CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الشرق الأوسط
تنظيمات مخيمات لبنان المتشددة (4): أنصار الله وخفايا العلاقة بحزب الله

2100 (GMT+04:00) - 21/08/07
تقرير: مصطفى العرب

عناصر من أنصار الله خلال استعراض ''يوم القدس'' في مخيم عين الحلوة
عناصر من أنصار الله خلال استعراض ''يوم القدس'' في مخيم عين الحلوة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعتبر الاتجاهات المتشددة في المخيمات الفلسطينية بلبنان ظاهرة جديدة وطارئة، خاصة وأن معظم تلك التيارات التابعة لمنظمة التحرير تتسم بكونها علمانية أو يسارية.

غير أن مجموعة من الاعتبارات السياسية والاقتصادية التي تعيشها تلك المخيمات حولتها إلى حاضنة للكثير من الأفكار المحافظة التي لاقت رواجاً في العديد من المجتمعات العربية. 

وترافق الحديث عن وجود التنظيمات الأصولية في لبنان بشكل عام، والمخيمات بشكل خاص، مع ما قاله الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في إحدى تسجيلاته المصورة بعد نشر قوات دولية في جنوبي لبنان عن ضرورة ضرب تلك القوات، واصفا لبنان بأنه تحول إلى ساحة جهاد.

وتوجهت الأنظار آنذاك نحو المخيمات الفلسطينية لاعتبارها مناطق استوطنت فيها مجموعات متشددة منذ مطلع التسعينيات، وهي فعلياً خارج سيطرة الدولة اللبنانية.

فبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، يبلغ عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان 16 مخيماً، هي عين الحلوة ونهر البارد والرشيدية وبرج البراجنة، والبرج الشمالي والبداوي وويفل "الجليل" و"المية ومية" والبص ومار الياس وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر والنبطية والدكوانة وجسر الباشا، علماً أنه تم تدمير المخيمات الأربعة الأخيرة أثناء الحرب اللبنانية (1975-1990).

ويبلغ عدد اللاجئين في تلك المخيمات، حتى العام 2005، قرابة 404 ألف شخص، بينهم 213 ألف فقط مسجلين، وبالتالي فنسبة الفلسطينيين تصل إلى نحو 12 في المائة من إجمالي سكان لبنان، علماً أن البعض يعتقد أن العدد الحقيقي للفلسطينيين هو أكبر من الأرقام التي تظهرها الأونروا.

 وبموجب الأنظمة اللبنانية، يمنع على الفلسطينيين ممارسة قرابة 70 مهنة، كما يمنع عليهم امتلاك العقارات والمنازل، ويحظر أيضاً، اعتباراً من العام 2004 إدخال مواد البناء إلى المخيمات، وذلك بحجة "منع التوطين"، غير أن ذلك حول المخيمات إلى بؤر للبؤس والفقر، وعزز النزعات المتشددة فيه.

ورغم أن الطبيعة الفلسطينية غير مؤهلة لاكتساب النزعة المذهبية، مع وجود أكثرية سنية ساحقة تتقبل وجود أقليات مسيحية ودرزية، غير أن المخيمات الموجودة في لبنان سرعان ما دخلت ميدان الاعتبارات المذهبية اللبنانية الداخلية، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال الحرب الأهلية عندما تعرضت المخيمات في المناطق الشيعية والمسيحية لهجمات شرسة.

ويتوزع الفلسطينيون سياسياً بين قطبين بارزين، هما: منظمة التحرير، وتضم جميع فصائل المنظمة التقليدية وتحالف القوى الفلسطينية الذي يضم حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة، وفتح المجلس الثوري والصاعقة، وهي تنظيمات يعمل معظم قادتها انطلاقاً من دمشق.

وهكذا، سنحاول تسليط الأضواء على أبرز التنظيمات المتشددة داخل المخيمات الفلسطينية، وبعد استعراض التفاصيل المتعلقة بفتح الإسلام، وعصبة الأنصار، وتنظيم جند الشام كأبرز تلك الجماعات، ستخصص الحلقة الرابعة والأخيرة من السلسلة لتنظيمات أنصار الله وعصبة النور والحركة الإسلامية المجاهدة والتي يتركز وجودها في مخيمات جنوبي لبنان وخاصة عين الحلوة والمية ومية.

