بعد 60 عاماً من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في ألاسكا، اكتسبت حافلة متوقفة في بقعة نائية منذ أربعينيات القرن الماضي، وتُعرف باسم "الحافلة السحرية"، شهرة أدبية وسينمائية. كما شهدت تدفقاً من الزوار في جميع أنحاء العالم، حتى نُقلت مؤخراً لصالح السلامة العامة. فما سر انجذاب الزوار إلى موقعها؟ 

وحتى وقت قريب، كانت الحافلة الشهيرة بلونيها الأخضر والأبيض متوقفةً لنحو 60 عاماً بجوار ضفة نهر، في بقعة نائية في ألاسكا.

بعد نحو 60 عام من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة
زار المغامر إدي هايبك موقع الحافلة في عام 2012Credit: Eddie Habeck

ونقلت هذه الحافلة إلى البرية من قبل شركة بناء في أوائل الستينيات كمأوى ريفي على طول طريق ستامبيدي، ليتم التخلي عنها ونسيانها على الجانب البعيد من قطعة مستنقعات غارقة في النهر، عند الأراضي البرية بالقرب من حيوانات الموس، والصيادين المحليين خارج حديقة دينالي الوطنية مباشرةً، على بعد حوالي 30 ميلاً من أقرب طريق حقيقي من أي نوع.

وكانت أقرب مدينة، هيلي، على بعد 25 ميلاً من الحافلة. حيث من المفترض أن تكون المحطة النهائية للحافلة 142.

الحافلة تأخذ منعطفاً غير متوقع

بعد نحو 60 عام من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة
أزال الحرس الوطني لجيش ألاسكا الحافلة 142 من مسار Stampede في 18 يونيو/حزيران 2020Credit: Sgt. Seth LaCount/Alaska National Guard/AP

وهذا هو المكان الذي كانت فيه الحافلة في ربيع عام 1992 عندما عثر عليها الرحالة، كريستوفر ماكاندلس، البالغ من العمر 24 عاماً حينها أثناء توجهه منفرداً إلى برية ألاسكا على طول ممر ستامبيدي الرطب، حاملاً معه كيساً من الأرز وعدداً من الكتب والكثير من شعور التعطش للحرية والمغامرة.

واحتمى ماكاندلس داخل الحافلة، وعاش من خير الأرض، وقام بتدوين أفكاره بشكل مدهش وحيداً في البرية لمدة 4 أشهر تقريباً قبل أن يعلق في نهر لا يمكن عبوره، ويمرض ويموت من الجوع على الأرجح داخل الحافلة في وقت لاحق من ذلك الصيف.

بعد نحو 60 عام من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة
نقلت الحافلة جواً لصالح السلامة العامةCredit: Alaska Department of Natural Resources/Getty Images

وهذا هو الموقع الذي بقيت فيه الحافلة في عام 1996، عندما كان كتاب جون كراكور الأكثر مبيعاً بعنوان "في البرية" يتابع بدقة رحلة ماكاندلس الضالة لمدة عامين لاكتشاف الذات في جميع أنحاء الولايات المتحدة حتى نهايته المأساوية.

كما أن هذا هو الموقع الذي بقيت فيه الحافلة في عام 2007 عند إصدار فيلم عن القصة، ليأسر جمهوراً أكبر.

وهذا هو الموقع الذي ستستقبل فيه الحافلة قريباً مئات المغامرين سنوياً من جميع أنحاء العالم، ليخوضوا رحلة تمتد لأميال على درب من الوحل، ويعبروا الأنهار الجليدية والبرك لتكريم ذكرى الرحالة الأسطوري الذي سكن الحافلة واتباع خطاه.

وسيقع الزائرون بشكل روتيني في المشاكل هناك. وفي العام الماضي، غرق أحد المتنزهين أثناء محاولته عبور نهر "Teklanika" الجليدي السريع للوصول إلى الحافلة. ومات مسافر آخر وهو يحاول عبور النهر في عام 2010.

وبقيت الحافلة في هذا الموقع حتى نقلت فجأة بطائرة هليكوبتر تابعة للحرس الوطني في ألاسكا، في 18 يونيو/حزيران إلى مكان آمن. وقد تمت إزالة الحافلة التي تعتبر منذ فترة طويلة مصدر جذب خطير، بالتنسيق مع إدارة الموارد الطبيعي، لصالح السلامة العامة.

ويقول إدي هابيك، المغامر المقيم في فيرمونت، الذي انغمس في البحث والتحضير قبل السفر للقاء الحافلة قبل ثماني سنوات: "سمعت أن ذلك يمكن أن يكون خطيراً، وخاصةً الذهاب بمفردك".

وأشار هابيك إلى أنه يحب التحديات، وأنه لطالما كان مفتوناً بألاسكا، وعندما اكتشف أن هذا هو المكان الذي وقعت فيه أحداث فيلم"Into the Wild"، زادت رغبته في زيارة الموقع أكثر.

وقال هابيك إنه درس الرحلة من جميع الزوايا قبل أن يقرر محاولة التنزه هناك وتجربة ذلك بشكل حقيقي.

بعد نحو 60 عام من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة
حاول إيدي هايبك الوصول إلى الحافلة مرتين. وقد نجح في محاولته الأولى وعاد أدراجه في المرة الثانية.Credit: Eddie Habeck

وعند الوصول إلى موقع الحافلة، بعد عبور النهر بشكلٍ سلس والمشي لمدة 6 ساعات ونصف، اتضح لهايبك حينها سبب زيارته بمجرد رؤيته للحافلة الشهيرة.

وقال هايبك: "كان السكون المذهل للمكان هو ما أتى بي إلى هنا". 

بعد نحو 60 عام من توقفها ببقعة نائية في آلاسكا.."الحافلة السحرية" تغادر محطتها الأخيرة
عاد هايبك وزوجته أدراجهما قبل الوصول إلى الحافلة بسبب ارتفاع مستويات نهر Teklanika Credit: Eddie Habeck

ويوضح هايبك، الذي كان ينام في الحافلة تلك الليلة: "لدى البعض منا هذا الحلم بما قد يكون عليه الحال عندما نخرج أنفسنا تمامًا من المجتمع لأنه يبدو جذابًا جدًا، وربما حتى رومانسيًا ، والتحرر من جميع القيود المعتادة في الحياة الطبيعية".

وأشار هايبك :"أعتقد أن الكثير من الأشخاص الذين ينجذبون إلى هذه القصة وهذا المكان ربما يحاولون الحصول على جزء صغير من ذلك."

وفي الوقت الحالي، يعيق ارتفاع مستويات الأنهار بشكل خطير الزيارات إلى الموقع الذي فقد معلمه الشهير، أي الحافلة.  

كما أصبحت السياحة الصيفية متدنية للغاية في المنطقة وفي منتزه دينالي الوطني المجاور بسبب فيروس كورونا. 

ويأمل هايبك أن تظهر الحافلة في مكان ما من جديد.

نشر