/صحة وتكنولوجيا
 
1500 (GMT+04:00) - 14/01/09

الصومال.. أعلى مستويات سوء التغذية في العالم

أطفال الصومال أكبر ضحايا سوء التغذية

أطفال الصومال أكبر ضحايا سوء التغذية

دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إن "الصومال يضم أعلى معدلات سوء التغذية في العالم" حيث يصل عدد الأطفال الذين يصابون بسوء التغذية الحاد في البلاد إلى 300 ألف طفل سنوياً.

وأوردت وكالة الأنباء الإنسانية "إيرين" عن هيلدا جونسون، نائب المديرة التنفيذية للمنظمة الدولية أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بفقر الدم بالإضافة إلى عدم الحصول على التغذية الكافية هما السببان الرئيسيان وراء ارتفاع معدلات سوء التغذية في البلاد التي تمزقها الحرب مع حدوث معظم الحالات في وسط وجنوب البلاد.

وتبلغ نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد الشامل GAM أكثر من 20 في المائة وترتفع هذه النسبة إلى 28 في المائة في بعض المناطق. ويقول الخبراء أنه عندما تصل نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد الشامل إلى 30 في المائة، فهذا يعني أن البلاد تعاني من مجاعة.

وقالت جونسون في الرابع من ديسمبر/كانون الثاني في نيروبي بعد زيارتها للصومال: "رغم تقلص المساحة التي تعمل بها المنظمات الإنسانية... إلا أننا مستمرون في تقديم المساعدات... أنه أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا".

هذا ويوجد في الصومال حوالي 220 مركزاً للتغذية العلاجية.

وقالت إن "أزمة حادة متعلقة بحماية الأطفال تنتشر على نطاق واسع... وقد فاقم الوضع الأمني الحالي من حدتها."

ووفقاً لليونيسف، يفتقد أكثر من 70 في المائة من السكان إلى إمكانية الوصول للمياه المأمونة.

ومع ذلك رسمت المنظمة بعض الصور المشرقة إذ قالت إن نسبة الإصابة بالملاريا انخفضت من 17 في المائة إلى 6.9 في المائة في الوقت الذي بقي فيه شلل الأطفال تحت السيطرة منذ عام 2007.

وأفاد أحمد ديني من منظمة "بيس لاين" وهي منظمة مجتمع مدني صومالية تراقب وضع الأطفال في البلاد، لـ"إيرين"، بأن أكثر المتأثرين بالأزمة هم الأطفال والنساء.

وأضاف أن المزيد من الأطفال يعيشون الآن بمفردهم في الشوارع دون وجود من يرعاهم، حيث قال: "الكثير من الأطفال فقدوا آباءهم وأمهاتهم أو انفصلوا عنهم ولا يستطيعون العثور عليهم."

وقال إن شبكات الدعم التقليدية التي كانت تتحمل مسؤولية الأيتام قد بدأت تتفكك على ما يبدو بسبب الضغوط الاقتصادية والأمنية الهائلة التي تشهدها البلاد.. وهناك أزمة حادة متعلقة بحماية الأطفال منتشرة على نطاق واسع... وقد فاقم الوضع الأمني الحالي من حدتها.

وأوضح ديني أن مثل هؤلاء الأطفال يصبحون "أهدافاً رئيسية للتجنيد في الجماعات المسلحة. فهم لا يجدون مكاناً آخراً يذهبون إليه ولذلك ينخرطون في صفوفهم بسبب الحاجة."

وأضاف قائلاً: "سيبقى مستقبل آلاف الأطفال مظلماً إذا لم تتحسن الأوضاع."

وقالت جونسون أنه لتحسين حياة النساء والأطفال لا بد من تحقيق تقدم في مسيرة السلام، مضيفة "نعتقد أن عام 2009 سيكون عام النجاح أو الفشل من الناحية الأمنية والإنسانية بالنسبة للشعب الصومالي.. لم تصل مسيرة السلام حتى الآن إلى مرحلة وقف العنف، كما أننا نرى أن هناك اختلاف بين ما يجري في المفاوضات وما يجري على الأرض."

النازحون يفرون جنوباً

وفي الغضون، سجلت مخيمات اللاجئين في داداب، شمال شرق كينيا، وصول أعداد كبيرة من الصوماليين الفارين من حالة انعدام الأمن في جنوب البلاد.

وعن ذلك، قالت جونسون: "ظروف تشغيل المخيمات صعبة للغاية... كما أننا نحتاج لتخصيص المزيد من الأراضي لتوسعة المخيم... وهناك أيضاً ما يكفي من أسباب تجعلنا نعتقد أن المزيد من اللاجئين سيعبرون الحدود."

وأضافت قائلة: "نحن نعلم أن استقبال هذه الأعداد (الكبيرة من اللاجئين) يشكل ضغطاً على أي دولة مضيفة."

وقد أصبحت المخيمات تكتظ باللاجئين، فعلى سبيل المثال يضم أحد المخيمات الذي صمم لاستيعاب 90 ألف لاجئ أكثر من ضعفي ونصف قدرته الاستيعابية.

advertisement

وقد قامت الحكومة الكينية بإغلاق حدودها مع الصومال لتجنب أي مخاطر أمنية محتملة، ولكن جونسون ترى أن هناك حاجة لتسهيل وصول المساعدة الإنسانية عبر الحدود لأن "ذلك قد يخفض من أعداد الأشخاص الذين يعبرون الحدود."

وقد طالبت اليونيسف بمبلغ 80 مليون دولار لتمويل نشاطاتها في الصومال. 

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.