عطلة بمنتجع تزلج في النمسا تتحول إلى كارثة تفشي فيروس كورونا في أوروبا

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة
هكذا ساعد منتجع تزلج نمساوي في انتشار فيروس كورونا في أنحاء أوروبا
Credit: JAKOB GRUBER/APA/AFP/GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن أمضى الدنماركي هنريك ليرفيلدت وقتاً ممتعاً في مطعم وحانة "Kitzloch" بمدينة إيشغل النمساوية الشهيرة بمنتجعات التزلج، لم يدرك أنه سيعود إلى بلده حاملاً فيروس كورونا المستجد مع الذكريات.

والأسبوع الماضي، قال ليرفيلدت، البالغ من العمر 56 عاماً، لـCNN، من داخل حجره المنزلي، الذي يبعد 50 ميلًا عن العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، إنه أمضى وقته في مطعم وحانة "Kitzloch"، في مقاطعة تيرول النمساوية، على طريقة احتفال ما بعد التزلج، "بالكثير من الأشخاص، والكثير من المشروبات، ومع ندل سعداء لأداء مهامهم".

وبعد 4 أيام من عودته إلى المنزل، جاء اختبار ليرفيلدت إيجابياً لفيروس كورونا المستجد، "كوفيد-19"، كما حصل مع أحد أصدقائه الذين سافر معهم. ولكنهما مجرد شخصين من بين مئات الأشخاص من جميع أنحاء أوروبا الذين تعود إصابتهم إلى مدينة إيشغل، وبعضهم تعود مباشرةً إلى مطعم وحانة "Kitzloch"، وفقاً للسلطات الأوروبية.

وقال مالك مطعم "Kitzloch"، برنهارد زانغرل، لموقع الأخبار الألماني "t-online"، في 16 مارس/آذار، إن موظفيه يمكن أن يكونوا قد أصيبوا أيضاً بالفيروس من شخص ما. 

وذكر الموقع أن زانغلل قال إنه من الوقاحة محاولة تثبيت هذا الأمر على شركة واحدة.

وتستقطب إيشغل والقرى المجاورة لها نحو 500 ألف زائر في كل شتاء، من بينهم شخصيات مشهورة أمثال باريس هيلتون، ونعومي كامبل، وبيل كلينتون.

ورغم من تحذير الحكومة الأيسلندية في 4 مارس/ آذار من أن مجموعة من مواطنيها أصيبوا بفيروس كورونا في إيشغل، سمحت السلطات النمساوية باستمرار سياحة التزلج، مع الحفلات المصاحبة لها، لمدة 9 أيام أخرى قبل وضع المنتجع بأكمله تحت الحجر الصحي في 13 مارس/آذار، بينما أغلقت الحانات في 10 مارس/آذار.

وحتى بعد تأكد إصابة نادل بالفيروس، أكدت السلطة الطبية في تيرول، حيث تعد سياحة التزلج على الجليد واحدة من أكبر الدوافع الإقتصادية، في بيان صحفي، في 8 مارس/آذار أنه "لا يوجد داعي للقلق".

واعترفت السلطات النمساوية منذ ذلك الحين بعلاقة المدينة والحانة في انتشار فيروس كورونا.

ونفت حكومة المقاطعة، في بيان أرسلته إلى CNN الأسبوع الماضي، أنها تقاعصت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، قائلة إنها تصرفت في الوقت المناسب وبطريقة فعالة.

وقال عضو مجلس محافظة تيرول المسؤول عن الصحة ومرافق الرعاية والعلوم والبحوث، برنارد تيلج، في البيان "مع الإجراءات التي اتخذت، تمكنت السلطات من احتواء استمرار سلسلة انتشار العدوى".

وقال مكتب المدعي العام في إنسبروك في بيان لـ CNN إنه كلف مكتب الشرطة الجنائية في تيرول بإجراء "تحقيقات للإشتباه في تعريض الأشخاص للخطر عن طريق أمراض معدية"، مضيفاً أنه يدرس احتمالية أن المطعم لم يبلغ عن تأكد إصابة أحد موظفيه بفيروس كورونا في نهاية فبراير/شباط.

وفي 7 مارس/ آذار، بعد 3 أيام من تحذير آيسلندا، تأكدت إصابة نادل عمره 36 عاماً في مطعم "Kitzloch". وأكدت حكومة المقاطعة في البيانات الصحفية أن من بين الـ22 شخصاً الذين اختلط بهم النادل ووضعوا في الحجر الصحي، تأكدت إصابة 15 منهم بفيروس كورونا منذ ذلك الحين.

وقد انتشر فيروس كورونا إلى ما وراء مقاطعة تيرول.

وتظهر أحدث الأرقام المتاحة للحكومة الدنماركية أنه من بين أكثر من ألف و400 حالة في الدنمارك، أصيب 298 بالفيروس في النمسا. وبالمقارنة، تم ربط 61 حالة فقط بالسفر إلى إيطاليا، وهي أكثر البلدان تضرراً في أوروبا حتى الآن.

وحتى 20  مارس/ آذار، علمت السلطات الأيسلندية بإصابة 8 أشخاص بالفيروس في إيشغل على وجه التحديد، بحسب ما أفادت الهيئة الصحية لـ CNN.

وقال كريستنسن، بحسب ما أطلعه الخبراء في أيسلندا، إنهم لم يفهموا كيفية وقوع هذا العدد الكبير من الحالات. ولكن ظهرت صورة أكثر وضوحاً بعدما علم المسؤولون بما يجري داخل الحانات والنوادي المكتظة في إيشغل.

وتابع كريستنسن: "أدركنا أنهم تبادلوا اللعاب" خلال ممارسة الألعاب التي تستخدم المشروبات الكحولية، إذ تضمنت اللعبة بصق كرات كرة الطاولة من أفواههم داخل أكواب شراب البيرة، والتي أعاد أشخاص آخرون استخدامها.

وأفاد ليرفيلدت أن ندل مطعم وحانة "Kitzloch"، ومن بينهم النادل الذي تأكدت إصابته لاحقاً بفيروس كورونا المستجد، استخدموا صافرة نحاسية لتنبيه الأشخاص بإفساح الطريق ليتمكنوا من خدمة الزبائن.

وقال ليرفيلدت إن العديد من الزبائن أطلقوا تلك الصافرة من أجل المزاح.

وقالت رئيسة قسم الإنفلونزا في جامعة فيينا الطبية، مونيكا ريدلبرغر فريتز، لـ CNN، إن الطريقة التي انتشر بها الفيروس في إيشغل تعني أن هناك شخصاً على الأقل أصاب عدداً كبيراً من الأشخاص الآخرين.

وأوضحت ريدلبرغر فريتز أن هذا يعني أنه كان هناك مريضاً لديه حمل فيروسي مرتفع للغاية، وبينما يمكن أن يصيب معظم الأشخاص اثنين إلى 3 آخرين بالعدوى، يمكن لهؤلاء الأشخاص نقل الفيروس إلى 40 أو 50 أو 80 شخصاً".

وأبلغت 4 دول على الأقل حتى الآن عن ارتباط حالاتها بإيشغل، مما يوضح كيف أصبحت القرية الصغيرة، التي لا يتعدى سكانها ألف و600 نسمة، ناقلًا رئيسياً في نشر "كوفيد-19".

وإلى جانب الدنمارك وأيسلندا، تتبّع ألمانيا نحو 300 حالة إلى إيشغل، بأكثر من 80 منها في هامبورغ و 200 في مدينة آلين الصغيرة، وفقاً لوسائل الإعلام الألمانية.

ولم تتمكن CNN من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.