/الشرق الأوسط
 
2000 (GMT+04:00) - 07/01/09

العراقيون يرحبون بالأحكام بحق عناصر "بلاكووتر"

من أثار حادثة ساحة النسور في بغداد

من أثار حادثة ساحة النسور في بغداد

 

بغداد، العراق (CNN) -- رحب العراقيون بالأحكام الصادرة بحق خمسة من عناصر شركة التعهدات الأمنية "بلاكووتر" المتهمين بقتل 17 مدنياً عراقياً في "ساحة النسور" بالعاصمة بغداد عام 2007، معتبرين أن الوقت قد حان لأن يدفع هؤلاء مقابل الجرائم التي ارتكبوها.

ويأتي ترحيب العراقيين هذا بعد أيام قليلة على توجيه وزارة العدل الأمريكية تهم القتل العمد لستة من عناصر الشركة إلى جانب تهم تتعلق بسوء استخدام السلاح بعد أن عمد العناصر إلى استعمال رشاشات أوتوماتيكية خلال الحادث..=

وقالت الوزارة إن خمسة من المتهمين الذين سبق لهم ترك العمل بالشركة ردوا بإنكار التهم الموجّهة إليهم، غير أنها كشفت بأن السادس، وهو جيرمي ريدغيواي، أقر بمسؤوليته عن القتل العمد ومحاولة القتل، علماً أن كافة المتهمين في القضية سلموا أنفسهم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI.

يقول هشام عبدالقادر (53 عاماً)، وهو مواطن عراقي في حي الكرادة الشيعي، إنه يتذكر أنه كان "يتجمد" خوفاً عندما كان يرى "المرتزقة في الشوارع."

ومشاعر الخوف والرعب من عناصر شركات التعهدات الأمنية التي استأجرتها وزارة الدفاع الأمريكية لحماية الدبلوماسيين العاملين في العراق، لم تكن حكراً على عبدالقادر، بل كانت مشاعر معظم العراقيين.

فالأسلحة المأجورة، التي تحمي الدبلوماسيين ورجال الأعمال والشخصيات المعروفة، تجوب شوارع العاصمة بسيارات مدرعة رباعية الدفع، بصورة أشبه ما تكون بـ"كاوبوي معاصرين" مدججين بالأسلحة من رؤوسهم حتى أقدامهم، بصورة تثير الذعر بين المدنيين في الشوارع.

غير أن هذه الصورة في طريقها إلى التغيّر بحسب عبدالقادر، إذ بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، سوف يتم تجريد أكثر من 30 ألف عنصر من عناصر شركات التعهدات الأمنية في العراق من الحصانة الممنوحة إليهم، وسيصبحون خاضعين للقوانين العراقية.

وبالتالي فإن سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء قد يغير من سلوكهم ومن طريقة عمل شركات التعهدات الأمنية بصورة جذرية.

يقول لورانس بيتر، مدير رابطة الشركات الأمنية الخاصة في العراق: "أعتقد أن شركات التعهدات الأمنية الخاصة بدأت تحفف من سلوكها.. إن عدد الحوادث الأمنية وإطلاق النار خلال الشهور الاثني عشر أو الستة عشر الماضية انخفض بصورة جوهرية."

وكانت الحكومة الأمريكية ونظيرتها العراقية وغيرهما من الجهات قد دفعوا ما بين 6 و10 مليارات دولار للشركات الأمنية الخاصة منذ بدأت عملها في بغداد عام 2003 حتى نهاية العام الماضي، وفقاً لتقرير نشره مكتب الموازنة التابع للكونغرس الأمريكي، في أغسطس/آب الماضي.

يشار إلى أن الحكومة العراقية تتهم متعهدي الشركة الأمنية بقتل 17 مدنياً وإصابة نحو 30 آخرين في حادث إطلاق النار بساحة النسور، غربي بغداد، في سبتمبر/أيلول 2007.

advertisement

وبدورها دفعت "بلاكووتر" بأن إطلاق متعهديها النار جاء دفاعاً عن النفس إثر تعرض موكب دبلوماسي أمريكي، تحت حمايتها، لهجوم من قبل عناصر مسلحة.

ووصف تحقيق عراقي في الحادث بأنه "قتل متعمد" واتهم متعدي "بلاكووتر" بفتح النار بشكل عشوائي على المدنيين.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.