افتتاح اجتماعات دبي بغياب نتنياهو ومعارضي العولمة

1437 (GMT+04:00) - 23/09/03

أجواء هادئة في اليوم الأول للاجتماع

دبي، الإمارات العربية (CNN) -- بدأت صباح الثلاثاء، الاجتماعات الرسمية لاجتماعات مجلسي المحافظين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بغياب أبرز عنصرين مهمين خُشي البعض أن يؤثرا على الاستعدادات الرسمية الحثيثة لإنجاحه، وهما عدم حضور وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغياب المظاهرات لمعارضي العولمة التي شهدتها الاجتماعات الدولية السابقة.

وفي حين بدت دبي، التي تحتضن هذه الاجتماعات لأول مرة في العالم العربي، هادئة منذ الصباح، بعد أن عطلت دوائرها الرسمية والمدارس لتخفيف زحمة السير المعتادة، شهدت منطقة الاجتماعات إجراءات احتياطية أمنية عالية، مع تحليق للمروحيات لمراقبة الأجواء.

وبحسب الجدول الذي وزع على الصحفيين، فستنقسم فعاليات اليوم الأول من الاجتماعات إلى جلستين صباحية وأخرى تعقد في الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي.

واشتملت الجلسة الأولى على كلمات ألقاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وزير المالية والصناعة الإماراتي، ونائب حاكم دبي، وأخرى لرئيس مجلس المحافظين ألقاها رئيس البنك الدولي ورئيس صندوق النقد الدولي.

كما قدم بعد ذلك تقريران من قبل رئيس لجنة التطوير ورئيس لجنة التمويل والنقد الدولي.

إجراءات أمنية للداخلين على مقر الاجتماع

وحفلت الصحف المحلية بملاحق مخصصة لتغطية الاجتماعات، مع إجراء العديد من المقابلات، وإن كانت الافتتاحيات تحدثت عن قضايا غير محلية، حيث كان رأي البيان، الصحيفة الحكومية اليومية الصادرة من دبي، حول استمرار "عمليات العنف والهجمات المسلحة، التي تستهدف الأمم المتحدة في العراق، مما يؤكد أن هناك رغبة قوية لدى أطراف عديدة في إبعاد المنظمة الدولية عن الملف العراقي لاستعادة الشرعية الدولية المفقودة في هذه القضية المتفجرة."

في حين كان رأي صحيفة الاتحاد، الصادرة عن حكومة أبوظبي، حول تصاعد التوتر في مناطق السلطة الفلسطينية واستمرار إسرائيل في بناء الجدار الفاصل.

ولوحظ منذ الصباح الباكر غياب أي فعاليات لمنظمات وحركات المجتمع المدني المعارضة للعولمة، بل بقيت الخيمة المخصصة لهم والمقامة أمام فندق المؤتمرات، بقيت خالية حتى وقت الظهيرة.

وفي أجواء مشمسة ودرجة حرارة تتراوح حوالي 40 درجة، بدا الانتقال من الأجواء المكيفة داخل الفندق لعبور الشارع والسير لمدة نحو 15 دقيقة للوصول إلى الخيمة المكيفة والتي صممت لتتسع 450 شخصا، غير مغر بالنسبة لكثير من المعارضين بل وحتى للصحفيين.

المتظاهرة الوحيدة في اجتماعات دبي 2003

وبحسب أحد عناصر الأمن الموكلين بحماية ومراقبة منطقة الخيمة، فإن سيدة واحدة من معارضي العولمة قد جاءت وجلست لنحو ساعتين في الخيمة قبل أن تغاردها.

ونقلت وكالة انباء رويترز، أن مواطنة بريطانية لم تهتم كثيرا بحرارة الجو في دبي نظمت الثلاثاء الاحتجاج الوحيد الظاهر على اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في دبي التي تشهد اجراءات امنية مشددة.

وشاهد مصور صحفي محلي البريطانية كورين ماكسويل ريد وهي تعلق لافتة كتبت عليها "اوقفوا صندوق النقد الدولي" وقفت على بعد بضعة كيلومترات من مركز الاجتماعات الخاضعة لاجراءات امن مشددة.وغادرت المحتجة المكان بعد بضع دقائق ولم يصل صوتها الا الى بضعة انفار من الشرطة والمارة.

