نيويورك، الولايات المتحدة (CNN) -- لم يستغرب خبراء من سرعة تحديد هوية الرئيس العراقي السابق المعتقل صدام حسين بواسطة تحاليل الحمض النووي، حيث إن مدة 12 ساعة تبدو كافية بالنسبة إليهم للحصول على نتائج الفحص. وقال الخبير روبرت شيلر الذي يدير قسما متخصصا لمثل هذه الفحوصات في أحد المختبرات الأمريكية المعروفة لأسوشيتد برس إنّ الأمر ليس مفاجئا حيث "أنه بإمكانك فعل ذلك إذا ركّزت فقط على عينة واحدة." وأعلنت الولايات المتحدة أنها اعتقلت صدام حسين في الساعة الثامنة من مساء السبت بتوقيت بغداد، ثم أعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق عبد العزيز الحكيم بعد ظهر الأحد أن فحص الحمض النووي أثبت أن المعتقل هو صدام حسين فعلا. وقال مسؤول من البنتاغون أن صدام حسين صرّح بهويته عندما تمّ اعتقاله وأن خبراء أمريكيين قاموا بفحص الحمض النووي، أيضا. ومن شأن الفحص أن يثبت أن الشخص المعتقل ليس شبيها بصدام الذي اعترف سابقا أنه له عدة شبيهين. وفي الظروف العادية، لا تسلّم المختبرات العلمية نتائج فحص الحمض النووي إلا في غضون شهر، ويمكن لتلك المدة أن تختصر إلى خمسة أيام فقط في حال دفع طالب الفحص أموالا إضافية، وذلك وفق مارك ستولورو المدير التنفيذي في أحد المختبرات الأمريكية المعروفة. وأضاف مارك أن التركيز على عينة واحدة يجعل من استخلاص نتيجة فحص حمضها، ممكنا في غضون أربع وعشرين ساعة "وأنّ إعداد مخبر منذ مدة طويلة لتحديد شخص مثل صدام يمكن أن يسرّع الأمر أكثر."غير أنه أضاف أنه لا يمكن أن يعطي حدّا أدنى لذلك. ويحدد العلماء هوية شخص ما بأخذ عينة بيولوجية منه، يفضّل أن تكون من الفم، ومن ثمّ يقارنون بين نتيجة فحصها ونتيجة فحص عينة أخرى تخصّ الشخص ذاته، تكون بحوزتهم من قبل. وفي أبريل/نيسان، إبان سقوط بغداد، وأثناء توعد واشنطن صدام بالعثور عليه، وانتشار أنباء كانت مجرد شائعات عن مقتله، أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون أنّ بحوزتهم الحمض النووي لصدام حسين. وأثناء عملية الفحص، يتولى المختبر دراسة 13 منطقة من مناطق الخريطة الجينية للحمض النووي، وتتألف تلك الخريطة من سلسلة طويلة من الرموز الكيميائية، بما يشبه تسلسل كلمات في رسالة تمّت كتابتها بالاعتماد على أربعة حروف فقط. وفي المناطق الثلاث عشرة للعينة، تتكرر الحروف الأربعة، فيما يختلف عدد تلك المرات من شخص إلى آخر. ويقوم المختبر باحتساب عدد مرات تكرار الحروف في المناطق الثلاث عشرة ومن ثمّ يقوم الخبراء بجملة مقارنات قبل تحديد الحمض النووي لشخص ما. وإذا تطابقت نتائج عينتين فإن ذلك يعني نظريا وبصفة لا تدع مجالا للشكّ أنّهما مأخوذتان من نفس الشخص أو من توأم. | 