أنصار الله

مجموعة متشددة دينياً ومتوسطة الحجم، أسسها جمال سليمان، عام 1989، وهو ضابط فلسطيني منشق عن حركة فتح، كان مسؤولاً عن إحدى الكتائب العسكرية التابعة للحركة شرق صيدا، وقد ساءه وقوفها إلى جانب حركة أمل ضد حزب الله في معارك إقليم التفاح، فانشق عنها.

وقامت حركة فتح بشن هجوم على مجوعة سليمان عقب انشقاقها، حيث دارت معارك بينهما في منطقة جبل الحليب داخل المخيم، وانتهت بخروجه من المخيم، ليعود بعد حين مع عناصره ويشارك في بعض النشاطات ما بين مخيمي عين الحلوة والمية ومية.

المنطلقات والأهداف

ويؤكد أحمد الأيوبي، المؤرخ المعروف للحركات الأصولية في لبنان، أن علاقة شخصية وخاصة تربط سليمان بالأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي كان مسؤولاً في منطقة إقليم التفاح خلال معارك أمل وحزب الله والتي تزامنت مع فترة انشقاق سليمان، ويذهب، وآخرين، بالتالي إلى اعتبار هذه التنظيم امتداداً لحزب الله داخل المخيمات.

ويحرص التنظيم على إحياء "يوم القدس،" الذي أعلنه مرشد الثورة الإسلامية في إيران "آية الله الخميني،" وذلك من خلال عرض عسكري يجوب شوارع المخيم، حيث يحمل عناصره مجسمات للمسجد الأقصى إلى جانب أعلام حزب الله وصور أمينه العام.
غير أن التنظيم لم يظهر ما يدل على أن عناصره اعتنقوا المذهب الشيعي، وبالتالي فإن تجربتهم قد تكون مماثلة لتجارب فلسطينية إسلامية أخرى مقربة من إيران.

السجل الأمني

يضم التنظيم قرابة 200 مسلح وبضع مئات من الأنصار، وهذا ما تدل عليه مسيراته العسكرية، ولم يتورط التنظيم بشكل علني في أي نشاطات مسلحة على الساحة اللبنانية، غير أن اسمه تردد أمنياً مرتين.

الأولى أواخر العام 2003 مع إعلان مقتل حسن سليمان ومحمد زيدان في العراق، وهما من عناصر التنظيم، والأول هو ابن زعيمه جمال سليمان، وقد جاء في نعيه أنه قتل إثر تنفيذ عملية انتحارية ضد قافلة أمريكية.

وكان التنظيم قد أعلن حينها أن سليمان وزيدان ذهبا إلى العراق بشكل شخصي.
أما الثانية فكانت عام 2004 إثر عملية ضرب مبنى تلفزيون المستقبل، المملوك آنذاك لرئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري، حيث صدر بيان باسم الجماعة يتبنى العملية، غير أن الجماعة عادت ونفت ذلك.

أبرز الشخصيات:

جمال سليمان: يتزعم التنظيم الذي يحمل أيضاً اسم "المقاومة الإسلامية،" يتمركز في مخيم المية ومية حيث يمتلك تنظيمه حضوراً جيداً، وفي مخيم عين الحلوة، ويشارك في اجتماعات "لجنة المتابعة الفلسطينية" و"تجمع الأحزاب الوطنية والإسلامية الصيداوية،" وقد حال الغطاء السياسي الذي يتمتع به دون الاصطدام بفتح بعد معارك الانشقاق الذي قاده.

ماهر عويد: أحد قادة التنظيم ووجوهه العلنية المعروفة، ويتولى الشق الأمني والعسكري، وقد أشرف شخصياً على إعداد "قوة الفصل الإسلامية" التي تمركزت في حي التعمير على مدخل مخيم عين الحلوة مطلع يونيو/حزيران للفصل بين الجيش اللبناني وعناصر جند الشام.

أسامة عباس: يعتبر الممثل الإعلامي للتنظيم، ويقوم بتأدية عمله إنطلاقاً من مخيم عين الحلوة ويقوم بعقد الاتصالات مع الجهات السياسية داخل المخيم وخارجه.

