/الشرق الأوسط
 
0900 (GMT+04:00) - 18/01/09

حماس تعلن إنتهاء التهدئة مع إسرائيل وعباس يدعو لتمديدها

عناصر من ألوية صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية تتدرب الأربعاء

عناصر من ألوية صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية تتدرب الأربعاء

غزة (CNN)-- في الوقت الذي أعلنت فيه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" انتهاء التهدئة المعمول بها منذ ستة أشهر مع إسرائيل، والتي تنقضي مدتها رسميا صباح الجمعة، أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الخميس، أن التهدئة ضرورية للشعب الفلسطيني للحفاظ على أرواح الناس وحياتهم اليومية.

ومع انتهاء التهدئة المعمول بها منذ ستة أشهر مع إسرائيل، شن مسلحون من الفصائل الفلسطينية مزيداً من الهجمات الصاروخية باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي، الجمعة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين من طراز "القسام" أطلقا الجمعة صباحاً من داخل غزّة باتجاه تجمعين سكنيين إسرائيليين.

وفي وقت سابق من نفس اليوم، أطلق فلسطينيون النيران على مزارعين إسرائيليين في حقل قرب مستوطنة "كيبوتز نيريم" شمال معبر كرم أبو سالم، دون أن يصاب أحد وإن ألحقت أضرار بحافلة كانت في المكان، وفق المصدر العسكري الإسرائيلي.

تزامنت تلك الهجمات مع تصريحات الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قال فيها إن الزعيم الفلسطيني حريص على الحفاظ على أرواح الناس وحياتهم اليومية، ويطالب إسرائيل بوقف التصعيد، وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

بموازاة ذلك، قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة "حماس" في تصريحات صحفية الخميس، إنه "اعتباراً من الجمعة لم تعد التهدئة قائمة، ونحن نحمّل الاحتلال الصهيوني كل تبعات تدمير التهدئة وإنهائها، وعدم التزامه بأي شرط من شروطها."

وأضاف: "سنتصرف وسنتحرك في الميدان بما تمليه علينا مسؤولياتنا الوطنية لجهة حماية شعبنا"، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس.

وينص اتفاق التهدئة التي يمتد عمرها ستة شهور وتنتهي صباح التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بأن تقوم الفصائل بوقف عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، مقابل وقف الأخيرة عملياتها العسكرية وفتح المعابر أمام حركة البضائع ورفع الحصار عن الفلسطينيين.

وأكد القيادي في "حماس" أيمن طه في تصريح صحفي أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" الخميس، أن موعد اتفاق التهدئة ينتهي الساعة السادسة من صباح الجمعة، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن انهيار التهدئة.

وأضاف أن فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة "حماس" سوف تتصرف وتتحرك بما تمليه مسؤولياتها وواجباتها الوطنية "في إطار مشروع التحرر الوطني الذي نعمل من أجل تحقيقه،" على حد قوله.

وأشار طه في تصريحه إلى أن أحداً لم يتصل بحركة حماس بشأن التهدئة، مشدداً على أن إسرائيل هي التي تسعى منذ البداية لإجهاض التهدئة والتنكر لاستحقاقاتها، لافتاً إلى أن "التهدئة في حكم المنتهية."

وأضاف طه أن التهدئة التي تم إبرامها عبر الوسيط المصري مع إسرائيل كانت بتوافق وطني، وأن تمديدها أو وقفها يخضع أيضاً لتوافق وطني مع الفصائل الفلسطينية.

والجمعة أعلنت حركة الجهاد الإسلامي إنها تنوي تنظيم مسيرة حاشدة بعد صلاة الظهيرة في غزّة، لتعلن خلالها انتهاء التهدئة، داعية إسرائيل لرفع حصارها.

الفصائل "جاهزة" لأي عمليات إسرائيلية محتملة

في الغضون، تظهر الفصائل الفلسطينية جهوزية لمواجهة نتائج رفض تمديد التهدئة.

