عش كسلطان تركي وإمبراطور أوروبي بالسعودية

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

إعداد سارة حسن، تصوير نزار شلالدة، مونتاج جعفر المدهون

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- يستقبلنا محمود "بيه" التركي داخل مطعم "سلطان ستيك هاوس،" الواقع في منطقة البوليفار الجديدة شمالي العاصمة السعودية الرياض. 

مظهر محمود بشاربيه الطويلين ولهجته العربية المثقلة، بتأثير لغته التركية الأم يذكّر بأبطال المسلسلات التركية. وما هي إلا لحظات، حتى يظهر المطبخ أمامنا. عشرات الطهاة يجتمعون كخلية نحل حول آلة شواء كبيرة، تغطيها قطع اللحوم بمختلف الأحجام والأشكال، بينما تنبعث رائحة شواء اللحم الغنية مرحبة بنا. 

يستقبلنا مدير المطعم، محمد سليم، وهو الشخص الوحيد من فريق العمل الذي يتحدّث العربية بطلاقة. غذاء اليوم سيكون من اختياره، وهو طبق "قفص السلطان،" الأشهر في "سلطان ستيك هاوس." 

كلّ الطهاة والنُدُل في المطعم هم من الأتراك، وتسمع الأحاديث التركية فيما بينهم كل الوقت، لكنهم يتعاطون بود، حتى وإن لم يكن هناك طريقة لبدء حديث.  

وبينما ننتظر وصول الطبق المميز، يؤكد لنا سليم أن اختيار اللحوم التي تُقدّم في المطعم، يخضع لعملية قاسية، مضيفاً: "نختار العجل الذي لم يتجاوز عمره السنة والنصف، ونضعه في الثلاجة لفترة شهرٍ تقريباً. هذه الخطوات تجعل نكهة اللحم مميزة مقارنة بسائر مطاعم الشواء في الرياض." 

وطبق "قفص السلطان" هو عبارة عن نصف قفص عجل، يقدّم مشوياً ويقطّع أمام الزبائن بطريقة استعراضية، ويرشّ عليه الملح بالطريقة التركية التقليدية، التي باتت مشهورة عالمياً. ومع اختلاف الأطباق التي قدّمت لنا، اختلفت الطرق الاستعراضية التي يقدم فيها النُدُل هذه الأطباق، وهو أمر قد يستغربه الرواد العرب، لكن سيجدونه طريفاً على الأغلب. 

ويبلغ ثمن الطبق الواحد 130 دولاراً تقريباً. لكن، يخبرنا سليم أنه ثمن مقبول لرواد المطعم، الذين يمثلون نخبة المجتمع على حد تعبيره، مؤكداً أنه "مهما اختلفت أنواع اللحوم المشوية التي تقدمها المطاعم في الرياض، الشواء التركي يبقى مميزاً." 

وبعد هذا الغداء الغني بعبق الشرق، اخترنا وجهة مختلفة تماماً للعشاء، قاصدين مزيجاً أوروبياً ما بين المطبخ الفرنسي والإيطالي. 

الموقع هو برج المملكة في الرياض، والذي يعتبر الأعلى في السعودية، وبالتحديد في الطابق الـ 77، حيث يوجد مطعم "سبازيو." وعلى عكس الكثيرٍ من المطاعم النخبوية في الرياض، والتي قد لا يتجاوز عمرها السنوات القليلة، يعتبر "سبازيو" أحد الوجهات النخبوية في الرياض، بعدما اُفتتح في العام 2002. 

موسيقى عصرية، وأضواء خافتة تجعل رؤية أنوار الرياض من الأعلى أكثر سهولة، وثريات زجاجية ومقاعد جلدية بيضاء، وزجاجات من شراب الشامبانيا "السعودي" الخالية من الكحول ترحّب بنا. الأجواء هنا أقرب ما تكون إلى نادٍ أوروبي سريّ. 

يقول مؤسس "سبازيو" ورئيس إدارة مجموعة "AHK،" عبد الرحمن الخثلان، إن مطعمه يحظى بقاعدة جماهيرية تضم أسماء لرؤساء ووزراء ومشاهير من حول العالم. 

وإن كنت قد ارتدت "سبازيو" سابقاً، فقد تتفاجأ إن قمت بزيارته مرة ثانية، فكل ستة أشهر، تعدّل قائمة الطعام تماماً لتعطي رواد المكان تجربة جديدة. كما يفخر الخثلان بأن مطعمه هو الوحيد في الرياض الذي يستضيف دوريّاً طهاة عالميين حائزين على نجوم "ميشلان،" مؤكّدا أن الطاولات تُحجز بالكامل بعد الإعلان عن استضافتنا لطاهٍ معين.

وقد لا يكون المزيج ما بين المطبخين الفرنسي والإيطالي أمراً بديهياً بالنسبة لكثيرين. لكن، أخذ الطاهِ علاء الننه على عاتقه التوصل إلى المزيج المثالي. وبينما هو منهمك في إعداد طبق "تارتار السلمون" المشهور وشوربة الكركند القشدية، يؤكّد الننه أن الكثير من المكونات التي يستخدمها تأتي من الدول الأم المصنّعة لها.