1351 (GMT+04:00) - 28/01/09

جولة أوباما "الشائكة" بالمنطقة.. هل هي مجرد "رحلة" تدريبية؟

أوباما يسعى لإقناع الناخب الأمريكي بقدرته على إدارة الشؤون الخارجية

أوباما يسعى لإقناع الناخب الأمريكي بقدرته على إدارة الشؤون الخارجية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم أهمية الجولة التي يقوم بها المرشح الديمقراطي "المفترض" لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، في الشرق الأوسط، إلا أن العديد من وسائل الإعلام العربية تنظر إلى تلك الجولة على أنها "رحلة تدريبية" للسيناتور عن ولاية إلينوي، الذي "يفتقد الخبرة في شؤون السياسة الخارجية."

ومما يدعم هذه النظرة، بحسب صحف ومحطات تلفزيونية عربية، تلك "الكتيبة" من الصحفيين المرافقين لأوباما ضمن جولته للمنطقة، وهو ما يفسره المراقبون بأن المرشح الديمقراطي يسعى إلى إبلاغ رسالة للناخب الأمريكي بقدرته على إدارة السياسة الخارجية، بعكس منافسه الجمهوري، جون ماكين، الذي يركز حملته الانتخابية على قضايا عسكرية وأمنية.

وحسب متابعة الزميلة اوكتافيا نصر، مسؤوله الشؤون العربية في CNN، فقد استبقت صحيفة "القدس العربي" الصادرة من لندن باللغة العربية، جولة أوباما الشرق أوسطية، بالقول: "من المتوقع أن يتوجه باراك أوباما الطامح لدخول البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط قريباً، في مسعى لأن يظهر للأجانب أنه مرشح التغيير، وهو ما يقوله للأمريكيين منذ شهور."

وأضافت الصحيفة قولها: "ويخطط أوباما (46 عاماً) لأول جولة خارجية له، منذ انتهائه من حسم قضية ترشيح الحزب الديمقراطي له كمرشح للحزب في الانتخابات الرئاسية، وبعد قرابة ثماني سنوات من السياسات غير الشعبية للرئيس جورج بوش، وهي إحدى رسائل التغيير التي يريد المستمعون الأجانب أن يسمعوها."

وتابعت قائلة: "تستهدف هذه الجولة تعزيز أوراق اعتماده في أمور السياسة الخارجية، ودحض الفكرة القائلة بأن خصمه الجمهوري (ماكين) أكثر نضجاً في قضايا الأمن القومي والمسائل العسكرية."

"وقد تمكن أوباما، الذي سيصير أول مرشح أسود للرئاسة الأمريكية عن أحد الحزبين السياسيين الكبيرين، من أسر اهتمام المجتمع الدولي، الأمر الذي جعل حملته الأكثر مراقبة ومتابعة على مستوى العالم في التاريخ الحديث"، وفقاً للصحيفة.

واختتمت "القدس العربي" تقريرها بالقول: "على الرغم من شعبيته في الخارج، ورغبة الكثيرين في العالم في تعميده كرئيس للولايات المتحدة، فإن أوباما لا يزال يواجه حملة ضارية من منافسه الجمهوري، الذي يثق فيه الناخب الأمريكي أكثر في قضايا الأمن القومي والشؤون الخارجية، بحسب أحدث استطلاعات الرأي."

وخلال زيارته للعراق التقى أوباما العديد من المسؤولين في بغداد، من بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي، والرئيس العراقي جلال طالباني، حيث ناقش معهم خطته الخاصة بسحب القوات الأمريكية من العراق، في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

وذكرت فضائية "العراقية"، المملوكة لحكومة، أن أوباما ناقش مع المسؤولين العراقيين "الربيع السياسي الذي تعيشه البلاد"، بينما تباين موقف فضائية "العربية"، التي تبث من دبي، مع رؤية الفضائية العراقية، بقولها إن "الآمال التي يحملها أوباما للعراقيين، قد تحمل معها سحب سوداء تلبد سماء العراق."