ويجمع قادة ومتحدثون في الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أن أي عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة، لن تحقق أهدافها المرسومة، متوعدين بمواجهة أي محاولة في هذا الشأن.

وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" استعداد الحركة لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل، مشدداً على أن كتائب "القسام" لا تتعامل في مقاومتها بردود الأفعال وحسب الأحداث الآنية.

وقال: "استعدادنا للمواجهة غير مرتبط فقط بانتهاء التهدئة، بل إننا على جاهزية تامة للتصدي بكل قوة وحسب الإمكانات المتاحة، سواء قبل التهدئة أو في أثنائها أو بعدها"، محذراً الدولة العبرية بأن "أي عدوان على القطاع سيواجه برد قاس."

وقال: "سنستخدم كل الخيارات المتاحة لدينا، وعلى العدو أن يستعد لحساب مفتوح إذا أقدم على اللعب في ساحة غزة الملتهبة، وستتساقط حمم الموت على المغتصبين والجنود الصهاينة في كل مكان تطاله أيدينا بإذن الله تعالى."

وحول تردد إسرائيل باتخاذ قرار باجتياح القطاع قال الناطق الإعلامي: "إن السبب واضح، وهو أن أي قائد عسكري أو سياسي صهيوني، لا يستطيع تحمل نتيجة قرار كبير بحجم اجتياح القطاع، وخاصة أن تجارب الهزيمة والفشل والخيبة لا تزال ماثلة أمامهم، فهم يدركون أن أي عملية عسكرية جديدة ضد القطاع لن تحقق أهدافها المرسومة."

بدوره، أكد القيادي البارز في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، محمد عبد العال" أبو عبير"، أن الفصائل الفلسطينية لا تستجدي التهدئة مع إسرائيل، مشدداً على أنه لا معنى للتهدئة بعد 19 الشهر الجاري، وإسرائيل تتحمل النتائج.

وقال أبو عبير: "العدو الصهيوني بات يستجدي التهدئة في ظل التخبط الواضح في تصريحات قادة الكيان"، وأشار إلى أن  ألوية الناصر نفذت الأربعاء، مناورة عسكرية لمجاهدي لواء غزة في مدينة غزة، مؤكداً أن الألوية على استعداد تام لصد أي عدوان محتمل لقطاع غزة.

وتبدي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استعدادات هي الأخرى لما هو قادم من تصعيد محتمل، وقال الناطق باسمها أبو حمزة: " سرايا القدس بجانب المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تلتزم بالتهدئة طالما أن العدو تنصل باستحقاقاتها، وبالتالي العدو يؤمّن في مستوطناته وفي مواقعه، بينما الشعب الفلسطيني يذبح في القطاع والضفة الغربية."

وقال: "يجب علينا أن ندفع ضريبة الثبات وضريبة الوقوف على مبدأ الكرامة والعزة على قطاعنا وضفتنا الحبيبة، ونحن كمقاومة يجب أن ندفع الضريبة وهي الحصار وإغلاق المعابر."

"الأونروا" تعلق المساعدات الغذائية لغزّة

انسانياً، أُجبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على إيقاف كل مساعداتها الغذائية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بسبب مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر المؤدية للقطاع.

وقال جمال حامد المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان لها من غزّة "تم تعليق برامج توزيع الأغذية حتى غشعار آخر، ما أن تسمح لنا إسرائيل باستيراد الغذاء، سنستأنف عملياتنا."

يُشار إلى أن 750 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 1.5 مليون يعيشون في غزّة، يعتمدون على المساعدات الغذائية المقدمة من "الأونروا." 

عباس يلتقي رايس في واشنطن

advertisement

وفي شأن متصل على صعيد العملية السلمية مع إسرائيل، التقى محمود عباس الخميس، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس حيث بحثا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام قدما إلى الأمام.

ومن المقرر أن يلتقي عباس اليوم الجمعة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.