كيف يتفاعل قطاع السياحة العالمي مع الغزو الروسي لأوكرانيا؟

سياحة
نشر
8 دقائق قراءة
كيف يستجيب قطاع السياحة للغزو الروسي لأوكرانيا؟
Credit: KIRILL KUDRYAVTSEV/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الرياضات المحترفة، إلى هوليوود، مرورًا بالمشروبات والمأكولات، أعلنت العديد من الصناعات عن مقاطعة، وحظر، وأشكال أخرى من التدابير ضد روسيا، ردًا على غزوها العنيف لأوكرانيا. ووصل الدور الآن، إلى قطاع السفر الذي تبنّى هذا التوجه أيضًا.

وأعلنت خطوط رحلات السفن السياحية، ضمنًا الشركات التجارية واسعة الشهرة مثل "كارنيفال"، ومشغّلي الرحلات السياحية، وهيئات الصناعة المختلفة، عن خطط إلغاء الرحلات المستقبلية إلى روسيا، كما حدّت من مشاركة الشركات الروسية في الأعمال التجارية.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب الاضطرابات المستمرة في السفر الجوي، حيث أصدر الاتحاد الأوروبي، وكندا، وموسكو حظر استخدام الفضاء الجوي المتبادل هذا الأسبوع. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء، في خطاب عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس، أن الولايات المتحدة ستغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

وليس مفاجئًا أن يتعامل قطاع السياحة الروسي بالمثل، حيث أوصت وكالة السياحة الفيديرالية الثلاثاء، المواطنين بتفادي السفر إلى الدول التي فرضت عقوبات على روسيا، ونصحت مشغلي السياحة بتعليق حجوزات الرحلات إلى هذه الدول.

وفي الأثناء، أضيئت العديد من المعالم السياحية الشهيرة بلوني العلم الأوكراني الأصفر والأزرق، معزّزة الزخم الحالي المتأتي من العديد من الاحتجاجات المنظمة حول العالم. وعلى مستوى أصغر، أضافت شركات سفر رئيسة مثل منصة الحجوزات "كاياك"، ألوان العلم الوطني الأوكراني إلى شعارها الإلكتروني.

ولكن، كيف ستؤثر هذه الخطوات على قطاع السياحة في روسيا الذي حقق 84 مليون دولار عام 2019؟

ولم يتّضح هذا الأمر بعد. لكن حاليًا، بعض الرياديين في هذه الصناعة قالوا إنّ إظهار الدعم والاتحاد في هذه الصناعة على نطاق واسع، َضروري.

وقالت كاترين شوليه، الرئيسة والمديرة التنفيذية لـ"Global DMC Travel Partners"، وهي شبكة تتألف من شركات إدارة الوجهات المملوكة بصورة مستقلة، لـCNN إنّ "غالبية شركات السياحة، ضمنا شركاتنا، تنظر إلى مهمتنا كسفراء ثقافة عالميين". وتابعت: "في زمن الحرب، من المهم أكثر مشاركة تاريخ، وقيم، وقصص الشعوب المتضرّرة. أكثر من أي وقت مضى، ويتمحور دورنا اليوم على مشاركة وحماية ما يوحّدنا، وليس ما يفرّق بيننا".

إليكم نظرة حول آخر المستجدات في هذا القطاع حتى الآن:

الرحلات الملغاة

كيف يستجيب قطاع السياحة للغزو الروسي لأوكرانيا؟
Credit: YURI KADOBNOV/AFP via Getty Images

مؤلف كتيبات السفر الشهير ريك ستيفز كان بين الأسماء الأولى المهمة في هذه الصناعة، الذي أعلن أنّ شركته السياحية، "ريك ستيفز أوروبا"، ألغت كل الرحلات التي تتضمن محطة لها في روسيا.

وكان ستيفز أعلن قراره هذا في 24 فبراير/شباط من خلال منشور جاء فيه "مهمتنا في RSE (ريك ستيفيز أوروبا) تقتضي مساعدة الأمريكيين على معرفة وفهم العالم بشكل أفضل من خلال السفر، لكن عندما يقصد المسافرون بلدًا آخر، يجلبون معهم دولاراتهم التي من شأنها دعم عدوان بوتين".

وقامت شركة سياحة شهيرة أخرى "جي أدفانتشرز" (G Adventures) ومقرها تورونتو، بخطوة إضافية استجابة لما يجري. وبالإضافة إلى إلغاء كل الرحلات المتضمنة محطات في روسيا، فإن شركة السياحة هذه لن تقبل حجوزات من وكالات سفر روسية أو مواطنين روس كزبائن "في المدى المنظور"، وفقًا لما قاله مؤسسها بروس بون تيب لـCNN.

ولفت تيب إلى أنّ "الهدف من العقوبات، والهدف من اتحاد الكوكب، هو ممارسة ضغط داخلي في البلاد، وكأعمال تجارية، على كل منا الاضطلاع بمسؤوليته".

