واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- اعتذر الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس، في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله، أنّه أبلغ ضيفه "أنه آسف للإهانات التي لحقت معتقلين عراقيين والإهانات التي عانت منها عائلاتهم." وقال بوش "لقد أخبرته ( العاهل الأردني ) أيضا أنني آسف لأنّ الأشخاص الذين شاهدوا هذه الصور لم يفهموا الطبيعة الحقيقية وقلب أمريكا، وأكّدت له أن الأمريكيين، مثلي، لم يعجبهم ما شاهدوا وأنّ ذلك جعلنا نشعر بألم في أمعائنا." وأضاف بوش "لقد أوضحت لجلالته أنّ قواتنا في العراق هم أفضل الأفضل، مواطنون أمريكيون رائعون يمثلون أفضل القيم." يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه داخل الولايات المتحدة وخارجها ردود الأفعال إزاء الصور التي أظهرت معتقلين عراقيين وهم في أوضاع مذلة داخل سجن أبو غريب في بغداد. كما يأتي ذلك بعد يوم فقط من مخاطبة الرئيس الأمريكي العرب عبر قناتين ناطقتين باللغة العربية حول هذه الصور، وهو أمر اعتبره البعض ومن ضمنهم، المرشح الديموقراطي للانتخابات الأمريكية جون كيري، بأنه غير كاف وأنه كان يتعين على بوش الاعتذار. وفي محاولة لإحتواء عاصفة الغضب التي أثارها نشر صور التجاوزات المهينة، تعهد الرئيس بوش، في حوار مع قناتي "الحرة" و"العربية" الفضائيتين بتحقيقات مستفيضة في هذا الشأن ومعاقبة مرتكبيها. وأفاد بوش في حديثه للعربية "نسلّم بمفهوم البراءة وحتى الإدانة في نظامنا الذي يتسم بالشفافية والانفتاح، فالأمر خطير، وينعكس بصورة سيئة على بلادنا." وقارن الرئيس الأمريكي بين انتهاكات النظام العراقي السابق والتجاوزات الأمريكية قائلاً "نؤمن بالشفافية لأننا مجتمع حر، وهذا ما تقوم به المجتمعات الحرة، وعلى نقيض تام عن الحياة تحت سلطة صدام حسين." وتابع قائلاً "جلادوه المدربون لم يقدموا أبداً للمحاكمة، وفي عهده، لم تكن هناك تحقيقات بشأن سوء معاملة الناس." وأبلغ مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض CNN أنّ الرئيس الأمريكي جورج بوش "أعرب عن انزعاجه بصفة شخصية" لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد بشأن الطريقة التي تلقّى بها المعلومات حول التهم المتعلقة بانتهاك حقوق معتقلين عراقيين في سجن أبو غريب على أيدي الجنود الأمريكيين. وقال مسؤول الأربعاء إنّ بوش اجتمع برامسفيلد واشتكى من معرفته بوجود الصور التي تظهر معتقلين عراقيين وهم يتلقون إهانات وإذلالا، عبر وسائل الإعلام. وقال المساعدون إن الرئيس شكا إلى رامسفيلد من أنه لم ينبهه تماما إلى التفاصيل، غير أنّ وزير الدفاع نفسه قال إنه هو أيضا "شعر أنه لم يعرف شيئا كان ينبغي أن يعرفه." غير أن بوش شدّد في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع العاهل الأردني أنّه متمسك بوزير الدفاع وراض عن أدائه. وبالرغم من تصاعد دعوات من الكونغرس إلى إقالة أو استقالة وزير الدفاع، أعلن البيت الأبيض الخميس أنّ الرئيس جورج بوش مازال يريد ان يبقى رامسفيلد في منصبه. | 
