/صحة وتكنولوجيا
 
1300 (GMT+04:00) - 02/01/09

مطالبة "رسمية" زيمبابوية بالتوقف عن مصافحة الأيدي

تزايد هائل في أعداد المصابين بداء الكوليرا

تزايد هائل في أعداد المصابين بداء الكوليرا

 

(CNN) -- طالب أحد المسؤولين في الحكومة الزيمبابوية شعبه بعدم تبادل التحيات عبر مصافحة الأيدي، لما في ذلك من خطر انتقال عدوى مرض الكوليرا الذي ينتشر بشكل هائل في البلاد.

وقال وزير الصحة الزيمبابوي، دايفيد بارينياتوا، إنه "على الرغم من أن تصافح الأيدي هو جزء من عاداتنا، إلا أنه حان الوقت للتوقف."

وتعيش البلاد حالة من التدهور في نظام الرعاية الصحية، حيث تعتبر هذه أكبر كارثة صحية في زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 28 عاما.

ومع وصول أعداد الوفيات إلى 389 حالة، حذرت الهيئة الدولية للصليب الأحمر من أنّ هناك أكثر من 9463 حالة إصابة بالوباء، مع بدء انتشار المرض في أنحاء أخرى في إفريقيا.

وقال مسؤولون في وزارة الصحة إنّ الأوبئة التي تتسبب فيها المياه باتت تنتشر بسبب ضعف البنية الأساسية ورداءة نظام الصرف الصحي والمياه الملوثة التي يستخدمها المواطنون هناك للشرب وإعداد وجباتهم الغذائية.

وتفتقر زيمبابوي أساسا إلى الخدمات الصحية الجيدة، فضلا عن افتقارها لأنظمة صرف صحي ملائمة، زيادة على الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها منذ شهور.

وجعلت هذه الأزمات التي تواجهها زيمبابوي من الصعب عليها استيراد ما يكفي من المواد الكيميائية الكفيلة بمعالجة المياه، مما دفع السكان إلى اللجوء إلى الآبار والأودية.

وتصل نسبة العاطلين عن العمل في زيمبابوي إلى 90 في المائة، في حين وصلت نسبة التضخم إلى231 مليون في المائة، وهي النسبة الأعلى في العالم.

ومن المتوقع وصول مواد لمعالجة المياه الملوثة في وقت لاحق الاثنين، حيث قال مسؤول رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن مواد المعالجة كانت قد نفدت السبت، إلا أن وصول المواد الجديدة قد تأخر بسبب فشل في دفع التكاليف اللازمة.

وكان رئيس حركة المعارضة في زيمبابوي، زوكوزاني كوبه، قد ناشد المجتمع الدولي لتزويد بلاده بمواد معالجة المياه وتوفير المواد الغذائية.

وقال كوبه إنها "باتت كارثة إقليمية، فنحن بحاجة إلى الدواء والأكل قبل أن تصبح المشكلة ذات أبعاد لا يمكن تصورها."

وتوافد الآلاف من المصابين إلى المستشفيات، مما أدى إلى تراكم الجثث في مستودعات المستشفى بسبب كثرة أعدادهم، حيث قال أحد المسؤولين: "المستشفى تستقبل 15 جثة يوميا، لقد بات الوضع مأساويا."

وكانت مستشفيات البلاد قد أغلقت في وجه المرضى لتغيب الأطباء والممرضين، بحجة قِدم المعدات والرواتب المتدنية، وقالت جمعية الأطباء لحقوق الإنسان الزيمبابوية، إن أربعة مستشفيات رئيسة في العاصمة توقفت عن استقبال المرضى بسبب النقص في الأدوية.

والكوليرا مرض تنقله المياه ويسبب القيء والإسهال الحاد ويمكن إذا لم يعالج أن يؤدي إلى الوفاة السريعة نتيجة لما يصيب المرضى من جفاف.

وكانت قد فشلت اتفاقية الاتحاد،  بين الجبهة الوطنية بقيادة الرئيس روبرت موغابي، وحركة التغيير الديمقراطي المعارضة، بعد توقيع الأطراف عليها في سبتمبر/أيلول الماضي.

advertisement

إذ رفضت حركة التغيير الديمقراطي قبول شروط الاتفاقية، لأن موغابي حسب رأيها يفرض سيطرته على جميع الوزارات الرئيسية في البلاد، مثل وزارة الخارجية والحكومة الوطنية ووزارات التمويل والدفاع والشؤون الداخلية.

وكان يعتقد بأن الاتفاقية لو نجحت، لشكلت بداية لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بها.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.