عصبة النور

تنظيم صغير الحجم ومحدود الإمكانيات، وقد ظهر بعد مقتل هشام الشريدي، مؤسس عصبة الأنصار عام 1991، بقيادة ابنه عبد الله الشريدي، الذي رفض تنصيب عبد الكريم السعدي في قيادة العصبة، وغادرها مع مجموعة من مؤيديه، معلناً تشكيل عصبة النور.

من الناحية الفكرية، تظهر منطلقات عصبة النور أكثر جذرية وتشدداً منها لدى عصبة الأنصار، وإن كانت تتشارك وإياها القاعدة النظرية نفسها.

ورغم الخلاف التنظيمي بين المجموعتين، غير أنهما لم يتواجهان عسكرياً في المخيم، وتبدو العلاقة بينهما على قدر من التنسيق، خاصة للروابط العائلية والسياسية بينهما.

ويذكر أن بعض الآراء تؤكد أن عصبة النور موجودة أساساً قبل عصبة الأنصار، وقد أسسها هشام الشريدي أولاً قبل أن يحولها إلى إطار جامع لعدد من التيارات تحت اسم "عصبة الأنصار،" غير أن الإطار الجديد لم يسمح "بتذويب" عناصر الحلقة الرئيسية.

السجل الأمني

تتهم حركة فتح العصبة بتنفيذ عملية اغتيال العميد أمين كايد، وهو أحد قياديها، والمتهم الرئيسي من قبل العصبة في عملية تصفية الشيخ هشام الشريدي، وبذلك بات الشريدي الابن مطلوباً للقضاء اللبناني، كما خاضت مجموعته مواجهات محدودة مع حركة فتح بعد عملية الاغتيال.

وفي وقت لاحق، عادت المواجهات واشتعلت بين العصبة وفتح عام 2003، وذلك غداة الهجوم الذي تعرض له عبدالله الشريدي عند حاجز لحركة فتح في المخيم، انتقاماً لمقتل كايد، مما أسفر عن إصابته بجراح خطيرة، توفى على إثرها.

وقد حمّلت العصبة أمين سر منظمة التحرير في لبنان، سلطان أبو العينين، مسؤولية الهجوم.

وصدر قرار قضائي لبناني في وقت لاحق بحق أبو العينين، وردت حركة بفتح بقيامها بمعركة لتصفية العصبة بسبب عملياتها داخل المخيم وخارجه، انتهت بوساطة من "عصبة الأنصار،" خرجت بعدها عصبة النور منهكة بشدة.

غير أن الضربة الرئيسية التي وجهت للعصبة كانت في 11 تموز عام 2002، عندما أقدم أحد المقربين منها، وهو بديع حمادة "أبو عبيدة،" على قتل ثلاثة من عناصر الأمن اللبناني، وفرّ بعد ذلك إلى المخيم طالباً "النصرة والحماية" من العصبة.

وقد قامت العصبة بحمايته لفترة، قبل أن يهدد الجيش اللبناني باقتحام المخيم لإحضاره، مما دفع عصبة الأنصار إلى التدخل، وطلب تسليمه إلى الجيش، الذي عاد فساقه إلى القضاء العسكري، الذي نفذ به حكم الإعدام.

وبعد تسليم حمادة، شهد المخيم صدور مجموعة كبيرة من البيانات التي تحمل توقيع "جماعة النور" غير المعروفة، والتي حذرت الساعين إلى تسليم المزيد من المطلوبين الموجودين في المخيم تحت طائلة تحويل عين الحلوة ولبنان إلى "بركة من الدماء،" وشهد المخيم خلال هذه الفترة موجة اشتباكات وتفجيرات واسعة.

ومع توالي الضربات تجاه هذا التنظيم الصغير، خفت صوته تباعاً حتى توارى، إذ تؤكد التقارير من داخل المخيم أن عقد معظم عناصره انفرط بعد مقتل أميرهم عبد الله الشريدي، فتوزعوا على التنظيمات الأخرى، مثل عصبة الأنصار، وأنصار الله، وجند الشام، وفتح الإسلام، في وقت لاحق.

