 | | قوات أمن سريلانكية |
كولومبو، سريلانكا (CNN)-- حصد تفجيران متزامنان الأربعاء 26 قتيلا على الأقل وأكثر من 50 جريحا في جنوب سريلانكا، ما دفع السلطات إلى تعطيل المدارس الحكومية في المنطقة، ناحية بالملامة على متمردي نمور التاميل الذين يسعون إلى إعلان دولة مستقلة للغالبية "التاميلية" في شمال وشرقي جزيرة سريلانكا، الواقعة إلى الجنوب من الهند. وقالت السلطات السريلانكية إن الانفجار الأول الذي وقع قرب بلدة "بوتالا" الجنوبية التي تقع على بعد 238 ميلا من العاصمة كولومبو، استهدف حافلة تقل عمال معمل ما أسفر عن مصرع 26 شخصاً فيما جرح أكثر من 50 آخرين. وأعلن مسؤول رفيع في الشرطة أن لغما انفجر قرب الحافلة، اتبعها "المتمردون بفتح نيران أسلحتهم ورمي القنابل على الحافلة." وكانت الأجهزة الأمنية ظنت في البداية أن الانفجار استهدف حافلة مدرسية، ما دفع بالسلطات إلى إغلاق المدارس. وفي الانفجار الثاني القريب أيضا من "بوتالا" دوى لغم آخر مستهدفا عربة عسكرية مدرعة، ما أدى إلى جرح ثلاثة عسكريين، وفق ما أكدته مصادر عسكرية. يُذكر أن الحكومة السريلانكية كانت أعلنت رسمياً في الثالث من الشهر الجاري انتهاء الهدنة مع متمردي نمور التاميل، والتي يبدأ سريانها فعليا اليوم المصادف السادس عشر من يناير/كانون الثاني، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الجانبين، في خطوة من جانب كولومبو قد يتبعها تصعيد عمليات الجيش على مواقع المتمردين. وكانت الهدنة "الهشة" التي تم التوصل إليها بجهود وساطة دولية قادتها النرويج، مجرد "حبراً على ورق"، حيث لم يتوقف القتال بشكل كامل بين الجانبين منذ توقيع تلك الهدنة قبل نحو ست سنوات. وقالت حكومة كولومبو إنها قد تقبل باستئناف مباحثات للسلام مع المتمردين، عندما يقوم مسلحو الحركة بإلقاء أسلحتهم، حسبما أكد وزير الإعلام السريلانكي أنورا بريادارشانا. وتوصلت الحكومة السريلانكية وحركة "تحرير نمور التاميل إيلام" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في بداية العام 2002، بعد صراع مسلح بين الجانبين منذ العام 1983، راح ضحيته ما يزيد على 65 ألف شخص. وبعد هدوء نسبي بين الجانبين استمر لنحو أربع سنوات، تجددت المعارك بين الجانبين منذ بداية العام 2006، حيث يُعتقد أن نحو خمسة آلاف شخص لقوا حتفهم في الهجمات المتبادلة بينهما، خلال العامين الماضيين. ويسعى المتمردون إلى إعلان دولة مستقلة للغالبية "التاميلية" في شمال وشرقي جزيرة سريلانكا، إذ يشكون من تعرضهم لتفرقة عنصرية من جانب الأقلية "السنهالية"، التي تحكم البلاد منذ عقود. | 
