دراسة: حدائق الحيوان غير مناسبة للأفيال

إنثى الفيل تقتل وليدها أحيانا لجهلها مفهوم الأمومة

(CNN) -- من المعروف أن حدائق الحيوانات تعتبر من الأماكن التي تساعد الحيوانات وبالأخص الأنواع المهددة بالانقراض منها للعيش لفترة أطول، إلا أن دراسة وجدت أن الحالة تختلف بالنسبة إلى الأفيال.

حيث أكدت دراسة أجريت على 4500 فيل موجود داخل حديقة أو محمية، أن حدائق الحيوانات والمحميات تعتبر أقل الأماكن أمنا بالنسبة إلى مخلوقات ضخمة كالأفيال.

وقال الباحثون القائمون على الدراسة إن الأفيال مخلوقات ضخمة، تستمتع بالمساحات الواسعة، وأن صحتها قد تسوء في حال وضعت داخل مساحات محدودة، مما يقلل من عمرها الافتراضي.

كما وجد الباحثون أن أسر الأفيال قد يؤثر على التزاوج الطبيعي بينها، وهو الشيء الخطير بالنسبة لحيوانات تعتبر أعدادها قليلة نسبيا في العالم.

وقالت جورجيا مايسون، الباحثة في جامعة جوليف أنتاريو، إن "الحالة لا تنطبق على جميع الحيوانات، وقولنا إن المحميات جيدة بالنسبة للحيوانات يعتمد على  نوع المشار إليه."

وأشارت الدراسة إلى وجود فرق شاسع في العمر الافتراضي للأفيال على اختلاف أماكن عيشها، فقد وجدوا أن أنثى الفيل المولودة داخل حديقة الحيوان قد تعيش إلى حد 16.9 عاما فقط كعمر متوسط، في حين تصل عمر أنثى الفيل في البرية إلى حوالي 56 عام.

أما بالنسبة إلى الأفيال الآسيوية، التي تعتبر أكثر الأفيال تهديدا بالانقراض، فتصل أعمارها داخل حدائق الحيوان إلى 18.9 عام في حين ترتفع إلى 41.7 عام في الحياة البرية.

وقالت مايسون إنه من النادر أن تصل هذه الحيوانات إلى عمر 70، إلا أن 30-50 في المائة من الأفيال الموجودة في كينيا بأفريقيا تصل إلى عمر 50، في حين لم تصل أي من الأفيال الثلاثمائة الموجودة في أوروبا إلى عمر 50.

وعزت الدراسة السبب في وفاة الأفيال الأسيرة في عمر صغير إلى قلة الحركة وكثرة الأكل.

فوجدت الدراسة أن الأفيال في حدائق الحيوان غالبا ما تصاب بالسمنة الزائدة، وبالتالي أن الكثير من هذه المخلوقات تعاني من أمراض قلبية ناتجة عن السعرات الحرارية الزائدة التي تتناولها، وبالتالي تلد أنثى الفيل أفيال أكثر وزناً من الأفيال الموجودة في الحياة البرية.

ومن الأسباب الأخرى التي تودي بحياة الأفيال في حدائق الحيوان قتل الأمهات للأفيال الجديدة بسبب جهلها لواجباتها.

ففي الحياة البرية تكون أنثى الفيل محاطة بأعداد من الأفيال الأخرى التي سبق لها الإنجاب، أما الأفيال الأسيرة فتقضي سنتين من الحمل المتعب دون علمها بما يجري، فتعمل على التخلص من الفيل الجديد الذي سبب لها آلام ولادة لم تكن تعلم سببها.