دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحرص المصور البريطاني الهاوي، ستيف دارلينغ، على السفر كل عام لتوثيق الحيوانات مثل الدببة القطبيّة، والنمور، ومختلف الحيوانات في القارّة الأفريقيّة. وأدّى شغفه لمجموعة من الصور الساحرة التي التقطها خلال رحلة في منطقة لايكيبيا، بكينيا.
وكان دارلينغ في كينيا رغبةً في تصوير الكلاب البريّة الأفريقية، ولكنه عاد أدراجه بمجموعة من الصور الرائعة لنمرٍ أسود نادر.
سواد نادر
وكان دارلينغ عائدًا من رحلة لمشاهدة الحياة البرية بالسيارة مع مجموعة من الأشخاص، وقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كان الظلام حالكًا جدًا، واستخدم المرشدون أضواء كاشفة محمولة باليد.. لمعرفة ما إذا كانت هناك أي حيوانات ليليّة مثيرة للاهتمام".
وسمعت المجموعة صيحات تحذيرية من نمرين، ثم رأت أنثى نمر تُدعى "جيزا"، أي "الظلام" باللغة السواحيلية.
ووصف دارلينغ أنثى النمر قائلاً إنها "كانت مُدمجة بلون السواد في الليل، ومموَهة تمامًا".
ورغم أنه كانت هناك تقارير عن مشاهدتها، إلا أن النمور السوداء لا تزال تُعتبر نادرة في القارة الأفريقيّة.
وتتمتع بفرو شديد السواد نتيجة طفرة جينيّة تُدعى "الميلانينيّة"، وهي تسبب إنتاجًا مفرطًا للصبغة، أي عكس المهق.
وأبقى المرشدون الأضواء عليها بعد ملاحظة أنها تترصّد شيئًا ما، واتضح أن فريستها كانت عبارة عن ظبي غير محظوظ بعد أن ظهرت معه بين الشجيرات.
وقال دارلينغ: "راقبتنا (جيزا) لبضعة لحظات.. ثم تسلّقت شجرة أكاسيا مع فريستها، وبدأت في الأكل"، وأضاف: "كنت متحمسًا للغاية لرؤية كل هذا وهو يحدث، وكنت أرتجف من الإثارة تقريبًا لكوني في المكان المثالي لالتقاط الصور".
وأشار البريطاني إلى أن التصوير الليلي ليس بالأمر السهل، وشكّل لون "جيزا" الداكن مستوى آخر من التحدّي بالنسبة له.
وخلال مراقبتها، كانت أنثى النمر على بُعد أمتار قليلة من السيارة، بينما كانت على بُعد حوالي 20 مترًا عندما كانت في الشجرة.
ومن الأمور التي يستمتع دارلينغ بها عندما يأتي الأمر لتصوير الحياة البريّة هي إمكانية حدوث أمر غير متوقع في أي وقت، وأكّد البريطاني عند حديثه عن الموقف في كينيا: "كان هذا غير متوقعًا بالتأكيد، وسحريًا أيضًا".
ولم يجرّب دارلينغ التصوير الفوتوغرافي إلا في عام 2007 عندما كان في رحلة مع زوجته، وبقيادة مصوّر مختص بالحياة البريّة.
وقال دارلينغ: "استخدمت الكاميرا الإضافية الخاصة بزوجتي، وبدأت في التقاط الصور تحت إشرافها. وأصبحت مدمنًا على التصوير الفوتوغرافي تمامًا منذ تلك اللحظة".
وقبل ذلك، كان دارلينغ يكتفي بحمل معدّات تصوير زوجته، التي وصفها بـ"المصوّرة الممتازة"، ومساعدتها في رصد الحيوانات لتتمكّن من توثيقها.