، والنقوش، مضيفًا أن البعض يطلب أحيانا تصميم قطع تجمع بين مواصفات الشبرية وسكينة الصيد بتصاميم حديثة.

ويُعتبر نحو 15% من زبائن المحيسن من هواة اقتناء الشباري لاستخدامها كسلاح للصيد، ولذبح الشياه في المناسبات والأعراس.

وأوضح المحيسن أن عشيرته اليوم ارتبط اسمها بصناعة الشّباري، حتى أنها عُرفت في المنطقة العربية "بدقّة المحيسن أو شبرية المحسين"، مضيفًا أن الشبرية الأردنية تتسم بالنعومة والجودة في الوقت ذاته، وديمومة الاستخدام لأطول فترة ممكنة.

ويحتفظ المحيسن بشباري صنعها جده ووالده وأعمامه، يعود بعضها إلى العشرينيات، والثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات.

ويتراوح سعر الشبرية بين 15 دينار (21 دولارًا) و400 دينار (571 دولارًا).

ويصل طول نصل الشبرية الأردنية بمواصفتها التقليدية التاريخية إلى 15 سنتيمترًا، فيما يصل طول الشبرية كاملة إلى 30 سنتيمترًا. وتمر صناعة الشباري بعدة مراحل، وقد يستغرق العمل على بعضها لحوالي أسبوعين.

  • هديل غبون
    مراسلة CNN بالعربية