وأعلنت أيضًا منصة "بيزنسكلاس.كوم" (BusinessClass.com) المتخصصة بالرحلات الفاخرة ومقرها أوسلو رفضها الحجوزات من روسيا،  والمحتوى الخاص بها، على موقعها الالكتروني، وهي خطوة حث المدير التنفيذي جايسون إيكوف زملاءه في هذه الصناعة الإقدام عليها. وكتب على تطبيق "لينكد إن" ما يلي: "أدعو كل شركات السياحة في العالم إلى الانضمام إلينا من خلال استنثاء أي أمر يتعلق بروسيا في الخدمات التي تقدمها، حتى ينتهي هذا الغزو الرهيب وغير المبرر".

تحويل مسارات السفن السياحية

كيف يستجيب قطاع السياحة للغزو الروسي لأوكرانيا؟
Credit: Julian Finney/Getty Images

وكانت شركات مشغلي السفن السياحية بين شركات السياحة الأوائل التي أعلنت تحويل مساراتها المتضمنة محطات في روسيا، بينها شركات رئيسة مثل خط السفن السياحية النروجية هولدينغز (Norwegian Cruise Line Holdings)، وشركة فايكنيغ إند كارنيفال (Viking and Carnival Corporation)، الشركة الأم لخطوط السفن السياحية التسعة.

كما أعلن مشغلون آخرون تغييرات مماثلة، مثل "Atlas Ocean Voyages"، الشركة الجديدة في هذه الصناعة، و"MSC" والعلامة الفاخرة "Sea Cloud"، وفقًا لما قالته لـCNN كولين ماكدانيل رئيسة تحرير موقع "كروز كريتيك" الاكتروني (Cruise Critic) الرائد في مجال صناعة السفن السياحية.

وأضافت ماكدانيل أن تأييد السلام "يتوافق مع القيم الأساسية للعديد من محبي الرحلات البحرية"، لافتة إلى أن "هذا يعكس ما رأيناه في مجالس إدارتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا، حيث أفصح الركاب أنهم سيتحدثون بدولاراتهم أيضًا".

#الوقوف_مع_أوكرانيا #StandWithUkraine

كيف يستجيب قطاع السياحة للغزو الروسي لأوكرانيا؟
Credit: STEVEN SAPHORE/AFP via Getty Images

ونجحت مجموعة سياحة واحدة على الأقل في أوروبا الشرقية بالترويج لهاشتاغ #StandWithUkraine. حيث أعلنت المنظمة غير الربحية "ANTRIM"، التي تمثل القطاع الخاص بصناعة السياحة في مولدوفا، التي تتشارك حدودها الشرقية مع أوكرانيا على مساحة 1223 كيلومترًا، عبر منصة "انستغرام" خططها لفتح الفنادق، ودور الضيافة، والمطاعم أبوابها لاستقبال تدفق اللاجئين الفارين من الحرب في البلاد.

وتوجهت الوكالة إلى اللاجئين عبر موقعها الالكتروني أو مركز معلومات الزوار في كيشيناو بالتالي: "إلى جيراننا الأوكرانيين الأعزاء، نقف إلى جانبكم في هذه الأوقات الصعبة. أجبرتكم الأحداث المؤسفة في بلدكم على عبور حدودنا. نأمل أن تشعركم أرضنا بالأمان". وشاركت الوكالة منشورًا آخر لاحقًا يتضمن تفاصيل كيفية التبرع لحساب توفير بهدف تقديم الدعم المالي الذي أنشأته وزارة المالية في البلاد.

كما أعلنت منصة تأجير أماكن الإقامة خلال السفر "Airbnb" الإثنين، عن تقديم مساكن مؤقتة مجانية لنحو 500 ألف لاجئ أوكراني.

وبالتوازي، أعلن وزير السياحة اليوناني فاسيليس كيكيلياس هذا الأسبوع، عن توفير 50 ألف وظيفة في مجال السياحة للاجئين الأوكرانيين، أو المغتربين اليونانيين.

كما تتجلى مظاهر تضامن أخرى مع أوكرانيا من خلال إضاءة المعالم السياحية الشهيرة حول العالم بلوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر.

ويوم الجمعة، بالتوازي مع تحرك القوات الروسية إلى العاصمة الأوكرانية كييف، أُضيئت العديد من المعالم السياحية بهذين اللونين، منها مبنى "إمباير ستايت" في مدينة نيويورك الأمريكية، وعين المراقبة الشهيرة في لندن، وبرج إيفل في باريس، ومبنى الكولوسيوم في روما.

وفي برلين، توهّجت بوابة براندنبورغ باللونين الأزرق والأصفر في عطلة نهاية الأسبوع. وتجوّل الأحد أكثر من 100 ألف شخص في أرجاء هذا المعلم الشهير في ألمانيا، خلال إحدى أكبر الاحتجاجات المنظمة ضد الغزو الروسي.