نجيب ساويرس يعتزم تقليص الاستثمار في باكستان

(CNN) -- أكد نجيب ساويرس، رئيس "أوراسكوم تليكوم" المصرية ومديرها التنفيذي، أن شركته في موقع مالي ممتاز يؤهلها لتجاوز الأزمة العالمية الراهنة، كاشفاً أن الاستثمار في أول رخصة هاتف جوال بكوريا الشمالية تنبع من رهان على احتمال انفتاحها على العالم مستقبلاً، وتحولها إلى دولة تشبه نظيرتها الجنوبية، ما سيكون بالنسبة لأوراسكوم "كمن عثر على كنز."

واعتبر ساويرس، في لقاء مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في باكستان لعب دوراً كبيراً في تراجع أسهم الشركة، مشيراً إلى عزمه تقليص الاستثمارات في تلك السوق، وانتقد قلق الغرب من صناديق المنطقة السيادية، كما وصف كل من يقول بأنه كان يتوقع حدوث الأزمة المالية بأنه "كاذب كبير."

وأكد ساويرس أن شركته تتمتع بموقع مالي يتيح لها مواجهة أزمة الائتمان العالمية الحالية، سواء لجهة توفر السيولة لديها أو لجهة مواعيد استحقاق ديونها، قائلاً: "في كل عام نضيف مليار دولار إلى سيولتنا، لذلك فنحن في وضع جيد، وليس لدينا ديون مستحقة قبل عام 2013، لذلك فلا حاجة لنا لإعادة هيكلة القروض، وهي خطوة صعبة ومكلفة في الظروف الحالية، لذلك فقد حالفنا الحظ لهذا الجانب."

وأضاف: "والأمر الثاني هو أننا نحاول تقليص مساهماتنا في الاستثمارات الموجودة ضمن بيئات فيها مجازفة، فقد عانت أسهمنا من تراجع كبير بسبب الأوضاع في باكستان، سواء على المستويين السياسي والأمني، أو على الصعيد الاقتصادي، حيث تسبب تراجع أسعار صرف الروبية بضغط كبير على العوائد والأرباح."

وكشف ساويرس عن ترتيبات جديدة بالنسبة للسوق الباكستانية، قد تشمل الحد من الاستثمارات فيها إذ قال: "لقد قمنا بإعادة تنظيم وضعنا هناك، بما يبقينا أكبر مشغلي الهاتف النقال من جهة، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة خفض النفقات وتقليص حجم الإنفاق الاستثماري من جهة أخرى."

وعن الاستثمارات التي بدأتها شركته في كوريا الشمالية، لتصبح معها أول مشغّل للهاتف النقال في ذلك البلد قال: "تخيلوا أننا سنرى آلاف الكوريين الشماليين يمسكون الهاتف النقال للمرة الأولى في تاريخهم.. الأمر هنا لا يتعلق فقط بالمال، بل بمساعدة بلد كهذا على الاتصال والتواصل مع العالم.. إنها الخطوة الأولى نحو الديمقراطية."

وتابع: "وعلى المستوى الاقتصادي، نحن نراهن على واقع أنهم سينفتحون على العالم يوماً ما ويصبحون دولة مثل كوريا الجنوبية، وإذا حصل ذلك فسنكون كمن عثر على كنز."

ولدى سؤاله حول المدى الذي اعتمدت فيه الصفقة على الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ إيل، بعد التقارير الأخيرة التي شككت بسلامته قال: "في بلد كهذا، يكون الجواب دائماً نعم، لذلك نأمل أن يكون بصحة جيدة.. وأنا في الواقع أصلي له."

وعن المواقف الأوروبية والأمريكية الحذرة حيال الصناديق السيادية، خاصة تلك التي تملكها حكومات شرق أوسطية، وصف ساويرس ذلك بأنه "خطأ كبير."

وشرح موقفه بالقول إن المسؤولين الغربيين: "تصرفوا كما لو أنهم يقولون: نحن لا نريد أموالكم وسنتصرف بمفردنا، إنها خطوة معادية للعولمة وتحمل أحكاماً مسبقة، وأعتقد أنه من المنطقي وضع بعض القيود، ولكن يجب أن تكون تلك قيوداً ودية ومتبادلة، وإلا يمكن لسائر الدول التصرف بالطريقة عينها، فتحظر مصر مثلاً استثمارات الشركات المتعددة الجنسيات أو تلك المملوكة لحكومات أجنبية."

وعن شعوره حيال الأزمة المالية العالمية، وما إذا كان قد تحسّب لوقوعها قال ساويرس: "لا أحد تصور ما يحدث حتى في الأحلام، فقد أفلست شركة AIG ومصرف ليمان براذرز وتراجعت أسهم سيتي بنك إلى ثلاثة دولارات، وهي أبرز الشركات المحركة لاقتصاد العالم."

وأضاف: "لو قلنا لأي شخص قبل سنة أن هذه الشركات ستتعرض لما تعرضت إليه لظن أنك مخمور وتتحدث تحت تأثير الكحول.. أي شخص يقول لك إنه كان يتوقع حصول ما حصل هو كاذب كبير."

يذكر أن "أوراسكوم تيليكوم،" كانت قد أطلقت قبل أيام نشاطاتها كأول مشغّل للهاتف النقال في كوريا الشمالية هذا الأسبوع.

وقد تأسست الشركة عام 1998، وتعمل اليوم في مصر والجزائر وتونس وزيمبابوي وباكستان وبنغلاديش وكوريا الشمالية، ولديها أكثر من 79 مليون مشترك.

ولم يختلف وضعها عن وضع سائر الشركات التي شهدت نمواً كبيراً في السابق، ثم رزحت تحت وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية، فقد تراجعت أسهمها بنسبة 67 في المائة منذ بداية العام، ومع ذلك تمكنت من جمع 554 مليون دولار خلال الأشهر الماضية لتقليص ديونها.