محكمة هولندية تدين روسيين وانفصاليا أوكرانيا بالمؤبد والغرامة بتهمة إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
طائرة ركاب
Credit: Piroschka van de Wouw - Pool/Getty Images

أمستردام، هولندا (CNN)--أدانت محكمة هولندية، الخميس، روسيين، وأوكرانيا انفصاليا، بالسجن المؤبد والغرامة، بتهمة ارتكاب جريمة قتل جماعي لتورطهما في إسقاط رحلة الخطوط الجوية الماليزية MH17 فوق شرق أوكرانيا عام 2014.

وأدين إيغور جيركين ، العقيد السابق في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وسيرغي دوبينسكي، الذي عمل في وكالة المخابرات العسكرية الروسية، كما أدين الانفصالي الأوكراني ليونيد خارتشينكو، الذي يعتقد أنه قاد وحدة قتالية في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، في يوليو عام 2014.

وحُكم على الثلاثة بالسجن مدى الحياة، وأمروا بدفع أكثر من 16 مليون يورو للضحايا، لكن بما أن الإدانات صدرت غيابيا، فمن غير المرجح أن يقضي أي منهم مدة عقوبته.

وتمت تبرئة المشتبه به الرابع، وهو المواطن الروسي أوليغ بولاتوف، وهو جندي سابق في القوات الخاصة الروسية.

وقالت المحكمة عقب النطق بالحكم: "إن التسبب في تحطم الطائرة MH17 وقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها يشكل اتهاما خطيرا، والعواقب وخيمة للغاية، وموقف المتهمين يستحق اللوم للغاية، بحيث أن فترة سجن محدودة لن تكون كافية".

وأضافت المحكمة إن الطاقم أطلق عمدًا الصاروخ الذي أسقط الطائرة.

ووجدت المحكمة أن الرحلة MH17 أصيبت بصاروخ "بوك" الروسي، أُطلق من أرض زراعية خارج قرية في شرق أوكرانيا كان يسيطر عليها متمردون موالون لروسيا تحت سيطرة موسكو، وأن النظام الصاروخي قد تم إعادته لروسيا بعد الضربة.

وقضت المحكمة بأن الرجال الثلاثة المدانين لعبوا جميعا أدوارا رئيسية في نظام بوك ونقل طاقمه إلى أوكرانيا، على الرغم من أنها لم تجد أدلة كافية لتحديد من أطلق الصاروخ.

وقال رئيس المحكمة، هندريك ستينهويس، إن المحكمة وجدت أن إطلاق الصاروخ على الرحلة، كان عملا وقع مع سبق الإصرار، بهدف إسقاط طائرة، وبينما اعتقد الطاقم على الأرجح أنهم كانوا يطلقون النار على طائرة عسكرية، كان من الواضح لهم أنه لن ينجو أي شخص على متن أي طائرة يتم استهدافها.

كما قضت المحكمة بأنه نظرا لأن المتهمين ليسوا أطرافا رسمية في النزاع، وبالتالي لا يتمتعون بالحصانة القتالية، لم يسمح لهم بإسقاط أي طائرة.

كانت الرحلة MH17 في طريقها من أمستردام، إلى كوالالمبور في 17 يوليو 2014، عندما تعرضت لإطلاق النار عليها فوق الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا، وقُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 298 شخصا، من بينهم 15 من أفراد الطاقم، و283 راكبًا من 17 دولة.

ووقع الحادث خلال المرحلة الأولى من الصراع بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، والذي شكل مقدمة لغزو موسكو الكامل لأوكرانيا في 24 فبراير من العام الجاري.

وجاء حكم اليوم، بعد محاكمة استمرت عامين في مجمع شيفول القضائي في بادهوفيدورب، ويمثل المرة الأولى التي يصدر فيها حكم مستقل بشأن الحادث، وقد يوفر قدرا ضئيلا من العدالة لعائلات الضحايا.

وقال أحد الخبراء القانونيين لوكالة "رويترز"، إن الحكم قد يؤثر على قضايا أخرى تتعلق بروسيا، بما في ذلك قضية أمام محكمة العدل الدولية العليا في الأمم المتحدة.