هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أفغانستان، الدولة التي اشتهرت في العالم بأنها ملاذ للحركات المسلحة وتجارة المخدرات والإرهاب، لم تكن كذلك منذ 44 سنة بالضبط. قبل تلك الفترة، كانت أفغانستان بلداً تقدمياً متحضراً يتمتع معظم سكانه بالثقافة والعلم. كانت أفغانستان بلداً مسالماً يسوده الأمان في ظل حكم الملك محمد ظاهر شاه الذي أطيح به في 17 يوليو 1973.
بعد ذلك حدث انقلاب آخر، هذه المرة لصالح الاتحاد السوفيتي، الذي تسبب بقيام حركات الجهاد ضد الاستعمار السوفيتي، وتلا ذلك وصول حركة طالبان إلى الحكم ودخول تنظيم القاعدة بقوة على خط السلطة.
أعرف أن الأفغان حالياً عندما يغادرون بيوتهم للذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة أو مجرد التسوق، فإنهم يضعون في حسبانهم بأنهم قد لا يعودون أحياء إلى بيوتهم. وفي الهجوم الإرهابي الأحدث الذي وقع يوم الأربعاء في 31 مايو / أيار في العاصمة الأفغانية كابول ضد المدنيين، قتل أكثر من 100 شخص وأصيب أكثر من 400 شخص عندما انفجر الف كيلوغرام من المتفجرات وضعت في صهريج للمياه في قلب كابول.
في تقاطع زنبق المزدحم عادة، والذي يعتبر منطقة دبلوماسية يفترض أن تكون الإجراءات فيها مشددة للغاية، نجح الإرهابيون في قيادة تلك السيارة الضخمة دون أن يثيروا الشبهات إلى منطقة قريبة من السفارة الألمانية، الأمر الذي تسبب بموت الكثيرين من الأبرياء.
بعد ذلك الحادث المأساوي، قام ثلاثة أشخاص انتحاريين بتفجير أنفسهم وسط الناس الذين تجمعوا لحضور مراسم جنازة الضحايا الأبرياء الذي سقطوا عندما أطلقت الشرطة الأفغانية النار عليهم بسبب احتجاجهم على الظروف الأمنية في البلد.
حكومة الوحدة الوطنية الحالية في أفغانستان يجب تحميلها أكبر مسؤولية عن الفشل الحكومي الذريع. الحكومة وجهت اتهاماتها ضد باكستان وشبكات حقاني على ما وصل إليه الحال في كابول في هذه المرحلة. وقد تم تخفيض الإجراءات الأمنية بشكل كبير منذ وصول غاني إلى الحكم منذ حوالي سنتين ونصف، وتظهر الإحصائيات ازدياد عدد الهجمات الإرهابية خلال هاتين السنتين.
الانتخابات الأفغانية، التي تبين فيما بعد أنها كانت مزيفة لصالح الرئيس الحالي الدكتور محمد اشرف غني، رفضها في البداية منافسه في الانتخابات الدكتور عبد الله عبدالله. وبسبب عدم التوصل إلى حل سياسي حول هذا الخلاف، اقترحت الولايات المتحدة تشكيل حكومة وحدة وطنية لتقاسم السلطة بين غني و عبد الله، حيث أصبح غني هو الرئيس وأصبح عبد الله الرئيس التنفيذي.
الرئيس أشرف غني لم يعش في أفغانستان مطلقا خلال فترة الاضطرابات والاحتلال السوفيتي أو بين المجاهدين, لكنه خدم فترة لفترة قصيرة في الحكومة الانتقالية لكرزاي عام 2003 كوزير للمالية. الآن، بعد وصوله إلى منصب رئيس للجمهورية بفضل مافيا البشتون، استطاع البشتون أن يتخلصوا من جميع الشخصيات الجهادية الرئيسية في الجيش الأفغاني والأجهزة الأمنية لأنهم يعتبرون أعداء لطالبان.
ومن ناحية ثانية، استطاع عناصر سابقون في حركة طالبان وبعض الجماعات الإرهابية التسلل إلى أكثر القطاعات الحكومية حساسية بسبب عدم إخضاعهم للتحقيقات والدراسات الأمنية المناسبة. معظم هذه الهجمات الإرهابية المعقدة ما كانت لتحدث لولا تواطؤ بعض القوي الأمنية مع الإرهابيين.
في واقع الأمر، وجد الإرهابيون فرصة سانحة للتوغل في صفوف القوى الأمنية والجيش، ومن المثير للدهشة أنه لم يتقدم أحد من المسؤولين العسكريين أو الأمنيين أو السياسيين باستقالته أو يقال من عمله بعد تفجير كابول.
يبدو أن العالم يجب أن يتدخل مرة أخرى في أفغانستان قريباً قبل أن يتأخر الوقت وتخرج الأمور عن السيطرة ويتشكل تنظيم إرهابي جديد في المنطقة.