بيروت، لبنان (CNN) -- فيما أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، موافقة الحزب على قرار مجلس الأمن الدولي، الخاص بوقف العمليات القتالية في جنوب لبنان، كشف مسؤول لبناني رفيع لـ CNN أن وزيري حزب الله في الحكومة اللبنانية، أعلنا أن الحزب لن يوافق على تسليم أسلحته في المنطقة جنوب نهر الليطاني. وقال محمد شطح أحد مستشاري رئيس الوزراء اللبناني، رداً على سؤال حول رفض حزب الله نزع أسلحته: "هذا الموقف يتعارض مع ما أعلنه حزب الله بنفسه الأسبوع الماضي." وأضاف في تصريحاته لـ CNN خلال اجتماع الحكومة اللبنانية: "لن نسمح بأن يثير هذا الأمر انقساماً في الموقف اللبناني الموحد"، وأضاف إن حزب الله أعلن أنه سيدعم أي توافق وطني يتم التوصل إليه. وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، قد أعلن في وقت متأخر مساء السبت، موافقة الحكومة اللبنانية بالإجماع، على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الخاص بإنهاء العمليات القتالية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان. ونفى وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع للحكومة اللبنانية، وجود أية انقسامات، ولكنه أشار إلى أن الحكومة أبدت عدداً من الملاحظات على القرار الأممي. وقال العريضي إن الحكومة اللبنانية تطالب الرئيس الأمريكي جورج بوش بالعمل على وقف "الإرهاب الإسرائيلي المتواصل على الشعب اللبناني"، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية تستمر في "الأعمال العدائية" رغم صدور قرار مجلس الأمن. وأشار وزير الإعلام اللبناني، إلى أن الحكومة ستعقد اجتماعاً استثنائياً في السادسة من مساء الأحد، بتوقيت بيروت، لمتابعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ هذا القرار. إلى ذلك، نقل التلفزيون الإسرائيلي عن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، قولها إنها تأمل أن توقف إسرائيل عملياتها القتالية في لبنان "خلال يوم أو نحو ذلك"، دون أن تحدد موعد نهائي لوقف هذه العمليات. عنان: صباح الاثنين موعداً لوقف العمليات من جانب آخر أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، أنه تقرر تحديد الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش، السابعة بتوقيت بيروت، موعداً لوقف العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله. وقال أمين عام المنظمة الدولية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، قد وافقا على هذا الموعد، ولكن عنان حث الجانبين على التوقف فوراً عن العمليات العسكرية. وقال "الأفضل أن يتوقف القتال الآن"، مضيفاً "حتى يتم الالتزام بروح قرار مجلس الأمن، وحماية أرواح المدنيين." وفي الأمم المتحدة، قال المندوب الإسرائيلي دان غيلرمان إنه لن يكون كافياً أن يتم نزع سلاح حزب الله، ولكن مجلس الأمن "يتوقع أن لا يكون هناك أي وجود لحزب الله في الجنوب اللبناني"، حسب قوله. وكان مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنوا في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي ينوي وقف عملياته القتالية في جنوب لبنان، بحلول السابعة من صباح الاثنين. نصر الله: القرار لا يعلن وقفاً شاملاً لإطلاق النار وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قد أكد أن هناك مشكلة في القرار الأممي 1701، لأنه لم يعلن وقفاً شاملاً لإطلاق النار. وقال نصرالله في كلمة نقلها تلفزيون "المنار" إن للحزب تحفظات على القرار التي تعتبر غير منصفة، رغم تقديره للجهود التي بذلت للحيلولة دون احتواء القرار الأممي على ما هو أسوأ. وعلى صعيد الوضع الميداني، تواصلت عمليات القصف المتبادل بين الجيش افسرائيلي وحزب الله، حيث واصلت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها الجوية على عدة مناطق في جنوب وشمال لبنان، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن سقوط عدد من صواريخ حزب الله على عدة مناطق في شمال إسرائيل. إسقاط مروحية إسرائيلية بجنوب لبنان وأعلن حزب الله أن مقاتليه تمكنوا من إسقاط مروحية إسرائيلية قرب قرية "ياطر" في جنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي نبأ إسقاط المروحية، التي كان على متنها خمسة جنود، لكنه قال إن مصير طاقم المروحية ما زال مجهولاً. وكانت قناة "المنار" التابعة لحزب الله، قد قالت في وقت سابق إن مقاتلي الحزب تمكنوا من قتل "عدد كبير" من الجنود الإسرائيليين، في المعارك المحتدمة بين الجانبين في الجنوب اللبناني. كما قال حزب الله في بيان منفصل، إن مقاتليه نصبوا كميناً لرتل من الدبابات الاسرائيلية في وادي "الحجير" جنوبي بلدة مرجعيون، مضيفاً أنه تم تدمير 21 دبابة ميركافا وتحولت البلدة إلى "مقبرة" للدبابات. مقتل 19 وإصابة 60 جندياً إسرائيلياً واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 19 من جنوده، وجرح 60 آخرين، بينهم 11 في حالة حرجة، جراء معارك طاحنة مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وفي وقت لاحق قال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود قتلوا، خلال مواجهات السبت، لكنه لم يكشف مزيد من التفاصيل عن 12 آخرين قتلوا في نفس اليوم. إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن القوات الإسرائيلية وصلت السبت، إلى قرية "الغندورية" على بعد 11 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية، وهي أبعد نقطة تصلها القوات البرية الاسرائيلية خلال مواجهاتها مع حزب الله. وفي مناطق أخرى قال حزب الله إن مقاتليه "شنوا سلسلة من الهجمات على رتل مدرع إسرائيلي، مما أدى إلى تدمير 16 دبابة، وسقوط عدد كبير من الجنود الاسرائيليين بين قتيل وجريح." وقال حزب الله في بيان: "منذ فجر هذا اليوم (السبت)، يشن العدو الصهيوني هجوماً مدرعاً كبيراً، انطلاقاً من محور الطيبة - القنطرة - عدشيت والقصير، محاولاً التقدم تجاه وادي الحجير، ويخوض معه المجاهدون معارك عنيفة." وقال الجيش الاسرائيلي، الذي يعتقد أن لديه حالياً مايزيد عن 20 ألف جندي يشكلون منطقة عازلة في جنوب لبنان، إن أكثر من 30 جندياً أصيبوا في القتال السبت. وقال إن قواته قتلت أكثر من 40 من عناصر حزب الله في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ودمرت عدة منصات صاروخية في الساعات القليلة الماضية، ولكن حزب الله نفى ذلك، دون أن يعلن عن عدد القتلى الذين سقطوا في جانبه خلال تلك المواجهات. أحدث حصيلة لضحايا الاشتباكات ومع نهاية اليوم الثاني والثلاثين من الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله، أعلنت مصادر وزارة الداخلية اللبنانية أن عدد القتلى ارتفع إلى 880 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 3550 آخرين، معظمهم من المدنيين. وقال الجيش الإسرائيلي إن 103 جندياً و40 مدنياً قتلوا خلال المواجهات، وأصيب ،حو ألف شخص آخرين. |