دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل أسبوعين، افتُتحت نافورة "تريفي" الباروكية في روما، واصطفّ السيّاح الراغبون بالتقاط صور "السيلفي" على طول ممر معدني تم تركيبه حديثًا، حيث بدأ العمال عملية شاقة ودقيقة لتنظيف التحفة الفنية التي تعود إلى القرن الثامن عشر.
ويمكن للممر المصنوع من سقالات البناء والمغطى بسجادة من الفينيل أن يستوعب 130 شخصًا في وقت واحد، ما يمنح السيّاح فرصة لإلقاء نظرة عن قرب على تمثال "أوقيانوس" وعربته التي تجرها الخيول.
لكن يجب أن يعلم كل من يود زيارة معلم الجذب السياحي أنّ تقليد رمي العملات المعدنية الشهير والقديم في النافورة، محظور الآن. وفي الواقع، سيواجه أي شخص يفعل ذلك غرامة قدرها 50 يورو (54 دولارًا). ويُسمح فقط بإلقاء العملات المعدنية في مسبح مؤقت صغير بين الممشى والساحة المرصوفة بالحصى.
وقال عمدة روما روبرتو غوالتييري لـCNN في مقابلة إن مشروع التنظيف والترميم الذي تبلغ تكلفته 330 ألف دولار سيستمر حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ويشكّل الممر والمسبح المؤقت خطوة ضرورية نحو إيجاد التوازن الدقيق بين الحفاظ على البيئة والسياحة. ومن خلال دراسة فترات الذروة من اليوم التي يُستخدم فيها الممر، ستتمكن المدينة من وضع ضوابط أفضل للحشود.
وأضاف أن "الهدف هو تحسين تجربة الزوار لخلق تجربة فريدة من نوعها للاستمتاع بالنافورة وتجنب الازدحام، ولهذا السبب هناك حد أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم البقاء على هذا الممر، ولكن بعد انتهاء أعمال الصيانة، سيكون هناك حد أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم التواجد داخل منطقة النافورة للاستمتاع بها".
وتبدو من الممر المرتفع، تفاصيل التمثال الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، مذهلة. لكن من هذا المنظور، يمكن للمرء أن يرى أيضًا ملايين الخدوش في الحافة الحجرية على جنب النافورة بسبب العملات المعدنية الطائرة.
ويمكن كذلك رؤية الآلاف من علامات الصدأ الدائرية من العملات المعدنية الموجودة في الماء. وفي كل عام، يتم إزالة أكثر من 1.5 مليون يورو (1.6 مليون دولار) من العملات المعدنية من النافورة وإعطائها لجمعية "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية، لكن رميها أحدث ضررًا بالنصب التذكاري.
وأشار غوالتييري إلى أنه بمجرد عودة النافورة إلى وضعها الطبيعي وامتلائها بالمياه، فإن المدينة ترغب في طرح نظام تذاكر للمساعدة على الحد من الحشود.
وقال إنّ هذا من شأنه أيضًا أن يجعل التجربة أفضل للسيّاح الذين يبدو أنّ العديد منهم سعداء بدفع الثمن.
وكانت السائحة الأمريكية أرلين سبيلينغ، من ولاية فلوريدا، تنتظر في الطابور عند افتتاح الممر لأول مرة. وأعربت عن شكوكها بشأن ما إذا كانت التدابير الجديدة المحتملة ستساعد على ضبط الحشود.
وأعربت في حديثها مع CNN عن "اعتقادها أن الجميع سيدفعون 2 يورو للحضور. إذا كنت مسافرًا إلى هنا، فهي إحدى العناصر الرئيسية (لزيارتها) في روما، أليس كذلك؟".
ويعد مشروع الترميم واحدًا من عشرات المشاريع الجارية في المدينة الخالدة قبل يوبيل الفاتيكان عام 2025، حيث تتوقع المدينة استقبال ملايين الزوار الإضافيين.
وكانت النافورة خضعت لآخر عملية إصلاح وتنظيف في عام 2014، واستغرقت حينها أكثر من عام. ووعد عمدة المدينة بأن تكون نافورة "تريفي" جاهزة خلال 5 أسابيع فقط هذه المرة.
وقال: "نحن نعمل بجدية كي نكون مستعدين لليوبيل، وجميع مواقع البناء التي يفترض أن تنتهي بحلول ديسمبر/ كانون الأول ستنتهي بهذا الشهر".