تعذيب وحشي وعنف مفرط.. صحفيان يرويان لـCNN ما تعرضا له على يد طالبان

العالم
نشر
5 دقائق قراءة

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – كشف صحفيان في موقع "EtilaatRoz" لـCNN أنهما اعتُقلا وضُربا على يد طالبان بسبب تغطيتهما احتجاجات كابول مطلع الأسبوع الجاري.

وقال الصحفي المتخصص بمقاطع الفيديو، نعمت نقدي، ومتقي دريابي، الذي يعمل في تعديل الفيديوهات، السبت، إنهما تعرضا للاعتقال عندما كانا يغطيان احتجاجات نسائية شهدتها كابول الأربعاء، ضد تدخل باكستان في أفغانستان، ومن أجل مناصرة حقوق المرأة.

ونُظمت المظاهرات في محيط مركز شرطة، وأكد نقدي ودريابي أنهما اقتيدا إلى داخل المركز وتعرضا لضرب مبرح.

وحاولت CNN التواصل مع طالبان للتعليق على ما قاله الصحفيان دون أن تتلقى ردا حتى كتابة هذا الخبر.

وقال نقدي: "لقد ضربوني بقوة مفرطة حتى ظننت أنها نهاية حياتي"، وأضاف: "لقد ضربوني على يدي بقوة مفرطة إلى درجة أنني لم أستطع تحريكها خلال اليومين الماضيين قبل أن تتحسن، تعرضت عيني اليسرى لضرر بالغ لدرجة أن بها احمرار حتى الآن، وأنا قلق، لأنني لا أستطيع سماع شيء بأذني اليسرى، فيها صوت ضوضاء مزعج، تلقيت 4 أو 5 صفعات قوية جدا على وجهي"، حسب قوله.

وأضاف الصحفي نفسه قائلا: "لقد دهسوا على رأسي من الجهة الأخرى وكانوا يضغطون رأسي بقدمهم، لقد كان رأسي على أرضية من الموزاييك، وكنت أحاول سحب نفسي من شدة الألم وأن أطلب منهم ضربي على جميع الجهات وعدم توجيه الضربات إلى منطقة الظهر فحسب، لقد أدموا وجهي"، حسب قوله.

وتابع نقدي قائلا: "استخدموا العنف إلى درجة أن أحدهم كان يسحبني من رأسي ووجهي والثاني يجذبني من خاصرتي، قيدوا يدي وقدمي ودفع أحدهم قدمي... انتابني شعور بأن رقبتي قد تُكسر، أو أن ظهري قد يُكسر"، على حد تعبيره.

من جانبه، قال دريابي: "عندما اعتقلتنا قوات طالبان وأخذتنا إلى مركز الشرطة، عذبونا باستمرار لمدة 10 دقائق رغم أنني لم أكن بحالة تسمح لي بتذكر الوقت بالضبط، لقد ضربوني بكل ما وقع بين أيديهم"، حسب قوله.

وتابع الصحفي قائلا: "من المحتمل أن تهدد وتعذب طالبان الصحفيين من الآن وصاعدا، استمرار تصرفاتهم هذه سيشكل خطرا على حكومتهم"، حسب قوله.

وأضاف دريابي قائلا: "لقد أعلنوا للصحفيين في مؤتمر صحفي بأنهم سيمنحوهم إذنا بالاستمرار بممارسة عملهم لكن ضمن الاحكام الإسلامية فقط، أعتقد أن هذه التهديدات لا تزال موجودة، لن يتوقف الصحفيون، إنهم جزء آخر من المجتمع، وهم أشخاص يعبرون عن صوت الشعب"، حسب قوله.

وقال رئيس تحرير الموقع، زكي دريابي، لـCNN إنه يأمل بأن "تتفاعل قيادة طالبان مع هذا التعذيب المستمر والوحشي لزملائنا في المقام الأول، وأن يُحاسب أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة وفعل التعذيب في مركز شرطة المنطقة الثالثة، يجب عرضهم على النيابة العامة"، حسب قوله.

وأضاف دريابي قائلا: "ثانيا، لقد انتظرنا من الإعلام الأفغاني والعالمي ألا يصور الأمر على أنه هجوم على EtilaatRoz، لكن على أنه هجوم على جميع وسائل الإعلام وأن الأمر يتعلق بحرية التعبير"، حسب تعبيره.

وكان نقدي ودريابي من ضمن 14 شخصا اعتُقلوا على مدار يومين من الاحتجاجات في كابول، وفقا للجنة حماية الصحفيين، 6 منهم على الأقل "تعرضوا للعنف خلال فترة اعتقالهم أو توقيفهم"، وفقا للجنة.

وقالت اللجنة في بيان: "يجب على طالبان الكف عن توقيف الصحفيين في أفغانستان، وإنهاء ممارسة العنف ضدهم، والسماح لوسائل الإعلام بالعمل بحرية وبدون خوف من الانتقام"، حسب قولها.

وحدثت الاحتجاجات في منطقة "دشت برشي" في العاصمة الأفغانية، والتي تسكنها غالبية شيعية من إثنية هازارا والذين عُرفوا بتعرضهم للاضطهاد من جانب طالبان في الماضي.

واعتقلت طالبان عددا من المحتجين لكن يبقى عددهم غير واضح، وقدر شهود عيان عدد المشاركين في المظاهرات بـ300 و500، وهي إحدى أكبر المظاهرات التي شهدتها أفغانستان منذ سيطرة طالبان على البلاد.