وخصص منظمو الاجتماعات خيمة مكيفة الهواء للمتظاهرين المعادين للعولمة لكن لم تتجسد بعد اي احتجاجات. وشهدت اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي في السابق احتجاجات حاشدة اعقبها اعتقال المئات.

تجهيزات الخيمة منالداخل التي لم يستظل بها معارضو العولمة

وتبلغ مساحة الخيمة المكيّفة، نحو 20 مترا بعرض نحو 8 أمتار، وقد جهّزت بداخلها طاولات وماء بارد وفرشت بالسجاد، بل وعلٌقت في سقفها الثريات، غير أن كل تلك الأجواء المرّفهة لم تغر أحداً بالذهاب.

وقد يكمن ذلك في الإجراءات التي ينبغي للزائر أن يقوم بها إلى "واحة المعارضين" في "صحراء العولمة".. فقطع الشارع الفاصل بين مقر الاجتماعات ومقر المعارضين يعقبه سؤال أجهزة الأمن التي لم تؤل جهدا في مرافقة مراسل CNN، للداخل بعد أن مرّ بثلاث نقاط أمنية.. وهناك يخيّر بين سلوك طريق إسفلتي دائري لكنه طويل، أو قطع الطريق الرملي الصحراوي المختصر، والذي يبلغ طوله نحو 50 مترا. وبالطبع، قبل كل ذلك، يجب ان يكون اي فرد يرغب بالتوجه نحو الخيمة مسجلا رسميا وحاصلا على التصريح المصدق من قبل الجهات الأمنية..

ووفقا لأحد أفراد الأمن، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن الاستعدادات بدأت منذ نحو عام في التدّرب على الأجواء والأوضاع الحالية.

وأضاف المسؤول الأمني الإماراتي لـCNN ، أن الإرشادات كانت واضحة بالتعامل مع المعارضين -في حال قدومهم- وذلك بعدم الاحتكاك بهم، إلا في حال حدوث خلل أو شغب يتمثل في قيام المتظاهرين باللجوء إلى التكسير أو رمي الحجارة أو ما شابهها من أعمال.

خيمة المعارضين .. تجهيزات متقدمة وطريق صعبة

غير أن كل شيء بدا هادئا، وبقيت حافلتا مكافحة الشغب اللتين أحضرتا تحسبا للطوارئ واقفتين على جانب الطريق.

ويتوقع زياد عبدالصمد، المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، وهي عضو مؤسس للعديد من الحركات الدولية المناهضة للعولمة، عدم حدوث مظاهرات لمناهضي العولمة حتى نهاية الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الحالية.

ويذكر ان نحو 80 فردا من مؤسسات المجتمع المدني عالميا حضروا للأجتماعات، ولكنهم سيحضرون النقاش فقط دون تظاهر..

ويرجح البعض عدم حضور المتظاهرين لأجتماعات كنكون في المكسيك التي عقدت قبل فترة قصيرة من لقاء دبي، إضافة الى ارتفاع كلفة السفر وشح الموارد المالية لدى تلك الهيئات، علما ان النرويج قامت بتغطية كلفة مشاركة 40 من ممثلي المجتمع المدني.

ويرى البعض ان منظمات وجمعيات المجتمع المدني اعتمدت وسيلة الحوار مع المؤسستين الدوليتين في اجتماعات دبي، وبالتالي قررت عدم مصاحبتها بحركات احتجاجية ومظاهرات خارج الاجتماعات، بحسب ما ذكرت صحيفة البيان الصادرة الثلاثاء.

وفي حين تميز اليوم الأول من الاجتماعات بالهدوء، فإن الأيام السابقة شهدت عدداً كبيرا من الندوات والمؤتمرات والاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف التي عقدت على هامش الاجتماعات والتي بلغت اكثر من 500 ندوة واجتماع ومؤتمر صحفي عقدت خلال الأيام الستة الماضية.