دراسة: تحليل خاطئ لجمجمة اعتُقد أنها تنتمي لأصغر ديناصور بالعالم

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن أصبحت موضوع نقاش علمي في العام الماضي، كان يُعتقد بداية أن جمجمة صغيرة مدفونة في كهرمان، يبلغ من العمر 99 مليون عام، تنتمي إلى أصغر أنواع الديناصورات في العالم.

ويشير بحث جديد نُشر يوم الاثنين، بناءً على عينة أخرى من الكهرمان حُفظت بشكل أفضل، إلى أن الجمجمة كانت تعود إلى سحلية من عصور ما قبل التاريخ.

وقال المؤلف المشارك للدراسة الجديدة، خوان دييجو دازا، وهو عالم الزواحف والأستاذ المساعد للعلوم البيولوجية في جامعة "سام هيوستن" في تكساس، ببيان صحفي إنه "حيوان غريب حقًا.. لا يشبه أي سحلية أخرى لدينا اليوم".

وأضاف: "نقدر أن العديد من السحالي نشأت خلال هذا الوقت، لكنها لم تطور بعد مظهرها الحديث.. لذلك، يمكنها خداعنا.. قد يكون لديها خصائص هذه المجموعة أو تلك، لكن في الواقع، لا تتطابق تمامًا".

وأطلق مؤلفو الورقة البحثية الجديدة التي نُشرت في مجلة "Current Biology" اسم "Oculudentavis naga" على هذا الكائن، تكريماً لشعب "النجا" في الهند وميانمار، حيث عُثر على الكهرمان.

وقال المؤلفون إنه من نفس عائلة أو جنس "Oculudentavis khaungraae"، لكن من المحتمل أن يكون نوعًا مختلفًا.

وأوضح داكسا: "نظرًا إلى أن Oculudentavis هو الاسم المستخدم في الأصل لوصف هذا التصنيف، فإن له الأولوية ويجب علينا الحفاظ عليه"، مضيفًا: "التصنيف يمكن أن يكون خادعًا في بعض الأحيان".

وكان الكهرمان، الذي تم الحفاظ عليه بشكل أفضل، يحتوي على جزء من الهيكل العظمي للسحلية، بما في ذلك جمجمتها، مع وجود قشور مرئية وأنسجة رخوة.

ويذكر أن القطعتين من الكهرمان تبلغان من العمر 99 مليون سنة.

وقال المؤلفون إنه كان من الصعب تصنيف هذا المخلوق. ولكن، باستخدام الأشعة المقطعية لفصل وتحليل ومقارنة كل عظم من النوعين، تم اكتشاف الخصائص التي حددت الحيوانات على أنها من فصيلة السحالي.

وشملت هذه الخصائص كون هذه الكائنات مغطاة بالقشور، ونمو الأسنان في عظام الفك مباشرة بدلاً من تشكلها في التجاويف كأسنان الديناصورات، وتمتعها أيضًا بهياكل تشبه عين وعظام كتف السحلية، وعظم جمجمة على شكل عصا الهوكي التي تتم مشاركتها عالمياً بين الزواحف ذات الحجم الكبير.

حقل ألغام أخلاقي

وظهرت بعض الاكتشافات الأكثر إثارة في علم الحفريات في السنوات الأخيرة من رواسب الكهرمان الغنية في شمال ميانمار.

وتجد الكثير من أحجار الكهرمان طريقها إلى الأسواق في جنوب غرب الصين، حيث يشتريها هواة الجمع والعلماء. ورغم ذلك، إلا أنه ظهرت مخاوف أخلاقية بشأن من يستفيد من بيع الكهرمان، خاصة منذ عام 2017، عندما سيطر جيش ميانمار على مناجم الكهرمان.

وقال مؤلفو الدراسة في البيان الصحفي إن الكهرمان اشتراه عالم الأحجار الكريمة، أدولف بيريتي، قبل عام 2017، من شركة مرخصة ليس لها أي علاقة بجيش ميانمار، والأموال التي أتت من البيع لا تدعم الصراع المسلح.

وأوضح المؤلفون أن استخدام العينة يتبع المبادئ التوجيهية التي وضعتها جمعية علم الحفريات الفقارية، والتي طلبت من الزملاء الامتناع عن العمل على أحجار الكهرمان الذي يتم الحصول عليه من ميانمار منذ يونيو/ حزيران 2017.

وقال دازا: "كعلماء نشعر أن مهمتنا هي الكشف عن هذه الآثار التي لا تقدر بثمن، حتى يتمكن العالم بأسره من معرفة المزيد عن الماضي".

وأضاف: "في النهاية، يجب أن يذهب الفضل إلى عمال المناجم الذين يخاطرون بحياتهم لاستعادة حفريات الكهرمان المذهلة هذه".