ووصل أوباما العراق بداية الأسبوع قادماً من الكويت، بعد أن توقف لوقت قصير في أفغانستان، التي كانت المحطة الأولى لجولته الشرقية، التي شملت بعد ذلك كل من الأردن وإسرائيل والمناطق الفلسطينية، ثم يستكمل الجولة بزيارة عدد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

وعن زيارته لإسرائيل والمناطق الفلسطينية، نقلت "القدس العربي"، عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، غريم بانرمان، قوله: "سيجد الطريق شائكاً للغاية هناك."

وقالت: "سيواجه عدداً من التحديات، حيث سيتم تحليل كل كلمة وعبارة يقولها خاصة بعملية السلام، كما سيكون بحاجة لتوخي أقصى درجات الحذر، اتقاء لغضب الكتلة التصويتية الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة."

وسيكون على أوباما أن "يظهر التزامه بأمن إسرائيل، مع العمل في ذات الوقت على إقناع الدول العربية بأنه يمكن أن يكون وسيطاً نزيهاً في عملية السلام"، على حد قول الخبير الأمريكي بشؤون المنطقة.

ولا يشعر الإسرائيليون بالارتياح تجاه أوباما، نظراً لما ترسخ لديهم من أنه متعاطف مع "المحنة الفلسطينية المستمرة منذ عقود تحت الاحتلال الإسرائيلي" في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن رغبته المعلنة في إجراء محادثات على مستوى عال مع النظام الإيراني، بحسب بانرمان.

كما أن صناع القرار السياسي في إسرائيل قد يكونون "الأقل حماساً" في الشرق الأوسط لإمكانية التغيير، ففي ظل إدارة بوش نعمت إسرائيل بمستوى غير مسبوق من الدعم من حليفها الأوثق التقليدي.

كما انتقد تقرير لفضائية "الجزيرة" القطرية، زيارة أوباما لمناطق السلطة الفلسطينية، التي استمرت نحو 45 دقيقة فقط، مشيرة إلى أن السيناتور الجمهوري أراد أن يظهر نفسه أمام الفلسطينيين، في الوقت الذي كان برنامج زيارته لإسرائيل حاشداً.

وكان أوباما قد أثار الكثير من التحفظات العربية والفلسطينية مطلع يونيو/ حزيران الماضي، وذلك عندما صرح خلال كلمة أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية "أيباك"، قائلاً: "أي اتفاق مع الشعب الفلسطيني يجب أن يحافظ على هوية إسرائيل كدولة يهودية لها حدودها الآمنة والمعترف بها."

وتراجع السيناتور الديمقراطي لاحقاً بصورة غير كاملة عن تصريحاته، قائلاً لشبكة CNN إن وضع المدينة يبقى إحدى القضايا التي يجب أن يتفاوض حولها الفلسطينيون والإسرائيليون.

كما ذكر تقرير آخر للجزيرة أن المرشح الجمهوري جون ماكين، "صب جام غضبه" على وسائل الإعلام الأمريكية الثلاثاء، لاهتمامها بتغطية زيارة غريمه أوباما إلى الشرق الأوسط وأوروبا، إلى "حد التخمة"، بحسب التقرير.

advertisement

وبث ماكين "المنزعج من الإهمال الذي تتعرض له حملته الانتخابية من أجهزة الإعلام"، شريط فيديو على شبكة الإنترنت عنوانه "الولع بأوباما"، يتضمن اقتباسات من مذيعي القنوات التلفزيونية وصحفيين آخرين، اعتبرها دليلاً على انحياز تلك الأجهزة.

وأوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن إطلاق هذا الشريط يأتي بعد يوم من احتجاج ماكين على ما يعده دلالة أخرى على التحيز، متمثلاً في رفض صحيفة "نيويورك تايمز" نشر مقال له بشأن العراق.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.