الملا عمر رفض عرض الصلح.. فألغت السعودية محادثات السلام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال تقرير أعده المجلس الدولي لشؤون الأمن والتنمية إن قوة حركة طالبان في تزايد مطرد، وأنها باتت تسيطر على 72 في المائة من إجمالي مساحة طالبان، ما جعلها تفرض هيمنتها على مناطق تقع عند تخوم كابول.
ولفت التقرير إلى أن هذه التطورات تشير إلى أن مدى سيطرة طالبان باتساع مقارنة بالعام المنصرم، عندما كانت تسطير على 54 في المائة فقط من أفغانستان، وحض المجتمع الدولي على تقديم مقاربة اقتصادية وإنسانية جديدة لأفغانستان لإعادة تنظيم الأمور.
وطالب التقرير برفع حجم قوات الناتو الموجودة في أفغانستان إلى 80 ألف رجل، وإن كان قد شدد على أن المجهود الأمني لن يكون كافياً لإنهاء الأزمة، خاصاً وأن حركة طالبان تستخدم أسلوباً يقوم على التقدم التدريجي في القرى والولايات باستخدام الوسائل الدعائية أحياناً، مستغلة إحباط السكان من نتائج التدخل الغربي الذي بدأ عام 2001 في البلاد.
وفيما رفض زعيم حركة طالبان الأفغانية، الملا عمر، دعوة الصلح مع النظام الحاكم في أفغانستان، كشف مصدر سعودي أن تصريح الملا عمر، لم يتضمن اللغة المنتظرة منه وأنه لا تربطه أي صلة بزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وأشار المصدر السعودي في تصريح لـCNN إلى أن محادثات السلام الأفغانية مع طالبان، والتي كان يتوقع أن تعقد على هامش الحج، ألغيت في الوقت الحالي، دون أن يشير إلى إمكانية عقدها في وقت لاحق غير محدد.
وجاءت تصريحات المصدر السعودي بعد الرسالة التي وجهها زعيم حركة طالبان إلى الأفغان والمسلمين بمناسبة عيد الأضحى، والتي نشرتها مواقع على صلة بالحركة، ولم يتسن لـCNN التأكد من صحتها.
وقال الملا عمر في رسالته إن دعوة الصلح، التي وصفها بـ"المضللة، تعتبر حماقة ولا يقبلها العقل، " في ظل استمرار الصراع "وتحت ظل طائرات المحتلين الفتاكة وقنابلهم الضخمة، وفي حالة وجود الاحتلال وإرسال مزيد من القوات."
وأضاف الملا عمر: "فعلی الذين يبتغون المصالحة إنهاء الاحتلال أولاً، فهؤلاء هم الذين فرضوا وسلطوا الحرب علی الشعب الأفغاني المجاهد، ولا يمكن في مجتمع إنساني أياً كان أن يتحدث للمصالحة بفوهة البندقية، فإجراء المفاوضات في ظل مواصلة الصراع أمر مستحيل."
وأوضح قائلاً: "ولا تحسبوا أن قادة الجهاد الإسلامي سوف يتخلوا عن حقهم المسلم وجهادهم المقدس بوعودكم الزائفة، والمصالح المادية، وإعطاء حق العصمة الشخصية، واقتراح منح الحقائب الوزارية والمناصب العالية في غضون الاحتلال."
وطالب زعيم حركة طالبان، الذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية أنه يوجد في المناطق الجبلية المحاذية للحدود مع باكستان، من وصفهم بـ"المعتدين على شعبنا المنكوب وبلادنا المظلومة" سحب قواتهم من أفغانستان، محذراً من هذه القوات لن تنجو "من ضربات مجاهدينا الغاضبة."
يذكر أن الرياض نفت في الثاني والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنباء مفادها أنها عرضت اللجوء السياسي على الملا عمر.
واعتبرت مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية ما تردد في بعض التقارير الإعلامية عن قيامها بعرض اللجوء السياسي على الملا عمر غير صحيح "جملة وتفصيلاً."
وكانت وكالات أنباء عالمية قد نقلت عن صحيفة درشبيغل الألمانية أن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد عرض على الملا عمر اللجوء في السعودية، وذلك بضغط من الرئيس الأمريكي، جورج بوش، ونظيره الأفغاني، حميد كرزاي.
وكانت مصادر سعودية قد كشفت مطلع الشهر الحالي لـCNN عن حصول تقدم على صعيد التحضير لجولة ثانية من المباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المعارضة، مشيراً إلى احتمال أن تشهد الاجتماعات مشاركة مباشرة لممثل عن قائد الحركة المسلحة، الملا عمر.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قائم كرزاي، شقيق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، التقى بمسؤولين سعوديين في إمارة دبي للمساعدة على التحضير لجولة المفاوضات المقبلة التي ستعقد في مكة.
وكانت التوقعات تشير إلى الجولة الجديدة من المحادثات ستعقد في ديسمبر/كانون الأول بالتزامن مع موسم الحج، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة للرياض التي تجنبت لفترة طويلة في السابق القيام بتدخل مباشر في ملف الصراع الأفغاني.
يذكر أن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز، كان قد عقد برعايته جولة أولى من الحوار بين الأطراف الأفغانية في مكة خلال الفترة ما بين 24 و27 سبتمبر/أيلول الماضي، واحتفل بعيد الفطر برفقة المفاوضين الـ17 الذين حضروا الجلسات، وبينهم 11 ممثلاً عن طالبان واثنين عن الحكومة وواحد عن زعيم "المجاهدين" السابق، قلب الدين حكمتيار.