باريس، فرنسا (CNN) -- تقدم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الأحد باعتذار عن المعاملة السيئة التي تعرض لها بعض المعتقلين العراقيين على يد الجنود البريطانيين. وقال بلير في حديث لقناة 3 الفرنسية " نعتذر بشدة لأي شخص تعرض لمعاملة سيئة بواسطة جنودنا." ووصف بلير ما حدث بأنه "غير مقبول بشكل كامل ومطلق، لقد ذهبنا للعراق للقضاء على هذا النوع من الإساءات، وليس للتورط فيها." ووعد بلير بمعاقبة كل من يثبت مشاركته في تلك الأعمال. ويقول المراقبون إن اعتذارات بلير تعد محاولة للرد على الحملة الشديدة التي تتعرض لها حكومته وإدارة حليفه الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد انتشار المعلومات التي تؤكد تعرض المعتقلين العراقيين للإساءة داخل المعتقلات العراقية. وقد جاءت اعتذارات بلير متزامنة مع إعلان أعضاء في الكونغرس الأمريكي، أن المجلس سيحقق في تعامل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد مع فضيحة سجن أبو غريب رغم دعوة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني للمشرعين بمنحه بعض الوقت. وكان تشيني أصدر بيانا السبت يدعم فيه رامسفيلد ويصفه بأنه "أفضل وزير دفاع شهدته الولايات المتحدة"، ويطلب فيه من "الأمريكيين أن يدعوه يقوم بواجبه." وعلى صعيد آخر قال قائد المعتقلات الأمريكية في العراق، اللواء جيفري ميلر، إن الجيش الأمريكي لا يعتزم إغلاق سجن أبوغريب، وعزا الانتهاكات المهينة في حق السجناء العراقيين إلى عدم التزام الجنود والقادة بالسياسات الموضوعة. وبالرغم من نية الولايات المتحدة تخفيض عدد سجناء أبوغريب، أكد القائد الجديد استمرار عمليات الاستجواب في المعتقل. وأرجع ميلر، الذي أشرف على المعتقلات الأمريكية في غوانتينامو بخليج كوبا الانتهاكات إلى "ضعف القيادة والإشراف." وأنكر المسؤول العسكري الأمريكي أن التقرير، المكون من 215 صفحة، والذي أعده في أعقاب إرسال فريق تقييم إلى العراق في أواخر أغسطس/ آب، وأوصى فيه باستخدام الشرطة العسكرية "لتليين" المعتقلين لغرض الأستجواب، هو الذي أدى إلى الانتهاكات التي شهدها أبوغريب خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2003. وتجدر الإشارة إلى أن تقرير ميلر الضخم ركز على إيجاد سُبل لشحذ أساليب الاستجواب المتبعة آنذاك. | 