أبرز الشخصيات

عبد الله الشريدي: زعيم التنظيم، والابن الأكبر لمؤسس عصبة الأنصار، هشام الشريدي، تمركز في الحي الفوقاني - الصفصاف، وإلى جانب اتهامه بالتخطيط لقتل العميد كايد، تتهمه فتح باغتيال ابن عمه نزيه الشريدي، المرافق الخاص لمسؤول الكفاح المسلح أبو نضال الأسمر، قتل في هجوم على موكبه عام 2003 وفق ما أوردته الشرق الأوسط في 6 مارس/آذار 2003

أسامة الشهابي: كان المساعد الأبرز للشريدي، وقد غادر معه عصبة الأنصار، اتهم أيضاً بالضلوع في عملية اغتيال العميد كايد وإخفاء بديع حمادة، انتسب بعد مقتل الشريدي إلى جند الشام لفترة، وقد صدر بحقه في مطلع يوليو/تموز الماضي حكم بالسجن 15 عاماً في الأردن من محكمة أمن الدولة بجرم "التخطيط للقيام بأعمال إرهابية، واستهداف أمريكيين" في قضية "سرايا خطاب."

بديع حمادة "أبوعبيدة": اتهمه الجيش اللبناني، وفق ما ورد على موقعه الإلكتروني، بالمشاركة في اعتداءات وتفجيرات وتنظيم شبكات تخريب، وقد قام حمادة بمقاومة محاولة اعتقاله في 11 يوليو/تموز 2002 وقتل ثلاثة عسكريين قبل أن يلوذ بالعصبة، وقد كانت عملية تسلميه في 16 يوليو 2002 سبباً لتصدع العصبة.

الحركة الإسلامية المجاهدة

وهي تنظيم يتبع الشيخ جمال خطاب، وهو داعية إسلامي معروف بصيدا، بدأ عمله قبل عقدين تقريباً، وقد سيطر خطاب تدريجياً على بعض المناطق في المخيم، وعلى مسجد النور، وأسّس إذاعة إسلامية تابعة له، ويقال إنه يحظى باحترام جميع التيارات الدينية في المخيم.

ويقود خطّاب مجموعة قوامها حوالي 150 عنصراً تضطلع بشؤون الحماية وصون الأمن في المخيم والفصل بين التيارات المتصارعة، ولا يعرف عنها القيام بنشاطات مسلحة خارجه.

ويذكر أن أحد أشقاء خطاب، ويدعى حسين، سبق وأوقف في قضية اغتيال جهاد جبريل، ابن الأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل، وقد تم إطلاق سراحه بوساطة من شقيقه، علماً أن حسين نفسه كان مسؤولاً في الجبهة.

ليعود اسمه ويلمع مجدداً بعد توقيف شبكة الموساد في بيروت عام 2006، حيث جاء في التحقيقات أنه على صلة باغتيال الشقيقين، محمود ونضال المجذوب، القياديين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وفقاً لما أوردته صحيفة الحياة في 14 يونيو/ حزيران 2006.

أبرز الردود على الملف.

بن الفرات (بغداد، العراق): أنصار الله، وثائر الله، وحزب الله، وشهيد المحراب، وسيد الشهداء ....الخ ....الخ والكثير غيرها، منظمات يجري بناءها فكريا وتسليحها، وهي منظمات إيرانية.

مصطفى (القاهرة، مصر): علينا أن نتطلع أكثر إلى قضايا الشرق الأوسط وإلى الأوضاع الراهنة فيه.

خالد (الجنوب، المغرب): ربما لا تريدون أن تفهموا، حزب الله هو الصورة الحقيقية للمسلمين الحقيقيين، وأما القاعدة وأمثالها فكلنا ضدها قبلكم، وأنا لست ملتزما، وأُمن بحزب الله ، شكرا.

نور علي (العمارة، العراق): إذا نظرنا إلى العراق فإن سبب كل ما يعانيه أبناء العراق هو جيش المهدي بقياده مقتدى الصدر وتسلطه على رقاب الناس، الأجدر بالقوات الأمريكية معاقبتهم بأسرع وقت وسحقهم.

عبد الله (بيروت، لبنان): المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض ونحن نؤيد كافة الحركات التي تنتهج هذا النهج.



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.